يديعوت: الجبهة الاساس
يديعوت 2/6/2024، يوسي يهوشع: الجبهة الاساس
في الشمال تجري حرب. ليس قتالا، ليس يوم من المعارك بل حرب حقيقية بدأت في جبهة ثانوية لغزة، حسب تعريف الكابنت الأمني وهيئة الأركان العامة وتصبح بالتدريج اكثر فأكثر هي الأساس، وبالتأكيد في ضوء احتمال التدهور القائم هناك.
في نهاية الأسبوع الأخيرة كانت شديدة: عشرات اطلاقات الصواريخ، بما فيها صواريخ مضادة للدروع ومُسيرات وصلت بعيدا جدا، حتى عكا. مُسيرة كهذه اعترضت، لكنها شغلت صافرة وادخلت الى المجالات المحصنة 50 الف مواطن. مثلما اتفق هذا أيضا مر بهدوء نسبي. يخيل أنها لو كانت موجهة الى المركز لكان موقف وسائل الاعلام والمستوى السياسي مختلفا.
على مدى السنين يخوض زعيم حزب الله حسن نصرالله معركة وعي ضد إسرائيل. وتجري المعركة أساسا في وسائل الاعلام وبالطبع في خطاباته، التي في كل واحد منها يحرص على أن يتناول منشورات تصل من إسرائيل. في هذه الحرب طور استخدام هذه الطريقة: فهو يختار الأهداف حسب حجم النشر الذي ستتلقاه الإصابات. وما هو افضل من هجوم على مواقع للجيش الإسرائيلي. في بداية الحرب اختار الاطلاقات نحو قيادة فرقة الجليل والتي صورت من لبنان ومن إسرائيل أيضا وظهرت بشكل سيء جدا بالنسبة لنا. فتواصل هذا في الصواريخ المضادة للدروع نحو قاعدة المراقبة الجوية في ميرون.
امس، بعد عدد كبير من المحاولات أصاب بصواريخ بركان ثقيلة الوزن قاعدة اللواء “جيبور” قرب كريات شمونا التي يعرفها كل من خدم في حدود الشمال. فضلا عن الضربة للقاعدة وقع ضرر أيضا بسوبرماركت مجاور كان مغلقا بل وبالمجمع التجاري نحمايا. كما تضررت مركبات لكن أحدا لم يصب باذى. منذ بداية الحرب اطلق حزب الله نحو 340 صاروخا ثقيل الوزن يحمل بين 100 الى 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة. هذه قصيرة المدى لكنها تلحق ضررا جسيما. يوم قتالي في الشمال تواصل أيضا بعد ذلك مع اسقاط المُسيرة “هيرمس 900″ في الأراضي اللبنانية. فقد نجح صاروخ ارض – جو لحزب الله للمرة الثانية منذ نشوب الحرب في اسقاط “هيرمس 900″ “كوخاف” باسمها العبري، والتي شوهدت تشتعل الى أن تحطمت. قبل ذلك، في تشرين الثاني وفي شباط، استخدمت مُسيرات من طراز “هيرمس 450“ (“زيك”) –دلالات أخرى على أن حرية العمل الجوية للجيش في لبنان ليست مطلقة، وقدرات حزب الله تحسنت بمساعدة الإيرانيين.
من ناحية الجيش الإسرائيلي، كانت النشاطات في نهاية الاسبوع مكثفة وألحقت ضررا جسيما بحزب الله: مقتل خمسة نشطاء، إصابة الكثيرين، ضرب بنى تحتية عسكرية للمنظمة كمنظومة دفاع جوي. نفذ الجيش الإسرائيلي اكثر من 40 هجوم جوي وبري في نهاية الأسبوع. آخرها كان ليلة امس في منطقة بعلبك. منذ بداية الحرب وقع في الجانب اللبناني اكثر من 420 قتيلا بينهم 330 من رجال حزب الله، لكن هذه الإنجازات التكتيكية لن تعيد سكان الشمال الى بيوتهم.
نصرالله، في كل خطاباته الأخيرة يتحدث عن “الصمود والصبر” المطلوبين لاجل هزيمة إسرائيل. وهو يعرب عن تخوفه من أن “يؤثر” نصر إسرائيلي على المنطقة ويدعو رجاله الى التصرف بحذر خوفا من تصفيتهم. وحسب تقرير في صحيفة “الشرق الأوسط” أصدرت المنظمة تعليمات مرتبة: الامتناع عن الحديث في الهاتف الخلوي، تغيير أماكن التواجد وشقق الاختباء على نحو دائم والامتناع عن التجمهر.
نصرالله يربط نهاية الحرب بوقف الحرب في غزة. ولهذا فان العيون تتطلع الان الى المفاوضات مع حماس. النتائج هناك ستقرر ماذا سيكون في الجبه الشمالية. اقل فأكل من المسؤولين يؤمنون انه سيكون ممكنا انهاء الحرب في الشمال باتفاق. الفهم المتبلور هو أنه اذا ما فشلت المفاوضات في موضوع غزة، فان الدبلوماسية وحدها لن تحل الوضع في الشمال. لن يكون مفر من تشديد الضغط العسكري على حزب الله بشكل كبير بما في ذلك الدخول البري، والا فان السكان لن يتمكنوا من العودة الى بيوتهم لاشهر طويلة أخرى.
لكن كما تعلمنا من الماضي إسرائيل مستعدة لن تدفع اثمانا باهظة كي تشتري الهدوء. اذا ما اعطى اتفاق مع حماس علاوة هدوء في الشمال أيضا، فلعل المستوى السياسي يقتنع بان يقول نعم.