ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الضربة القاضية الديموغرافية أكثر خطورة

إسرائيل اليوم 3-8-2023، بقلم يوسي بيلين: الضربة القاضية الديموغرافية أكثر خطورة

أعترف أنني أثرت لقراءة أقوال إيتمار فلايشمان (“آراء”، 2/8/2023)، بأن التطبيع مع السعودية سيكون ضربة قاضية لمعسكر السلام لأنه لن يتضمن اشتراطات في الموضوع الفلسطيني.

أذكرك، يا إيتمار، بأنه عندما وقع اتفاق السلام مع مصر بين بيغن والسادات، كانت في اليمين صرخات وانشقاقات سياسية، وكان معسكر السلام هو من أعطاه الأغلبية اللازمة في الكنيست، رغم أنه كان مشروطاً باتفاق إسرائيلي – فلسطيني.

عندما قاد زعيم آخر لليكود، أريئيل شارون، الانسحاب أحادي الجانب (الإشكالي) من غزة – أعطاه معسكر السلام أغلبية في الكنيست، رغم النقد على أنه لم يفعل هذا كجزء من الاتفاق الانتقالي مع م.ت.ف.

عندما وقعت اتفاقات إبراهيم، حظيت بتأييد معسكر السلام رغم أنها لم تكن تنطوي على اتفاق إسرائيلي – فلسطيني. وسبب ذلك بسيط: معسكر السلام يؤيد السلام.

إذا حصل اتفاق تطبيع بيننا وبين السعوديين، فسيكون معسكر السلام مرة أخرى هو من سيصفق له، ببساطة لأننا نؤمن بأن انخراط إسرائيل في المنطقة حيوي لأمننا على مدى السنين.

هذه ضربة قاضية للفكر العربي طويل السنين الذي رأى في إسرائيل ظاهرة مؤقتة، مثل الصليبية، في هذه المنطقة. ليس ضربة قاضية لليسار ولا ضربة قاضية لليمين.

مصلحتنا المركزية هي الامتناع عن وضع تسيطر فيه أقلية يهودية على أغلبية عربية غربي نهر الأردن. سواء من خلال تخليد الاحتلال أم من خلال الضم والتشريع الذي يمس بالحق الأساس للفلسطينيين، الأمر الذي قد يحقق الادعاءات بأبرتهايد إسرائيلي، أم من خلال خلق وضع يدفع الفلسطينيين إلى الهجرة بجموعهم.

الاتفاق مع السعودية سيكون مساهمة مهمة لتثبيت مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، لكن لن يكون فيه ما يحقق ضمان الأغلبية اليهودية المستقرة. لقد كانت السعودية عضواً دائماً في منتدى المحادثات متعددة الأطراف التي جرت مع 13 دولة عربية ومع دول عديدة أخرى منذ مؤتمر مدريد في 1991 وحتى 1996. بحثت في المنتدى، مشاريع تضمنت بنك استثمارات إقليمياً، ومشروع تحلية مياه، ومواضيع أخرى تحقق بعضها على مدى السنين. لكن السعوديين أظهروا بشكل دائم موقفاً متحفظاً، بل وحتى متهكماً، من هذه المشاريع.

لقد ترأس كاتب هذه السطور الوفد الإسرائيلي للمحادثات متعددة الأطراف، وفي أحد لقاءات لجنة التسيير التي شارك فيها رؤساء كل الوفود، طلبت الحديث ثنائياً مع نظيري، نائب وزير الخارجية السعودي.

سألته عن معنى الكتف الباردة، كان جوابه: “هل تعرف أنه محظور على النساء في السعودية تعلم السياقة، وليس السياقة فقط؟ كي لا يتركني مفغور الفاه، أوضح: “كل شيء عندنا يجري ببطء”.

لن يكون أحد أسعد مني إذا ما قررت السعودية تغيير موقفها حتى لو لم يتضمن هذا خطوة دراماتيكية على المستوى الإسرائيلي – الفلسطيني، لكن فرحة اليمين بغياب الفصل الفلسطيني هي فرحة طفل ببلاغ جاء من طبيب الأسنان عن تأجيل الموعد. إن تقسيم البلاد بيننا وبين الفلسطينيين محظور تأجيله إذا كنت صهيونياً حقيقياً.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى