ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الحملة البرّية: “فاتورة” الشهور الطويلة

إسرائيل اليوم 2023-11-01، بقلم: يوآف ليمور: الحملة البرّية: “فاتورة” الشهور الطويلة

إن تحرير المجندة اوري مجيدش لحظة نور في ظلام الحرب القاسية التي فرضت على إسرائيل. الإحساس هو انه لأول مرة منذ 7 أكتوبر عادت الجرأة والابداعية الى الجانب الإسرائيلي. حقيقة ان أمر تحريرها نشر بعد بضع ساعات من شريط مسجل آخر اخرجته حماس بمشاركة ثلاث مخطوفات ساعدت بالتأكيد في الفرح الجماعي، وبالتأكيد عظمت الفرحة الخاصة لعائلة مجيدش التي يمكنها الآن ان تتنفس الصعداء. العملية ذاتها كانت تحبس الانفاس. لقد درج على قول هذا بخفة كبيرة جداً عن عمليات كثيرة، لكن في الحالة الراهنة هذا كان هكذا بالفعل. التفاصيل محظورة النشر ويحتمل الا تعرف ابداً، لكن الورود في هذه الحالة من حق رجال العمليات في جهاز الامن العام “الشباك” ممن استغلوا معلومة استخبارية دقيقة لعملية موضعية ناجحة في عمق الأرض الحماسية. وكان الجيش الإسرائيلي شريكا في العملية التي اشرف عليها في الزمن الحقيقي رئيس الشباك ورئيس الأركان بسبب حساسيتها العالية والخوف من أن تؤدي الى تعقيدات.

جيء بمجيدش الى إسرائيل فجر امس، فحصت، وبعدها التقت أبناء عائلتها. معقول أن يستجوبها الجيش الإسرائيلي كي يفهم ما مر عليها في الاسر من لحظة اختطافها من استحكام ناحل عوز في صباح هجوم فرحة التوراة واساسا كي يتعرف على تفاصيل جديدة.

يمكن الافتراض ان إسرائيل ترددت في ان تنشر عن تحرير مجيدش. فيحتمل أن تدفع العملية حماس لأن تنقل المخطوفين، ما سينتج معلومات إضافية عنهم. بالمقابل ستعمل المنظمة على تشديد الحراسة عليهم.

بالتوازي يأملون في إسرائيل في أن تتيح الحملة البرية فرصا إضافية تتعلق بالمخطوفين. هذا صحيح على المستوى التكتيكي. فالاحتكاك بالأرض ينتج معلومات استخبارية وفرص عملياتية. كما أن هذا صحيح استراتيجيا أيضا: اذا ما شعرت حماس بأن مراكز قوتها في مدينة غزة عرضة للخطر، فهي كفيلة بان تبادل المخطوفين كي تخفف الضغط العسكري عليها.

في وجه المعضلة

تواصلت الحملة نفسها أمس أيضا، وان كانت إسرائيل كفيلة بان تصطدم قريبا بمعضلة ذات مغزى. فالقيادة السياسية الأمنية وان كانت أعلنت بان الهدف هو القضاء على الذراع العسكري لحماس ونزع قدراتها السلطوية، لكن في المداولات الداخلية جرى الاعراب عن التقديرات بان هذا سيستغرق اشهراً طويلة لاجل تحقيق هذه الأهداف. وحذرت محافل مختلفة بان في هذه الفترة ستفقد إسرائيل الشرعية الدولية للعملية وتساءلت فيما اذا كان الاقتصاد الإسرائيلي سيصمد امام عبء الحرب، وبالتأكيد حين يكون مطلوبا بالتوازي الإبقاء على تأهب اعلى في الحدود الشمالية أيضا.

اذا ما قررت إسرائيل الامتناع عن ذلك، فبديل محتمل هو العمل بشكل محدود ومواصلة المعركة باساليب مختلفة لا تستوجب بقاء متواصلا في عمق الأرض الفلسطينية. مع أن مثل هذه الخطوة ستقلل الضغط الدولي والاقتصادي على إسرائيل، لكن مشكوك فيه أن تحقق اهداف الحرب وهي بالتأكيد لن تحيد التهديد من الشمال ولن تسمح أيضا بالتقدم في عملية إعادة بناء البلدات في غلاف غزة. في هذه الاثناء يواصل الجيش الإسرائيلي الحملة البرية. والإنجازات التي سيحققها – في قتل المخربين، في تدمير البنى التحتية، في تحرير المخطوفين – ستحدد باقي الطريق بقدر لا يقل عن الضغوط الخارجية. وعلى فرض أن الجبهة الشمالية لن تشتعل، سيشتد الضغط على حماس. ينبغي الامل في أن يؤدي هذا الى عودة مزيد من المخطوفين الى الديار قريبا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى