ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: إسرائيل سترد في ايران لتواجه النتائج وحدها

إسرائيل اليوم – مقال – 17/4/2024، يوآف ليمور: إسرائيل سترد في ايران لتواجه النتائج وحدها

المعضلة الاستراتيجية حول الرد الإسرائيلي على هجوم الصواريخ الإيراني تأكدت في اليوم الأخير. من جهة: الفهم انه لا يمكن ترك الهجوم بدون رد. من جهة أخرى: الرغبة في الامتناع عن التدهور الى حرب استنزاف حيال ايران، وربما حتى الى معركة إقليمية شاملة. 

لقد كانت لإسرائيل فرصة للرد على الهجوم في الزمن الحقيقي حين كان ضباب المعركة لا يزال كثيفا. زعم أنها امتنعت عن ذلك لان سلاح الجو قضى بانه غير جاهز لان ينفذ بالتوازي مهمتين معقدتين جدا من الهجوم في العمق الإيراني والدفاع ضد هجمة كبيرة بهذا القدر. في الواقع من قاد المعارضة للرد في تلك الليلة كان آريه درعي، الذي تحدث في جلسة الكابنت في ثناء تجلد رئيس الوزراء الراحل اسحق شمير في حرب الخليج الأولى وأوصى بالانتظار الى أن تتضح الصورة العامة قبل أن تتخذ القرارات. 

غير أنه في الأيام التي مرت منذئذ تصمم واقع استراتيجي معقد يستوجب تفكرا عميقا واخذ مخاطر لا بأس بها على الامن القومي بمعناه الاعمق. واضح أن على إسرائيل أن تهاجم في ايران ليس فقط كرد بل أساسا كردع. الامتناع عن ذلك من شأنه أن يفسر في ايران كضعف ويشجع النظام الشيعي على استغلال كل فرصة لهجمات مشابهة. كما ان حقيقة ان كل القيادة السياسية والأمنية سارعت لان تعلم بانه سيكون رد قيدت إسرائيل لان التراجع عن الاقوال سيفسر كضعف وكأستسلام لتهديدات الرد الإيرانية وللضغط الدولي. 

كما أن إسرائيل غير معنية بالتدهور الى حرب شاملة مع ايران ومع وكلائها وعلى رأسهم حزب الله. وقد أوضح الإيرانيون منذ الان بانهم سيردون على الرد ومن شأن إسرائيل أن تنجر الى مطارح ليس لها مصلحة في أن توجد فيها وبالتأكيد حين تكون مهمة هزيمة حماس وإعادة المخطوفين من غزة لم تستكمل. 

ينبغي الاعتراف بصدق: إسرائيل تجد صعوبة في تقدير طبيعة الرد الإيراني. فقد أخطأت في ذلك قبل أن تقر تصفية مسؤول الحرس الثور حسن مهداوي وهي كفيلة بان تخطيء الان مرة أخرى. ثمن الخطأ الأول كان الهجوم الصاروخي في السبت والذي وان صد بمعظمه لكنه مس بالردع الإسرائيلي وكلف الاقتصاد الإسرائيلي مبالغ طائلة. ثمن خطأ إضافي من شأنه ان يكلف ثمنا اعظم ليس فقط في الأرواح، في الاضرار وفي المال، بل وأيضا في المس بالتحالف الغربي – العربي غير المسبوق الذي نشأ الان. 

وبالتالي معقول أن تبحث إسرائيل عن رد ينقل رسالة حادة للايرانيين لكن لا يؤدي الى تصعيد شامل. غزة والمخطوفون أولا وبعدهم لبنان ومشكوك أيضا اذا كانت إسرائيل تريد للدولة أن تعلق بحرب شاملة قبل لحظة من الفصح والاعياد القومية – يوم الكارثة ويومي الذكرى والاستقلال التي ستكون هذه السنة مختلفة بسبب النتائج القاسية لهجمة 7 أكتوبر. 

المعضلة تصبح معقدة اكثر بسبب الدور الدولي في الاحداث. لقد طلبت إسرائيل (وتلقت) دعما أمريكيا في احباط الهجوم الإيراني وهي سيصعب عليها أن تتجاهل طلبات الإدارة الان لانها بحاجة لتواصل المساعدة – بالمال، السلاح وبالشرعية الدولية – وبالتأكيد اذا ما تصاعدت المعركة. كما أن الأمريكيين يقترحون ما يبدو ظاهرا كصفقة الاحلام: محور إقليمي استراتيجي، يتضمن حلف دفاع رسمي وعلاقات دبلوماسية مع معظم العالم الإسلامي، يتصدى لإيران ولوكلائها في المنطقة ويكون المحفل المتصدر في خلق واقع مستقبلي جديد في غزة. 

هذا الاقتراح تؤيده كل المحافل المهنية لانه يسمح لإسرائيل بخلق نظام إقليمي جديد: استكمال المعركة في غزة (حتى لو تمت معالجة رفح الان بشكل جزئي فقط)، ترتيب الوضع في الشمال والتصدي لإيران المتنوية وناشرة الإرهاب. كما أن هذا سيخلق ضغطا هاما على حماس، التي ستفقد بحكم الامر الواقع كل احتمال للعودة الى الحكم في غزة وربما أيضا المساعدة في تحرير المخطوفين. 

في الواقع السياسي الحالي في إسرائيل مشكوك ان تتحقق مثل هذه الصفقة الكبرى. والنتيجة هي أن إسرائيل سترد في ايران، لكن من شأنها أن تكون مطالبة بان تتصدى وحدها للنتائج. الهجوم في السبت علمنا بان إسرائيل قوة لكن أنه يصعب عليها أيضا ان تتصدى وحدها وتحتاج الى مساعدة من الخارج. بحث مفتوح وصادق في الكابنت يفترض أن يطرح كل هذه المسائل ويتصدى لتداعياتها المحتملة. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى