يديعوت: ضربة معنوية لكنها ليست استراتيجية
يديعوت 18-9-2024، رون بن يشاي: ضربة معنوية لكنها ليست استراتيجية
التفجيرات بالتحكم من بعيد لأجهزة الاشعار (بيجر) جسدت لحزب الله كم هي المنظمة مخروقة – ليس فقط استخباريا بل وأيضا سيبيريا والكترونيا. الارتباط بينها سلاح بحد ذاته يتعين على حزب الله واسياده الإيرانيين ان يخشوه.
يمكن الافتراض، وفقا لخبراء في الالكترونيات بان أجهزة البيجر كانت معدة للتنسيق بين النشطاء وتوقيت اطلاق الصواريخ والمُسيرات على إسرائيل وتحذير النشطاء من غارات سلاح الجو. حزب الله سيرد. سيستغرقه وقتا حتى يعد الرد، لكنه لن يتجاوز كثيرا ما جربناه حتى الان. والسبب هو ان الإيرانيين وحزب الله أيضا لا يريدون حربا إقليمية.
العملية المنسوبة لإسرائيل تزيد بلا شك الردع لدى حزب الله واسياده الإيرانيين، وتشكل إهانة وضربة معنوية، لكن هذه ليست خطوة تغير الواقع – هذا ليس ما سيعيد سكان الشمال الى بيوتهم بامان. كي يحصل هذا ينبغي أن تكون سلسلة ضربات كهذه او معركة شاملة.
اذا كانت إسرائيل بالفعل تقف من خلف هذه التفجيرات، بما في ذلك في سوريا، فيمكن أن نرى في هذا ردا على محاولات حزب الله تنفيذ عملية في أراضي إسرائيل، مثلما فعل مؤخرا ثلاث مرات على الأقل من خلال شبكات فلسطينية محلية.
العملية التي بادر اليها حزب الله ضد شخصية امنية رفيعة المستوى سابقا هي الثالثة في سلسلة عمليات في إسرائيل خططت لها منظمة الإرهاب الإسلامي الشيعي في السنة الأخيرة. فقد بدأ هذا بعملية بواسطة عبوة ناسفة من طراز “كليمغور” في منطقة مجدو في العام 2023، أصيب فيها بجراح خطيرة شرف الدين خمايسة من سكان سالم، وفقد بصره. المخرب الذي تسلل من لبنان وصل الى مفترق مجدو – مسافة نحو 70 كيلو متر في عمق إسرائيل – وشغل العبوة. كاد يعود ليهرب عائدا الى لبنان، لكن قوات الامن صفته قرب الحدود.
العملية الثانية، في أيلول 2023 حاول حزب الله تنفيذها بواسطة شبكة محلية من عرب إسرائيليين نجح في تجنيدهم في إسرائيل. فقد زرعوا عبوة جانبية في متنزه اليركون في تل أبيب. ومع ان العبوة شغلت الا أنها لم تصب أحدا بأذى.
الشبكة إياها حاولت أيضا تنفيذ العملية التي أحبطت امس، ضد المسؤول الأمني الكبير سابقا – مرة أخرى من خلال عبوة ناسفة بمواصفات رسمية من طراز كليمغور. بمعنى أن ثلاث محاولات متوالية من حزب الله في داخل أراضي إسرائيل بينما التخطيط والتحكم بها يتمان من لبنان.
في إسرائيل يقدرون بانه تقف خلف العمليات وحدة 133 التي انشأها حزب الله ومسؤولة عن تجنيد فلسطينيين لتنفيذ عمليات في إسرائيل وفي المناطق. يمكن الافتراض بان هذه العمليات نفذت في اطار محاولات الثأر التي يقوم بها حزب الله ضد إسرائيل، واساسا بتكليف من الإيرانيين الذين يدعون بان لهم “حسابا طويلا مع تصفية الموساد لمسؤولين كبار في دولتهم”. الذكاء الذي ابداه حزب الله، وعلى ما يبدو في خدمة أغراض الثأر الإيرانية التي لا تزال تبحث عن سبيل لايقاع الأذى بشخصية رفيعة المستوى، يثير القلق في إسرائيل.
في جهاز الامن يقدرون بان حزب الله بدأ بتنفيذ محاولات عمليات مباشرة داخل إسرائيل بسبب فقدان الردع والاحساس بانه لن يكون رد مضاد. محاولات العمليات تشهد على إحساس في المنظمة بانه يمكنها أن تضرب داخل إسرائيل – سواء بتكليف إيراني للثأر او لضعضعة المعنويات العامة – دون أن يكون رد ذو مغزى.
وبالفعل، رد إسرائيلي على العملية في مجدو لم ينفذ، انطلاقا من الرغبة في عدم التسبب بتصعيد واسع في حدود لبنان. وانعدام العمل بعد العملية كان على ما يبدو محفزا للمحاولات التالية. وعليه ففي إسرائيل يفكرون الان جيدا اذا كانوا وكيف سيردون، وبخاصة في الوضع الذي نوجد فيه في مواجهة نشطة – حرب استنزاف بالنار ضد حزب الله – وعلى أي حال ينظر في إمكانية مواجهة حربية كبيرة.