يديعوت احرونوت: في ذروة طوفان سياسي العالم مل استمرار الحرب في غزة

يديعوت احرونوت 4-6-2025، ايتمار آيخنر: في ذروة طوفان سياسي العالم مل استمرار الحرب في غزة
قرار شرطة كندا الكشف عن أنها تجري منذ أكثر من سنة تحقيقا سريا ضد جنود يهود وإسرائيليين قاتلوا في غزة للاشتباه بجرائم ضد الإنسانية، اضيف الى قرار وزارة الدفاع الاسبانية تعليق رخصة انتاج صواريخ مضادة للدروع من انتاج شرطة رفائيل في اسبانيا – ما أدى عمليا الى الغاء عقد بقيمة 310 مليون دولار – لا ينبغي أن يفاجيء أحدا. فهذه القرارات تأتي بعد الإعلان المشترك لفرنسا، بريطانيا وكندا التهديد بالعقوبات. وهي تأتي بعد النقد الحاد من مستشار المانيا الذي هاجم الهجمات الإسرائيلية على غزة وعرضها كعديمة المنطق وغير مفهومة، فيما لم يستبعد وزير خارجيته حظر سلاح لاحقا.
رئيس تشيلي غبريئيل بوريتش هو الاخر اتهم إسرائيل في نهاية الأسبوع بانها تنفذ إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة. وروى عن قراره إعادة الملحقين العسكريين من تل أبيب وعن الخطوات الجديدة التي يبلورها: العمل على قانون يحظر الاستيراد من المناطق المحتلة والثاني – تعليماته لوزيرة الدفاع لايجاد بدائل للاستيراد الأمني التشيلي، تنويع المصادر وعدم الاعتماد على إسرائيل. الخطوتان ليستا ذات معنى كبير، باستثناء اشعال الكراهية ضدنا. مشروع قانون لحظر الاستيراد من المناطق المحتلة يوجد على طاولة اللجان في مجلس الشيوخ والكونغرس منذ بضع سنوات. وليس صدفة أن هذه لا تدفع قدما – فهم الوحيدون الذين سيتضررون، فيما نحن لن نتضرر وحتى الفلسطينيين هذا لن يجديهم نفعا.
كندا، اسبانيا، بريطانيا، فرنسا وتشيلي ليسوا وحدهم. العنوان كان على الحائط. ينبغي أن نقول باستقامة إسرائيل فقدت شرعيتها الدولية لمواصلة الحرب. إسرائيل لا تعمل في فراغ. بلا دعم من دول مركزية، من شأن إسرائيل أن تدخل الى عزلة معناها هو المس بقدرتها على الدفاع عن نفسها – مس بمبيعات السلاح ومس بالغلاف السياسي – حتى التنديدات والقرارات العملية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، إضافة الى المس بالاقتصاد وبالصورة.
كان لنا مجد لاسبوعين – ثلاثة أسابيع بعد 7 أكتوبر، لكن إسرائيل فقدت هذا. الفشل الدبلوماسي مدوٍ. لو كان نتنياهو عرض خطة لليوم التالي وجند كل العالم لكنا في مكان آخر. وما كانت إسرائيل فقط ستعلن كمنتصرة في الحرب، بل ان العالم كان سيعمل معنا على اعمار غزة. لكن لان بقاء الائتلاف اهم لنتنياهو من كل شيء، بما في ذلك المخطوفين، فان منظومة اعتباراته غير موضوعية ونحن ندفع الثمن. لقد فوت اللحظة النادرة من العطف العالمي الذي كان هنا. اليوم، نحن في نقص شرعية – بقينا فقط مع اوربان زعيم هنغاريا وميليه زعيم الارجنتين. والمعنى هو أن ترامب يوشك على ان يملي على إسرائيل الحل. لا ان يتشاور معها بل ان يملي عليها. هو يتحدث مع السعوديين بدوننا، مع الإيرانيين بدوننا، مع حماس بدوننا، مع الحوثيين بدوننا. يعقد صفقات ويخطط مستقبل غزة بدوننا.
الفشل الأساس لنتنياهو هو دبلوماسي. حرب تخلق وضعية لتقدم سياسي. الموساد، الشباك والجيش قدموا له المظلة العسكرية البديلة. الضربة التي تلقاها حزب الله ستعلم في المدارس لعشرات سنين أخرى. مواجهات الجيش الإسرائيلي تبعث على الدهشة وفي النهاية يأتي المستوى السياسي ويتلعثم واساسا خوفا على ائتلافه. وكلنا نعاني من هذا. التصنيف الائتماني ينخفض. الشبان يتحدثون عن مغادرة البلاد. دول تبدأ بمعاقبتنا.
من يعتقد أن الذنب هو على الاعلام الرسمي فهو مخطيء. صحيح ان هذا الاعلام فاشل، لكن السياسية السيئة لا يمكن حقا الترويج لها، وثقة العالم بحجج إسرائيل اختفت امام ناظرينا. فلا تجري حقا إبادة جماعية في غزة وتصريحات سموتريتش ووزراء اليمين المتطرف غير ملزمة، إذ انه ليس من سياسة دولة إسرائيل أن تبيد، تقتل وتسوي بالأرض. لكن لم يعد للعالم صبر لهذه المشاكل، لا سيما عندما لا يراها الإسرائيليون لان وسائل الاعلام الإسرائيلية لا ترى من الصواب عرضها، خشية أن تتهم بانعدام الوطنية.
لترامب أيضا نصيب في هذا الوضع. فهو الذي القى الى الهواء الاخيلة عن نقل السكن من غزة واوهم اليمين المدني بان هذا واقعي. هو لم يؤمن حقا بهذا بل أراد فقط لان يؤشر للعرب لان أمريكا لن تحرر الشيك وهم من ينبغي لهم أن يفتحوا جيوبهم لمساعدتنا لاعمار غزة. هكذا يقول أيضا للاوروبيين عن اعمار أوكرانيا في اليوم التالي. الرئيس الأمريكي أيضا مذنب في أنه أوقف الاسناد العلني لإسرائيل، وأوضح للعالم ولاعدائنا بانه توجد خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة – مهما نفوا ذلك. لا غرو ان أصدقاءنا في العالم يسمحون لانفسهم بالخروج ضدنا. هم يفهمون الى اين تهب الريح في واشنطن.
السؤال الكبير ما هو هدف هذه الخطوات المتبعة. هل هذه الخطوات تستهدف الإشارة لحكومة نتنياهو على شكل تحذير، في أن ما يحصل في غزة مبالغ فيه، ام انه مخصص لأغراض داخلية، لتهدئة روع اليسار المتطرف والاسلاموي، سواء في اسبانيا ام في كندا. الجواب ليس واضحا بعد، وذلك لان هذه الخطوات قابلة للتراجع. العقد الذي قرر الاسبان الغاءه يمكن بالقدر ذاته أن يوقع من جديد، وبالقدر ذاته يمكن للكنديين أن يغلقوا تحقيقات بدأوا بها والا تصل الى شيء. يحتمل ان هذا نوع من البطاقة الصفراء، التحذير لحكومة إسرائيل.
كل هذا صحيح حتى 17 حزيران. عندها سنعرف هل فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية، في اثناء المؤتمر الدولي الذي تعقده مع السعودية. اذا اعترفت فرنسا بدولة فلسطينية فان من شأننا ان نؤخذ الى مطارح أخرى تماما. هذه خطوة علنية وغير قابلة للتراجع. وعليه فيجدر بها أن ننظر الى الامام أيضا وليس فقط الى ما يحصل الان.