ترجمات عبرية

يديعوت: رسالة الجيش الإسرائيلي إلى نصر الله

يديعوت 2023-08-01، بقلم: يوسي يهوشع: رسالة الجيش الإسرائيلي إلى نصر الله

أجرى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، بحثاً أمنياً في أعقاب التطورات في الشمال مع التشديد على الاحتكاك المتزايد مع “حزب الله”. بخلاف السرية المتبعة بشكل عام في مثل هذه المباحثات، فإن أمر البحث نشر مسبقاً، وبعده أيضاً صدر بيان لوسائل الإعلام وإن كانت لغته لفظية وغامضة لكن المعلومات وصلت إلى وسائل الإعلام بطرق أخرى. وعليه فليس مستبعداً الافتراض أن الفكرة كانت ليس فقط إطلاع الجمهور الإسرائيلي، بل وأيضاً المواطن اللبناني الذي يُدعى حسن نصر الله. كما طرح التهريب من غور الأردن، أول من أمس، على البحث. فقد وصفت مصادر استخبارية كيف تجرى محاولات إيقاظ “الإرهاب” في الضفة من خلال وسائل قتالية وأموال مخصصة لـ”الجهاد الإسلامي” و”حماس”.

وكما سبق أن نشرنا، فإن نصر الله يغير الاستعدادات على خط الحدود: دفع إلى الأمام بقوات الرضوان وأقام استحكامات على الجدار. في ظهره ينفث الإيرانيون، وضغطهم هو لجباية ثمن من إسرائيل بعد فشلهم في إحراجها. ومع ذلك، في طهران يحذرون “حزب الله” من الانزلاق إلى حرب لأجل عدم إضاعة “الضربة الثانية” التي أعدوها لحالة أن يهاجم الجيش قبل ذلك المنشآت النووية.

أمين عام “حزب الله”، بوصفه مستهلكاً مهووساً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، استغل الفرصة كي يحذر إسرائيل من اتخاذ خطوة غبية. أو بكلمات أخرى: في بحثكم المخطط من الأفضل لكم ألا تفكروا بضربة مانعة.

نصر الله، كالمعتاد، يعرف عما يتحدث: في كل جولة قتالية، سواء في الشمال أم في الجنوب، تتطلع إسرائيل إلى عنصر المفاجأة. إذا كانت مثل هذه الخطوة قد نظر فيها بالفعل، رغم علانية البحث، فإن السرية هي الأمر الذي يقوم عليها ويسقط كل شيء. ولهذا أُضيفت صيغة مشوقة في بيان مكتب رئيس الوزراء في نهاية البحث، جاء فيها أن نتنياهو “قبِل التوصيات وطرق العمل التي طرحها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن”. من جهة يمكن أن نرى في هذا إعراباً عن الثقة بالقيادة الأمنية على خلفية التوتر بين نتنياهو وقيادة الجيش العليا في مسألة التشريع القضائي. من جهة أخرى يمكن بسهولة أن نفسر هذا أيضاً كإعداد لدحرجة المسؤولية إذا لم تجلب اقتراحات الجهاز النتيجة المرجوة. حتى هنا، كما من المهم الإشارة، توجد للجيش عامة ولقيادة المنطقة الشمالية خاصة عدة خطايا يندمان عليها: خيام “حزب الله” التي نصبت في الأراضي الإسرائيلية كان يجب أن تخلى فوراً بقرار من قائد لواء، قائد فرقة، أو بالحد الأقصى قائد المنطقة. بدلاً من نار ردع تنهي القصة، رفع الأمر إلى القيادة السياسية، والزمن الذي انقضى أدى فقط إلى تآكل الردع. كما أن حادثة سرقة الكاميرات على الجدار فشل تكتيكي كان يجب أن يمنع، وعليه فإن الجيش يحقق فيه.

رغم الإحساس بالتصعيد لا تزال محافل الاستخبارات تقدر أن وجهة نصر الله ليست إلى حرب شاملة. لكن، وهذه “لكن” تفصل بين السماء والأرض، يمكن أن نفهم أنه لأول مرة منذ 17 سنة نصر الله مستعد لأن يسير حتى الحد الأخير لاختبار صبر إسرائيل، بما في ذلك أيام قتالية من شأنها أن تخرج عن السيطرة. وعليه، فإن محافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي تقول لرئيس الوزراء: إن احتمالية الحرب ارتفعت إلى المستوى الأعلى منذ صيف 2006.

حتى لو لم تندلع حرب صباح غد، فإن الكتب التي أرسلت من شعبة الاستخبارات “أمان” إلى رئيس الوزراء قبل تقليص علة المعقولية، وكشفت “يديعوت أحرونوت” النقاب عنها في نهاية الأسبوع، لا تبقي مكاناً للشك: نصر الله يشخص ضعفاً إسرائيلياً بحجوم شاذة، ضمن أمور أخرى بسبب أزمة وحدة الصف الداخلي والشرخ مع الأميركيين. يساند رئيس الأركان بالطبع هذا التقدير، وحرص على أن يعكسه لرئيس الوزراء قبل التشريع وبعده، حين تفضل نتنياهو أيضاً بلقائه.

وإذا لم يكن كل هذا بكافٍ، فإن الشرخ في منظومة الاحتياط يواصل إملاء جدول الأعمال العسكري. في سلاح الجو يواصل قادة الأسراب جهودهم لوقف الإجراء. في بعض الحالات ينجح هذا وثمة من أعلنوا أنهم لن يمتثلوا وتراجعوا عن قرارهم. إلى جانب ذلك يبدأ اليوم تجنيد آب الذي يضم مقاتلين ومقاتلات. ومع أنه سمعت، مؤخراً، دعوات من الأهالي أنهم لن يرسلوا أبناءهم للخدمة القتالية لكنهم يوجدون حالياً في هوامش الخطاب. يجدر بالذكر أنه في وردية آذار أيضاً سمعت مخاوف مشابهة، لكن التجنيد مر بنجاح. في الجيش يأملون بتكرار الإنجاز مع العلم أن السيناريو المضاد، أي المسّ بالامتثال في ضوء فقدان الثقة، سيلحق ضرراً أمنياً واجتماعياً خطيراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى