ترجمات عبرية

يديعوت: حماس تحاول كسب الوقت لتأخير العملية البرية

يديعوت 2023-10-25، بقلم: يوسي يهوشع: حماس تحاول كسب الوقت لتأخير العملية البرية

تحرير المخطوفتين من أسر “حماس”، نوريت كوبر ويوخباد ليفشتس، ليس فقط بشارة طيبة، بل أيضاً فرصة للجمهور ليفهم بعمق صورة الوضع الاستراتيجي، في ظل الترقب لبدء المرحلة البرية في حرب “السيوف الحديدية”.

من جهة، موضوع المخطوفين والأسرى عنصر مهم في اعتبارات القيادة السياسية، ومن جهة أخرى تشخص “حماس” الحساسية، بين عائلاتهم والجمهور الإسرائيلي كله، بهدف تأجيل الهجوم البري على القطاع.

“أهداف الحرب هي أيضاً إعادة المخطوفين، وتوجد نافذة أخرى لاستنفاد الاحتمال لإعادتهم. حتى لو تأخرت المناورة فإن أحداً لن يتذكر متى بالضبط انطلقت على الدرب”، يقولون في مستوى أصحاب القرار الأعلى.

التوازن بين الرغبة في الوصول إلى صفقة معقولة وبين الحاجة إلى ضرب “حماس” لدرجة نزع كل قدراتها في غزة هو موضوع يعنون به في الجيش أيضاً. “لا يوقفوننا”، تقول محافل رفيعة المستوى في محيط هيئة الأركان. “يوجد نقاش مهم وجدي مع القيادة السياسية”.

في موضوع المخطوفين أيضاً، مثلا، توجد آراء مختلفة: هل نقبل في هذه اللحظة صفقة تتضمن مثلاً مخطوفين ومخطوفات من ذوي الجنسيات الأجنبية – خطوة وإن كانت ستعيدهم إلى الديار إلا أنها ستطلق رسالة إشكالية جدا لذوي الهويات الزرقاء. بالتوازي يجدر بالذكر أن هذه معركة طويلة وستستمر شهوراً. هذه لن تكون جولة.

وعليه، ففي هيئة الأركان يشددون على أن العملية البرية محتملة لأجل تحقيق الأهداف التي حددها الكابينت للجيش. وهم يقولون إن على “حماس” أن تباد تماماً، بما في ذلك قائمة تصفية لشخصيات على ضوء أفعالها الإجرامية في هجمة 7 تشرين الأول، قبل أسبوعين ونصف الأسبوع.

وحسب تلك المحافل، فإن الحقائق بسيطة: دون مناورة برية لن يتحقق هذا الهدف. إضافة إلى ذلك، ينظرون في الجيش بشكل مختلف إلى معادلة المخطوفين والمناورة البرية، ويدعون أن محاصرة الذراع العسكرية لـ”حماس” ستزيد فرص تحرير المخطوفين، بسبب الضغط الشديد.

في الجيش يواصلون أيضاً رد الادعاءات عن مستوى الجاهزية والتي تأتي من جهة شخصيات مثل اللواء احتياط إسحق بريك، الذي أصبح بشكل عجيب المستشار المقرب لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وعلى حد قولهم يواصل الجيش البري التدرب في أيام الانتظار لكن هذا ليس شيئاً يبرر تأجيل ساعة الصفر. فقد كلفت بالمهمة أفضل الوحدات الموجودة، وستلتقي “حماس” جيشاً فتاكاً ودقيقاً سيدخل بمرافقة مكثفة بشكل غير مسبوق لنار المدفعية وسلاح الجو.

ومع ذلك، ترغب تلك المحافل في أن تجري تنسيقاً للتوقعات مع الجمهور: سيكون هناك قتلى، وستصاب آليات، وليس كل خطوة ستنتهي بنجاح مئة في المئة، ولكن مقارنة بحملات سابقة، يصل الجيش وهو أقوى إلى محيط ضعيف كثيراً، بفضل ضربات نار سلاح الجو.

بالمناسبة، فإن التوافق في الآراء تتشارك فيه الأذرع المختلفة. لن يكون ممكناً تحقيق الإنجاز بالاستخبارات والنار المضادة فقط رغم أن الحديث يدور عن قصف لم يشهد له مثيل: هوجم أكثر من 300 هدف لـ”حماس”، أول من أمس، وصفيت 5 قيادات في المنظومة الجوية لـ”حماس”، مثلما صُفي رئيس منظومة مضادات الدروع في اللواء الشمالي لـ”حماس”.

بالمقابل، سجل انخفاض لا بأس به في حجم نار الصواريخ على إسرائيل. هذا لا يعني أنه انتهت صواريخ “حماس”: اقتصاد التسليح في ذروته، لكن في سلاح الجو يدعون أن عملية الإطلاق أيضا باتت أصعب بكثير.

“نريد أن ندفع حماس إلى التفكك”، قال رئيس الأركان، أول من أمس، لقادة في فرقة 146 في قيادة المنطقة الشمالية. “قيادتها، ذراعها العسكرية، وأجهزة عملها. وعليه فنحن نهاجم بقوة. فنحن نقتل قادة كباراً، ونقتل نشطاء، وندمر بنى تحتية، ونعمل بتصميم شديد جداً. المناورة في الجنوب جاهزة بشكل جيد جداً. قيادة المنطقة الجنوبية وضعت خططا نوعية. توجد اعتبارات تكتيكية، عملياتية، استراتيجية أعطت زمنا آخر – والقوات التي يوجد لها زمن آخر تستعد بشكل أفضل وهذا ما تفعله القوات الآن”.

وبالطبع لا يمكن التطرق إلى العملية في غزة دون الحديث عن الساحة الشمالية، التي لا تزال نشطة على نار هادئة نسبياً. أطلق “حزب الله “، أول من أمس، مُسيرة عبر البحر تم اعتراضها. وأصاب صاروخ مضاد للدروع كريات شمونا، لكن بالتوازي يتكبد “حزب الله” خسائر من خلال إحباط خلايا مضادات الدروع.

كل هذا لا يزال يحصل في مجال المناوشة على الحدود فيما تبقى علامة الاستفهام الكبرى تحوم: هل سيسير “حزب الله” شوطاً أبعد في اللحظة التي تنطلق فيها العملية البرية في غزة؟

يخيل أن أحد أسباب التوقع الجماهيري في حملة برية هو الانطباع الشديد الذي يتركه المقاتلون في مناطق الاحتشاد. إلى هذا يمكن أن تضاف بضعة معطيات تدل على روح المقاومة: يتبين أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يحتاج ليفعّل نظام التجنيد بأمر 8 في ذاك السبت اللعين، من كثرة الامتثال التي كانت واضحة من تلقاء ذاتها لخدمة الاحتياط.

عملياً، نحو 15 ألف رجل وامرأة احتياط ارتدوا البزة رغم أنهم ليسوا ضمن لائحة القوى البشرية. وهذا هو أحد الأسباب للفوارق في بعض العتاد. في هذه الأيام الصعبة، فإن هذا هو أيضاً مدعاة للتشجع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى