يديعوت: بعد سبعة اشهر من الإعلان عن الحسم في رفح، يعترفون ان كتائب حماس لا تزال هناك

يديعوت 10/4/2025، يوسي يهوشع: بعد سبعة اشهر من الإعلان عن الحسم في رفح، يعترفون ان كتائب حماس لا تزال هناك
قبل سبعة أشهر فقط، في أيلول 2024 نشر الناطق العسكري بيانا رسميا أعلن فيه احتفاليا: “فرقة 162 حسمت لواء رفح لحماس”. وحسب ذاك البيان، فان الأشهر الثلاثة التي عملت فيها الفرقة في رفح أدت الى تصفية اكثر من 2000 مخرب وكذا تدمير 13 كيلو متر من المسارات التحت أرضية. فحقيقة أن البيان آنف الذكر لم يخرج عن مصدر سياسي ساهمت في ثقة الجمهور به: ها نحن نقترب من النصر.
زيارة الى رفح عشية فصح 2025 تكشف واقعا آخر تماما، اعترف به أيضا الناطق العسكري أول أمس في بيان أصدره جاء على نحو مصادف تقريبا لم ينل المدى المناسب له بسبب مواضيع مشتعلة أخرى. فقد تبين أن رئيس الأركان أجرى تقويما للوضع وجولة في “محور موراغ” موضع الحديث وقال للمقاتلين هناك، فيما كان الى جانبه قائد المنطقة الجنوبية اللواء ينيف عاشور وقائد فرقة 36، العميد موران عومر: أتوقع منكم حسم لواء رفح”.
ولمن يتساءل: لا، لواء رفح لم ينهض من الرماد وعلي فينبغي حسمه من جديد. “لواء رفح لم يحسم حقا”، تقول مصادر في الجيش الإسرائيلي. القادة في الجبهة، حيث تقاتل قوات من لواء 188 وسييرت غولاني، تعترف بانه تبقى لحماس هناك كتائب أخرى. رئيس الأركان، اللواء ايال زمير، يحثها على انهاء المهمة، الذي يزعم انها أنهيت قبل اكثر من نصف سنة.
غير قليل من النقد اسمع عن تصريحات السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الذي أعلن قبل سنة بان إسرائيل توجد على مسافة خطوة من النصر”، غير أن وهن حسم رفح يدل، وليس لأول مرة لشدة الأسف، على هوة تميل لان تنفتح في بيانات الجيش أيضا، بشكل يثير تساؤلات قاسية: ما الذي يعرفه الجمهور حقا عن القتال هناك، عن الإنجازات مقابل الإخفاقات، عن الأهداف التي تحققت وتلك التي ثرثر فقط عنها في بيانات العلاقات العامة؟ أي قصة رووها لنا، وكم هي حقيقة؟ بالمناسبة، على هذه الأسئلة أن تقلق ليس فقط من كان في منصب رئيس الأركان والناطق العسكري في حينه بل وأيضا رئيس الأركان الحالي وكل قمة القيادة: فاعلاناتهم أيضا ستقاس على مدى الزمن وكل فجوة تشق أكثر ثقة الجمهور بالجيش.
الزيارة التي أجريت أمس أعلن وزير الدفاع بان الجيش الإسرائيلي سيسيطر على كل المجال الذي بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا المحاذي لمصر، مما يجعل رفح منطقة فصل. “كل رفح ستخلى وستكون مجالا أمنيا”، قال الوزير إسرائيل كاتس، “هذا ما نفعله نحن الان”. ميزانية الدفاع كبيرة بما يكفي، لكن الاقوال لا تزال مجانا وبالتالي السؤال هو ماذا سيحصل اذا ما وعندما يتحقق اتفاق وقف نار وإعادة مخطوفين. مصدر إسرائيلي كبير يقول بلغة حرة ووسيطة: “في اللحظة التي توافق فيها حماس على إعادة 11 مخطوفا حيا، القتال سيتوقف فورا”. وأضاف الوزير كاتس بانه في الاعمال انكشفت “انفاق متسللة أخرى بين غزة ومصر ولهذا فواضح ان البقاء في فيلادلفيا بعد هذا الكشف هو أمني”. هذا التصريح أيضا ينبغي أن يوضع قيد الاختبار في المستوى السياسي وبالتأكيد في ضوء التحديات حيال ايران وفي الجبهة السورية أيضا حيال تركيا.
ما يمكن حقا ان نتعرف عليه هو أن معالجة الجيش الإسرائيلي للانفاق كانت اقل فاعلية بكثير مما يمكن اخذ الانطباع: التقدير في الجيش هو أن واحد فقط من كل أربعة انفاق (25 في المئة) دمرت. هذا المعطى أيضا يستوجب شروحات يصعب على الجيش الإسرائيلي حاليا أن يوفرها. أهمية الانفاق ترافقنا منذ نحو 11 سنة منذ حملة “الجرف الصامد” وبقوة اكبر في الوضعية الصادمة الناشئة: الان أيضا يمكن لحماس أن تستعين بامبراطورية الانفاق التي بنتها الى جانب الهروب الى المناطق المأهولة. بعد أن سحب منها دعم المحور الإيراني، فان قدرتها على انتاج السلاح محدودة لكن مسؤول كبير في الجيش يدعي: “الضربة للذراع العسكري وحده لن تقوم بالعمل. توجد حاجة لمواصلة ضرب المستوى السياسي”. المسؤول الكبير إياه سُئل سؤالا يحوم فوق الجيش تقريبا من اليوم الذي صدت فيه هجمة 7 أكتوبر وبدأت الاستعدادات للهجوم المضاد: ما هو النصر؟ جوابه، ولا بد أنكم ستتفاجأون، كان “إعادة المخطوفين وحسم حماس”.
حين تكون 75 في المئة من الانفاق لا تزال فاعلة مشكوك ان يتحقق القسم الأول في حملة عسكرية. وبالنسبة للقسم الثاني، فقبل الحديث عن “حسم حماس”، لعله من الاجدر التأكد باننا هذه المرة نحسم لواء رفح – وان يكون هذا حتى صحيحا.