ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: آيزنكوت سيربط بين غانتس ولبيد ثم بين السكان

إسرائيل اليوم 14-8-2022م، بقلم: يوآف ليمور

سار آيزنكوت مع قلبه في نهاية المطاف. المحللون السياسيون وإن كانوا سيجرون حسابات الربح والخسارة باسمه، التي أجراها هو أيضاً بنفسه، فذلك لن يحيّد المشاعر.

آيزنكوت يثق بغانتس، يؤمن به ويصدقه. هذه هي العلاقة التي طويت على مدى سنين من المعرفة في لحظات بعضها قاس، متوتر، مثير للأعصاب. لحظات ليس فيها نزعة التظاهر السياسية، بل قرارات تفصل بين الحياة والموت. أكثر من هذا: يؤمن آيزنكوت بقوى غانتس أيضاً؛ وبرغبته في وجود دولة فاضلة؛ وبالعمل من أجل الكل، لا من أجل الذات الواحدة.

هذه الأسباب هي التي جعلت آيزنكوت يقفز إلى الماء. في الأسابيع الأخيرة، درج على أن يقول لمتحدثه: هناك 20 سبباً تبين عدم قبولي دخول الحياة السياسية، وسبب واحد لأدخلها – دولة إسرائيل. صحيح أن كل سياسي يقول هذه الجملة، لكن القلة فقط مثل آيزنكوت؛ ليس فقط لسجله الأمني وأعصابه الحديدية وقدرته على اتخاذ القرارات (انظر إلى الليلة التي تعقدت فيها العملية الخاصة في خانيونس)، بل بسبب قلبه إياه ومشاعره الاستثنائية.

كما هو مرتقب، كان هناك من هاجم آيزنكوت على انضمامه لحزب جنرالات أشكنازي. مسلٍ بعض الشيء إذا ما أخذنا بالحسبان حقيقة أن الحديث يدور عن مغربي من إيلات، سكن في شقة بسيطة في “هرتسيليا” ويبتعد عن الأحداث الجماهيرية والأصدقاء الأغنياء ابتعاد المرء عن النار. تكيف مع الحياة المدنية بسرعة، وباستثناء طلات قليلة على الساحة العامة، ابتعد عن الأضواء – موضوع لم يضف لجاذبيته موضع الخلاف كسياسي.

وهذا هو الموضوع بالضبط: ليس مؤكداً عدد المقاعد التي سيضيفها آيزنكوت لقائمة غانتس – ساعر، هذا إذا أضافها. هو لن يجلب مصوتين من اليمين الرقيق، وإن كان كفيلاً لجذب أصوات من الوسط – اليسار ممن لا يزالون يتوقون لشخصية رابينية مع نكهة اجتماعية. ما سيسجله بالفعل هو الرسمية التي تكاد لا تكون موجودة اليوم في مطارحنا، ونظافة اليدين البارزة على خلفية جملة المدانين – المشبوهين – المتهمين الذين يلعبون دوار النجوم في السنوات الأخيرة في السياسة والكنيست.

في السطر الأخير: إنسان

يرى آيزنكوت نفسه كمن يربط بين فئات سكانية من كل أطياف المجتمع الإسرائيلي. الشخصان الأولان اللذان سيكون مطالباً بالربط بينهما هما يئير لبيد وبيني غانتس. كان حلمه أن يشكل قائمة رسمية كبيرة حقيقية تضم “أزرق أبيض” الذي كان إلى جانب عناصر أخرى. في هذه اللحظة، تبدو هذه كمهمة متعذرة، ومن يعرف آيزنكوت يدرك أنه لن يتوقف حتى إغلاق القوائم.

يقول آيزنكوت إنه جاء ماراثون للسياسة لا إلى مسافة قصيرة. هكذا تصرف في الجيش أيضاً، حين تخلى عن إمكانية أن يكون رئيس أركان في صالح غانتس، إذ اعتقد أنه ناضج بما يكفي. معقول أنه يرى نفسه الآن في موعد ما في القمة، وإن كانت الاحتمالات لا تبدو لصالحه: لم يعد المجتمع الإسرائيلي منذ زمن بعيد يقدس القيم التي يجلبها، وسيكون مطالباً أيضاً بأن يطور طموحاً وقدرة على جرف الجماهير التي بدونها تكون احتمالات نجاته في السياسة الوحشية طفيفة.

ولكن السطر الأخير بالذات هو المهم في حالة آيزنكوت: لو كان يجلس في كنيست إسرائيل 120 شخصاً يفكرون أكثر عنا وأقل عن أنفسهم، سيكون الحال أفضل هنا. وعلى هذا، فإن كل من يعرفه مستعد للوقوف: يدور الحديث عن شخص نزيه، لسانه وقلبه متساويان، ويداه ونواياه نظيفة. صفته أن كان رئيس أركان أمر مهم للسجل، لكن الأهم أنه إنسان قبل أي شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى