ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: زمير جاء ليعمل، يحتمل أن هذه هي المشكلة

يديعوت احرونوت 5/5/2025، ناحوم برنياعزمير جاء ليعمل، يحتمل أن هذه هي المشكلة

جورج كلمنصو كان من عظماء السياسيين الذين شهدتهم فرنسا. في التاريخ اليهودي والصهيوني نال تمجيدا بسبب تجنده من الجانب الصحيح، المحق، في قضية جرايفوس. أحد الاقوال التي تحفظ عن ظهر قلب وخلفه وراءه كان حول مكانة قادة الجيش. فقد قال ان “الحرب اهم من أن تُبقى للجنرالات”. قرابة مئة سنة وغير قليل من الحروب مرت منذ وفاته. كل حرب علمتنا بطريقتها كم كان محقا: واضح أن الحرب اهم من ان تبقى للجنرالات. السؤال هو لمن تبقى.

قبل لحظة من دخول الجيش الإسرائيلي مجددا الى معركة عديدة الفرق، متدحرجة، في غزة، مطلوب فحص قوله من جديد. في كثير من المعاني تختلف هذه عن حروب سابقة: فهي تدار حيال عدو ضعيف، مضروب، يرفض الاستسلام، تحت سحابة سميكة من التخلي عن المخطوفين في ظل مس شديد بالسكان المدنيين ومعارضة متصاعدة في مؤسسات دولية، ومن جهة أخرى إدارة أمريكية تسمح لإسرائيل ان تعمل في غزة كما يروق لها. والاساس، الإسرائيليون فقدوا الثقة. الكابنت لا يثق بقيادة الجيش وقيادة الجيش لا تثق بالكابنت؛ رجال الاحتياط لا يثقون بإدارة الحرب وبتواصلها والشارع شكاك ومنقسم. يراجع الناس أسماء أعضاء الكابنت الذين يريدون أن يشرفوا على احتلال غزة: سموتريتش بوقاحته، لفين بثأره، بن غفير بجريمته، كاتي بصرخاته، روك بحماستها، ريغف بتملكها، ديرمر بتبطله، وكلهم معا بانقطاعهم التام عن الواقع. معظمهم لم يخدموا في الجيش او تملصوا من الخدمة. لكن هذه ليست الصعوبة. دافيد ليفي وآريه درعي، وزيران لم يتباهيا بخدمة عسكرية ساهما مساهمة مبهرة بقرارات مصيرية في مواضيع الامن. اما الكابنت الحالي فيعيش في فيلم آخر: كل عضو كابنت ومصالحه الشخصية، ونتنياهو نموذج قدوة للجميع.

هل يوجد رجال احتياط يريدون أن يودعوا حياتهم في ايدي هؤلاء الوزراء؟ هل يوجد أهالي يريدون أن يودعوا في أيديهم حياة ابناءهم؟ لو نهض كلمنصو من قبره اليوم لكان يقول ان الحرب اهم من أن تبقى في ايدي هؤلاء السياسيين.

في المكان الذي لا يوجد فيه ناس كان واحد: العيون تتطلع الى رئيس الأركان، ايال زمير. هو نقي من إخفاقات 7 أكتوبر وملتزم عميقا بقيم الجيش ومقاتليه. هو ليس متعلق بنتنياهو، بكاتس، بالقاعدة وبابواقهم. هو جاء للعمل – ويحتمل أن هنا تبدأ المشكلة.

زار زمير امس الوحدة البحرية 13. وقال “هذا الأسبوع نحن نصدر عشرات الاف الأوامر لرجال الاحتياط عندنا كي نشدد ونوسع عمليتنا في غزة. نحن نصعد الضغط بهدف إعادة اناسنا وحسم حماس. سندمر كل البنى التحتية من فوق ومن تحت الأرض”.

ودرء للشك: أنا أمقت حماس وأريد ابادتها بقدر لا يقل عن رئيس الأركان. لكن 19 شهرا من حرب لم يتحقق فيها هذان الهدفان علمتني أمرين. الأول، الضغط العسكري لا يعيد مخطوفين. أحيانا يقتلهم؛ الثاني، في حرب العصابات لا يحسم الامر باحصاء القتلى في الطرف الاخر أو تدمير البنى التحتية. حرب العصابات تحسم ببناء بديل سلطوي. التشبيه الواجب هو بين لبنان وغزة. الضربة العسكرية التي تلقاها حزب الله كانت ذات مغزى، لكنها كانت اصغر بلا قياس من الضربة التي تلقتها حماس. في لبنان كان من ترجم ا لضربة العسكرية الى تغيير سياسي. في غزة حكومة إسرائيل أحبطت كل إمكانية.

في “نتفلكس” يبث الان مسلسل وثائقي عن حرب فيتنام في الذكرى الخمسين بانتهائها.  في المسلسل لا يوجد ما هو جديد حقا. لكنه يكشف امام جيل جديد من المشاهدين ثقل المأساة، الفظاعة، الوحشية والعبث. شخصية الجنرال وستمورلند، قائد القوات الامريكية في الحرب تلعب فيه دورا مركزيا. فقد كان وستمورلند مقتنعا بانه سيحسم الفيتكونغ: كل ما يحتاجه هو مزيد من الجنود.

النصر الفوري كان نصر شمال فيتنام: أمريكا هزمت واهينت. النصر النهائي كان لامريكا: في فيتنام يخيطون اليوم بناطيل الجينز لمحلات الموضة في نيويورك.

غزة ليست فيتنام، رمالها ليست غابة، حماس ليست فيتكونغ وإسرائيل ليست أمريكا. لكن التطلع الى نصر مطلق في حرب عصابات كان وهما هناك ومن شأنه أن يكون وهما هنا. الكابنت الحالي، الذي لم يأخذ مسؤولية عن اخفاق 4 أكتوبر، لن يأخذ المسؤولية أيضا عن الاثمان التي سيتطلبها احتلال غزة. المسؤولية سيتحملها الجيش: لعل هذا ما قصده نتنياهو حين قال “زمن الزمير حان”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى