يديعوت: صفقة «صغيرة»؟ لا كبيرة!

يديعوت 2023-11-16، بقلم: يوسي يهوشع: صفقة «صغيرة»؟ لا كبيرة!
في مركز انعقاد “الكابينت” الأمني، أمس (أول من أمس)، كانت الصفقة لإعادة قسم من المخطوفين والمخطوفات. ليس واضحا كم منهم سيعودون في الصفقة، لكن المقابل الذي يلوح في الأفق واضح: تحرير سجناء وتوقف في القتال لزمن محدود. وكما كتب هنا عدة مرات، رغم التصريحات الرسمية في جهاز الأمن يوجد من يتخوفون من أن النتيجة من شأنها أن تكون نهاية الحرب عقب الضغط الدولي وكذا خطر المس بالمقاتلين، مثلما حصل قبل تسع سنوات في حملة الجرف الصامد.
لكن فضلا عن الجوانب العسكرية، فإن الدخول إلى لحظات الحسم يوجب اهتماما أيضا بقدرة جهاز الأمن على أن يعرض موقفا مهنيا ومستقلا من خلال الشخصيات رفيعة المستوى التي اعترفت منذ الآن بمسؤوليتها عن القصور الرهيب في 7 أكتوبر. رئيس الشاباك (الذي سافر إلى مصر كي يبحث في تفاصيل الصفقة)، رئيس الأركان ورئيس “أمان” ملزمون بأن يقولوا رأيهم، لكنهم سيفعلون هذا بينما على أكتافهم أوزان هائلة في شكل 1400 مغدور ومغدورة وبالطبع ما يتعلق بالمخطوفين والمخطوفات. ثلاثتهم، إلى جانب قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة، يحملون العبء الرهيب: المعرفة بأنه من خلال سلوك آخر ومعالجة صحيحة للإخطارات التي كانت، كان بوسعهم أن يقلصوا بشكل دراماتيكي مدى مصيبة السبت الأسود. وأخيرا، سلسلة أوامر هي الفجوة بين الهزة التي نعيشها وحدث امني خطير، لكن بحجم أدنى بكثير.
في مثل هذا الوضع، ليس مؤكدا انه توجد لرؤساء المنظومة القدرة على استخدام كامل وزنهم الحقيقي، في ضوء الضربة القاضية لمكانتهم. هكذا مثلا فإن الصفقة التي تلوح في الأفق ستكون جزئية ولن تضم كل قائمة المخطوفين. فهل رئيس أركان آخر، لم يكن مشاركا في القصور كان مستعدا لأن يقبل صفقة كهذه ولا يقف ضدها بكل القوة. لا شك أن الفريق هرتسي هليفي يقود المعركة بحكمة وبعقل. ومع ذلك، بالذات بسبب المعاني العسكرية لصفقة جزئية، من الواجب أن ترفع إلى السطح مسائل حساسة للغاية أيضا. في النهاية، توجد عائلات تنتظر بنفاد صبر إشارة حياة من أعزائها ومن الجهة الأخرى عدو وحشي يعرف ما هي الذخائر الاستراتيجية القليلة التي تبقت له كي يضمن بقاءه.
كما أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع هما أيضا لا يصلان إلى اللحظة الحاسمة دون ظل ضخم: الوزير يوآف غالانت كمن يقف على رأس المنظومة التي فشلت بل واطلع فجرا على الإخطار، ونتنياهو الذي ربما اطلع موضعيا فقط بعد الرشقات الأولى لكنه تجاهل الإخطارات الاستراتيجية التي عرضت عليه في السنة الأخيرة. على كتفيهما أيضا تقع مسؤولية تجعل من الصعب التفكر النقي بالنسبة للصفقة، نتائجها وإرضاء الرأي العام أيضا. كلاهما يعرف بأن مستقبلهما السياسي سيقف أمام اختبار يحتمل جدا ألا يكون منه طريق عودة، وإعادة جزء من المخطوفين والمخطوفات توفر بالتأكيد لشعب إسرائيل بعض الفرح بعد شهر مخيف. بالمقابل، فإن عائلات ستكتشف أن أعزاءها لم يندرجوا في الصفقة سيطلقون صرختهم ما سيجعل كل القيادة ترص الصفوف.
المُوقِّع أعلاه يعتقد أنه ليس صحيحا قبول صفقة جزئية بل مواصلة الضغط الشديد على “حماسط بحيث نصل في نهاية اليوم إلى صفقة واحدة ولا تتمكن هذه المنظمة النكراء من مواصلة التنكيل بالعائلات وبنا كمجتمع. مشكوك جدا أن تكون القيادة السياسية والأمنية قادرة على أن تنتج موقفا كهذا وان تقف أمام محاكمة الجمهور.
عمليا، امس، أيضا تبين كم هو عظيم تقدم الجيش الإسرائيلي وكم بات السيف على عنق “حماس” اقرب فاقرب: فقد اعلنوا في الجيش عن سيطرة عملياتية في مخيم الشاطئ للاجئين بعد معارك قاسية في المنطقة المكتظة التي كانت تضم حتى وقت أخير مضى نحو 50 ألف نسمة. وقريبا ستستكمل أيضا السيطرة على مدينة غزة. مستشفى الشفاء، بكل الوسائل التي خزنتها “حماس” فيه، لم يكن قريبا بهذا القدر أبدا. كما أن فرقة 162 استكملت احتلال طريق الشاطئ في شمال القطاع. فرقتا رأس الحربة النظاميتان اللتان تعملان في المنطقة منذ بداية المناورة البرية، 162 من الشمال و36 من الجنوب ستلتقيان في الأيام القريبة القادمة.
لهذا السبب بالذات، محظور المخاطرة بفقدان الزخم. الجيش الإسرائيلي يحتاج أيضا إلى اختراق في مجال التصفيات، إلى ما بعد مستوى قادة الكتائب. صفقة “صغيرة” الآن هي عالم وكامله بالنسبة للكثير من الناس. لكن المصلحة الوطنية هي صفقة كبيرة وتصفية الحساب مع “حماس” مرة أخرى والى الأبد