ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حتى لا يقرر العالم مصيرنا نيابة عنّا!

إسرائيل اليوم 11-3-2024، نوحاما دويك: حتى لا يقرر العالم مصيرنا نيابة عنّا!

خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الأمة لا يدع مكانا للتخمين أو للخيال. بشكل حاد وواضح قال، إن إسرائيل يجب أن توقف القصف. وان “قتل أبرياء في قطاع غزة” لا يمكن أن يستمر. وسار الرئيس شوطا أبعد فقال، إن الولايات المتحدة ستنشئ ميناء في غزة توجه إليه المساعدات الإنسانية التي تنوي – إضافة إلى دول أخرى، نقلها إلى سكان القطاع. في كل المنشورات يعاد الإشارة إلى أن نحو 30 ألف طفل، امرأة ورجل قتلوا حتى الآن في أعمال الجيش الإسرائيلي في غزة، معظمهم غير مشاركين، لكن من غير المستبعد أن يكون بعضهم مخربي “حماس”.

مقارنة بالرد السريع والمتسرع من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تقرير كارثة “ميرون”، لم يسمع رد فعل رسمي من جهته بعد خطاب بايدن. قبل بضع ساعات من ذلك، في احتفال انتهاء دورة ضباط قتاليين، ومع علمه بالمضامين المتوقعة للخطاب، استغل نتنياهو المنصة كي يطلق رسالة: “نعم، يوجد ضغط دولي وهو يتصاعد. لكن بالذات بينما يتصاعد الضغط الدولي علينا أن نرص الصفوف بيننا. نحن ملزمون بأن نقف معا في وجه محاولات وقف الحرب. يجب أن نرد معا المحاولة اليائسة لإلقاء مسؤولية جرائم “حماس” على الجيش الإسرائيلي. وعليه فأني أقول لزعماء العالم: عندما ننتصر على قتلة 7 أكتوبر، فإننا نمنع 11 أيلول التالي، ويجدر بكل العالم المتحضر أن يدعم جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل”.

يبدو أن حكومة إسرائيل تواصل كونها منقطعة عن الأقوال الأميركية الفظة، التي تطالب بوقف القتال وتعود لتقول، انه في نهاية الطريق يجب إقامة دولة فلسطينية. عندنا لا يزالون يتعلقون بالدعم غير المتحفظ الذي حظينا به من الرئيس الأميركي ومن معظم أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ. وهم يفضلون أن يذكروا القطار الجوي الذي ساعد إسرائيل على التسلح وليس تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين يهددون بفرض حظر على مواصلة تدفق السلاح إلى إسرائيل – إذا لم يتوقف “المس بغير المشاركين” في قطاع غزة.

إسرائيل ترفض سماع الأصوات المتصاعدة ضدها. المحلل الكبير في “نيويورك تايمز” توماس فريدمان يعود ويكتب أن الرئيس بايدن على ما يبدو سيكون الرئيس الأخير المؤيد لإسرائيل. فحسب استطلاع وكالة “رويترز” للأنباء نشر قبل نحو أسبوع فإن 56% من الديمقراطيين لن يصوتوا لمرشح يؤيد توريد السلاح لإسرائيل. وعندما تغيب عن شاشات التلفزيون منذ الآن صور الـ 134 من مخطوفينا ولا تكف عن نشر صور الأطفال الغزيين الذين يركضون مع وعاء في اليد في محاولة للحصول على وجبة طعام، واضح إلى أين يتحرك البندول.

إن الحرب التي خرجت إليها إسرائيل قبل اكثر من خمسة اشهر هي حرب عادلة. ما كان صحيحا المرور مرور الكرام عن قتل اكثر من 1200 من مواطنيها، اغتصاب النساء واختطاف اكثر من 240 من سكان الغلاف.

لكن منذ زمن بعيد، حان الوقت لإجراء البحث في “اليوم التالي”، وبالتأكيد بعد خمسة اشهر من القتال والنقد المتزايد في العالم. فإذا كنا نحن لا نفعل هذا، فسنجد أن العالم هو الذي سيقرر عنا مصيرنا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى