يديعوت: من سيقرر الخطوة التالية؟

يديعوت 2023-10-10، بقلم: يوسي يهوشع: من سيقرر الخطوة التالية؟
يخوض الجيش الإسرائيلي، الآن، ثلاثة جهود في ساحتين، كلها مركبة: الأول هو جهد الدفاع وتطهير الأرض الإسرائيلية في غلاف غزة، والثاني هو جهد الهجوم في أراضي غزة المكلف به سلاح الجو، وفي الشمال سجلت سخونة حيال “حزب الله” من شأنها أن تصبح الجبهة الأكثر تفجراً. لهذا السبب يجدر البدء بها بالذات.
حوادث أول من أمس نفذها ظاهراً نشطاء “حماس”، “الجهاد الإسلامي”، ومنظمات فلسطينية أخرى، ولكن لا شك بأنها تلقت الإذن من “حزب الله”.
في محاولة تسلل “المخربين” الأربعة صُفي اثنان على أيدي قوة من الجيش الإسرائيلي، وعاد اثنان إلى لبنان.
أصيبت في الاشتباك مقاتلتان من قواتنا. ووفقاً لهوية رب البيت في الجانب اللبناني، وجه الرد الإسرائيلي إلى موقع “حزب الله” الذي يدعي مقتل ثلاثة من رجاله على الأقل.
هذا حدث شاذ للغاية: منذ 2006 يمتنع الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة نشطاء “حزب الله” على أرض لبنان، بل إن الجيش الإسرائيلي بذل جهوداً جبارة كي يمتنع عن ذلك على الأرض السورية مع العلم بأن “حزب الله” لن يتجلد على قتل رجاله.
وبالفعل، حين حصل هذا أمر نصر الله بإطلاق صاروخ مضاد للدروع نحو مركبة للجيش الإسرائيلي إلى جانب إطلاق قذائف هاون إلى الأراضي الإسرائيلية.
هذه المرة أيضاً أعلن “حزب الله” أنه سيرد على قتل رجاله، والسؤال الكبير الذي يقلق كل الدولة هو هل ستبقى هذه المناوشات في نطاق خط الحدود أم أن وجهتنا نحو تصعيد من شأنه أن يخرج عن السيطرة لدرجة معركة شاملة في الشمال أيضاً؟
كما هو معروف، وكما كتب هنا عشرات المرات: حكم الحرب مع “حزب الله” ليس كحكم الحرب مع “حماس”، مع كل المعاني بالنسبة للجبهة الإسرائيلية الداخلية. الجيش الإسرائيلي جاهز، الآن، بعد أن جند كل منظومة الاحتياط – الرقم الذي ذكره الناطق العسكري يصل إلى 300 ألف – ويوجد سلاح الجو في حالة تأهب عليا.
بالتوازي ستصل حاملة الطائرات الأميركية، ما يضع إسرائيل في النقطة المطلقة.
عملياً، يحتمل أنه إذا لم تفتح حرب سنسأل في المستقبل لماذا لم تبادر إسرائيل إليها في هذه الظروف؟
فإذا كنا منذ الآن في أيام مصيرية من حيث تغيير الفكرة العامة، فيحتمل أن هناك حاجة لنتساءل بصدق وشجاعة كيف نتوقع أن نطور إقليما كاملاً تحت خطر يومي من “قوة الرضوان”، المدربة أكثر بكثير من قوة “حماس” التي وجهت ضربة قاضية لبلدات غلاف غزة.
رغم مسألة الثمن وفوارق التحصين لدولة محبة للحياة عليها أن تكون مستعدة لتزيل تهديداً أكبر بعشرات الأضعاف من تهديد “حماس” في الجنوب، رغم الصدمة الوطنية في أعقاب أحداث 7 أكتوبر.
وبالفعل، في الجبهة الجنوبية تواصل القيادة العسكرية الجهود لتطهير المنطقة من “المخربين”، الذين تسللوا إلى غلاف غزة.
المشاهد في البلدات قاسية جداً، وتتطلب قوات تعنى بالعثور على الجثث. باقي القوات، عشرات آلاف المقاتلين يمشطون المنطقة بحثاً عن “المخربين” وعددهم غير معروف.
في الليلة السابقة خاض المقاتلون معارك وقتلوا 100 “مخرب”. التحدي هو أيضاً العثور على خلايا نائمة قبل أن تنجح في تنفيذ عمليات أخرى. النتيجة لا تزال لا تطاق: مدينة كاملة مثل سديروت يوجد فيها حظر للتجول منذ يوم السبت في الساعة السادسة والنصف صباحاً، أي 72 ساعة حتى نشر هذه السطور.
فكروا بكل الأشخاص الذين لم يخرجوا من المجال المحصن بناء على التعليمات خوفاً من نار الصواريخ أو من الاصطدام بخلايا “مخربين”.ش
في الجبهة الغزية نزع سلاح الجو أخيراً القفازات، وهو يهاجم بقوة لم يشهد لها مثيلاً في غزة ولا حتى في لبنان في حرب 2006.
لا ينفذ الجيش تقريباً إجراء “اطرق السطح” إلا في حالات شاذة فقط. فالغارات المكثفة موجهة إلى الأحياء التي خرج منها “المخربون” للهجوم (مثل بيت حانون وجباليا) إلى جانب غارات مكثفة بقدر لا يقل في مدينة غزة وفي حي الرمال، المركز المالي والاعتباري (عملياً ضاحية “حماس”). مبانٍ كاملة هناك لم تعد تقف بل استلقت.
ورغم رفع الحدة، فإن هدف القيادة السياسية بقي غامضاً: “نزع قدرات حماس” كما جاء في الإحاطة في الكريا من مصدر سياسي رفيع، أي ليس بالضبط إسقاط المنظمة ولا احتلال القطاع.
وعليه فيجب أن نرى كيف سيترجم الجيش الإسرائيلي هذا الأمر وأساساً هل بالفعل ستنفذ عملية برية واسعة، لأول مرة منذ “الجرف الصامد” قبل نحو عشر سنوات؟
يتحدث رئيس الوزراء عن “تغيير وجه الشرق الأوسط”، وإذا كان هذا القول سيترافق بالفعل مع هجوم بري على غزة، فإن الجمهور الإسرائيلي يحتاج لأن يكون جاهزاً للثمن أيضاً.