ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – دان شيفتن – الادمان على وهم  الهدوء

إسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن – 21/12/2021

” من  يأمل بتحقيق “تسوية” في  القطاع دون أن يمنع بالقوة تعاظم قوى حماس يشجع عدوانها ويضعف موقف المساومة لدى إسرائيل “.

حماس معنية بهدوء مؤقت في قطاع غزة، لغرض تعاظم القوى اعدادا للمواجهة التالية. وبالتوازي، فانها تحدث ارهابا في الضفة وفي القدس كي ترفع مستوى مكانتها كمسؤولة عن الفلسطينيين في الضفة وفي اسرائيل وتبني شبكة عسكرية في لبنان كي تخلق ساحات مواجهة اضافية، ربما بمشاركة حزب الله. اسرائيل تخدمها في المستوى الاستراتيجي، بسبب ادمانها على المستوى العملي على “الهدوء” الخادع في حدود القطاع.

 في الظروف الناشئة بعد المس العملي بمقدراتها العسكرية في حملة حارس الاسوار بعد استكمال العائق البري الذي يقيد قدراتها وبعد ان تبين بان عزلة الاخوان المسلمين في العالم العربي تعطي اسرائيل حرية عمل اقليمية – توجد لاسرائيل فرصة مريحة لقمع تعاظم قوة حماس وتصفية زعمائها. ولما كان ليس هناك احتمال في الامتناع على مدى الزمن عن المواجهة، فمن المفضل المخاطرة بمواجهة مع حماس ضعيفة نسبيا في التوقيت المريح لاسرائيل، على انضمام المنظمة حين تكون معززة لمواجهة مع ايران وحزب الله في موعد وفي ظروف يصعب فيها على اسرائيل أن تخصص المقدرات اللازمة لضربها.

 مهم ايضا الاثبات بان مشاركة الحركة الاسلامية في الائتلاف لا تمنح الارهاب الفلسطيني الحصانة. غزة هي الدولة بحكم الامر الواقع الوحيدة في العالم العربي التي يحكمها باجماع واسع البرابرة اللاساميون من الاخوان، المدمنون على قتل  اليهود انطلاقا من عدم الاكتراث بمصير اطفالهم هم انفسهم. لاسرائيل وشركائها العرب (ولا سيما مصر والاردن) توجد مصلحة استراتيجية في اظهار فشل النموذج الكريه والخطير هذا لاجل ردع عرب آخرين من تبنيه. اما تعزيزه “المدني” فهو سياسة ضارة وقصيرة النظر. بخلاف جهات معادية اخرى – السلطة الفلسطينية وحتى سوريا – مع حماس توجد لاسرائيل “لعبة مبلغها الصفر”: ما هو خير لحماس شر لاسرائيل لانه خير للاخوان في غزة. الوهم الغريب هو “التسوية بعيدة المدى”، والتي (تترافق احيانا حتى وهذيان عن جزيرة اصطناعية وميناء)  يذكر بالفرضية الفاشلة لشمعون بيرس في التسعينيات بان خروج اسرائيل من القطاع سيجعله “سنغافورة”. كل ما هو مطلوب لتحققه كان تغيير الغزيين بالسنغافوريين النشطاء والبنائين. 

من يأمل بتحقيق “تسوية” كهذه من خلال اعادة التأهيل المدني، دون المنع بالقوة لتعاظم القوى، يشجع عدوانهم ويضعف موقف المساومة الاسرائيلي. مع أن حماس تصعد اعمالها في الضفة، في القدس وفي اوساط عرب اسرائيل وفي لبنان – اسرائيل تجعل هذه السياسة مجدية. فهي تسمح لها بان توازن توجيه مليارات الدولارات التي تلقتها للتعاظم العسكري من خلال مساعدة مدنية بالمال القطري، تصاريح العمل لـ 10 الاف عامل في اسرائيل، تسهيلات غير مسبوقة في الاستيراد وفي التصدير وفي ادخال البنى التحتية التحصنية، حرب وارهاب في شكل “مواد ثنائية الاستخدام” وتشجيع المصريين على تسجيل القيود في معبر رفح. 

اضافة الى هذا، تعزز اسرائيل موقف المساومة لدى حماس بالتعهد الجماهيري، الضار من ناحية استراتيجية والمرفوض من ناحية اخلاقية “لاعادة الابناء”. في غزة توجد جثتان واثنان بائسا المصير انتقلا اليها. صفقة تجلبهم الى اسرائيل ستؤدي الى قتل جنود ومدنيين كثيرين بسبب تحرير ارهابيين وتشجيع ا لارهاب، مثلما حصل في الصفقة السائبة التي جلبت شاليط ومحرروها قتلوات العشرات ان لم يكن المئات، من الاسرائيليين ولا يزالون يقتلون. 

ان الكلفة التي لا تطاق للادمان على وهم “الهدوء” تتفجر في وجه اسرائيل المرة تلو الاخرى: في عربدة البدو التي تشوش حياة المواطنين في  الجنوب؛ في تعطل الشرطة امام الخاوة العربية في الشمال؛ في الخوف المبرر من استئناف الاضطرابات في المدن المختلطة؛ في سيطرة الارهابيين في السجون حيال ضعف مصلحة السجون؛ في التسامح تجاه ارهاب فتيان التلال؛ في الامتناع عن قمع العنف الداخلي (وليس فقط الجريمة) في المجتمع العربي؛ بالتسليم بالعنف الجماهيري المنظم في المجتمع الحريدي وبالعقاب السخيف الذي يفرضه قضاة “رحماء”،  مما يشجع الجريمة في المجتمع الاسرائيلي بالعموم. ان زعامة خائفة تمتنع عن المواجهة  مع  العنف مسؤولية  عمليا عن انتشاره حتى النقطة التي تلزم فيها وسائل اكثر حدة بلا قياس من تلك التي تمتنع عنها لقمع شراراته الأولى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى