ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: ضغوط الصفقة وهدف تصفية حماس

إسرائيل اليوم 2023-11-18، بقلم: يوآف ليمور: ضغوط الصفقة وهدف تصفية حماس

يمكن التقدير باحتمالية عالية الا تكون يهوديت فايس هي المخطوفة الأخيرة التي تعثر عليها قوات الجيش الإسرائيلي التي تعمل في غزة. فإسرائيل تعرف بيقين بان حماس اختطفت جثثا في 7 أكتوبر كي تجري عليها مفاوضات، ويحتمل ان يكون بعض الجرحى ممن اختطفوا قد توفوا منذئذ.

ان التمشيطات الدقيقة التي يجريها الجيش الإسرائيلي في المستشفيات في غزة، وعلى رأسها مستشفى الشفاء تستهدف هذا بالضبط: البحث عن مؤشرات تدل على أنه كان في المكان مخطوفون وربما عولجوا فيه، واستمرارا لذلك الوصول للعثور عليهم. الى جانب المعلومات التي تجمعت وتعميق السيطرة في مدينة غزة، تنجح القوات في الوصول الى تفاصيل وأدلة أخرى ترتبط بالمخطوفين ولعلها تسمح بالوصول الى أي منهم لاحقا – احياء او اموات.

ان الجهد والاهتمام المكرسين بهذه المسألة هائلان، اكثر بكثير مما يجري الحديث فيه بين الجمهور. فجهاز الامن ينصب على هذه المسألة حتى الرأس: في العمليات، في الاستخبارات، في ربط كل علاقة دولية او طرف خيط يمكن للوصول الى اختراق للطريق حتى لو كان صغيرا للغاية.

بالمقابل، تفعل حماس كل شيء كي تضع المصاعب: فهي تخفي وتطمس الأدلة، تهرب المخطوفين الى جنوب القطاع ولا تفوت أي فرصة لتنغيص حياة عائلات المخطوفين ودولة إسرائيل كلها.

في الأيام الأخيرة توجد على جدول الاعمال الامكانية لصفقة محدودة تتضمن تحرير مخطوفين مقابل وقف نار. في بداية الطريق جرى الحديث عن تحرير 100 مخطوف، وعندها هبط العدد الى 80، وامس بات يجري الحديث عن 50. بالمقابل، رفعت حماس عدد أيام وقف النار وهي تطالب بخمسة أيام وطرحت شرطاً إضافياً هو التحرير بدفعات بحيث تتمكن من التحكم بالعملية واستئنافها ووقفها كما تشاء كي ترفع مكاسبها الى الحد الأقصى.

كنتيجة لذلك علقت إسرائيل في معضلة. من جهة، تحرير محتمل للمخطوفين. حتى وان كانوا قلائل كجزء من القول المحق بان كل من ينقذ روحا واحدة وكأن به انقذ عالما بكامله. وبالمقابل، الفهم بأن يحيى السنوار يخدعنا ويسعى لأن يستغل البطن الطرية لإسرائيل لاهداف أوسع بكثير، وعلى رأسها احباط الخطوة العسكرية الواسعة في القطاع. ففي وقف النار الطويل يمكن لمنظمته ليس فقط ان تنتعش، تجمع القوى وتتزود بالسلاح بل وأيضا ان تحرك القوات (والمخطوفين) الى مواقع تتحدى منها من جديد الجيش الإسرائيلي. وإعادة استخدام وسائل وانفاق تضررت. أما الجيش الإسرائيلي فسيكون ثابتا ومعرضا للضربات (هدار غولدن قتل واختطفت جثته في وقت وقف النار في حملة الجرف الصامد)، ويحتمل ان تفرض الضغوط الدولية المصاعب عليه للعودة الى القتال مثلما فعل في الأسابيع الأخيرة.

المعضلة الكبرى

هذه معضلة زعامية غير بسيطة، تكون في الخلفية مئات العائلات وضغط جماهيري متصاعد لحل مسألة المخطوفين. القراران معقولان. الموافقة على الصفقة المقترحة او رفضها ولكل واحد منهما تداعيات واسعة. لما كانت إسرائيل حددت كالهدف المركزي للحملة اسقاط حكم حماس وضربة شديدة لقدراتها العسكرية فان عليها أن تسأل نفسها اذا كان بوسعها أن تتقدم الى ذلك اذا ما نفذت صفقة الآن، وبالتأكيد حين تكون هذه صفقة جزئية تبقي لدى حماس قرابة 200 مخطوف، يمكنها أن تواصل استخدامهم لتحييد الخطوة الإسرائيلية.

لقد سبق لإسرائيل أن عقدت صفقات مع الشيطان، بما في ذلك الشيطان الذي يسمى حماس. لكن في هذه المرة، بعد السبت الأسود، اقسمت على أن تصفيه مع علمها بأنها اذا ما تراجعت فانه سيعود ليضرب. عليها أن تجد السبيل للمواظبة على ذلك وان تواصل البحث كل الوقت عن حلول لمسألة المخطوفين. حتى لو اضطرت لأن تتوقف للحظة محظور عليها أن تشيح بصرها عن الهدف النهائي والمحق للحرب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى