يديعوت احرونوت: حين يلاحظ الأعداء اننا اعتدنا

يديعوت احرونوت 5/6/2025، آفي شيلون: حين يلاحظ الأعداء اننا اعتدنا
إطلاق الصواريخ غير المتوقف من اليمن هو مثال ممتاز على وضع إسرائيل حين لا تكون لها أي خطة سياسية لانهاء الحرب في غزة ولتسويات في الشرق الأوسط.
الصواريخ من اليمين هي مثال على وضعنا المخادع. ظاهرا هي لا تهدد حياتنا بشكل مقلق جدا، ويمكن التعايش معها: بين الحين والآخر تسمع صافرة وهذه أيضا بعد اخطار مبكر نسبيا، واحتمالات الإصابة المباشرة ليست عالية. صحيح أن الصواريخ قد تقع قرب المطار وتتسبب بإلغاء رحلات جوية وتشويش اجازات الصيف، بل ان من شأن صاروخ ما ان يفلت من طبقات الدفاع ويصيب، لكننا نعتاد على ذلك كنمط حياة جديد. وكلما اعتدنا على الصواريخ سيشجع هذا النار من أماكن أخرى أيضا. هكذا حصل حين اطلقت مساء يوم الثلاثاء نحو إسرائيل صواريخ من سوريا أيضا.
مفهوم من تلقاء ذاته أيضا انه لا يمكن اتهام إسرائيل بكل شيء، ولا يمكن أيضا ضمان أمن مطلق. لكن الصواريخ التي اطلقت من اليمن، والجسارة التي توقظها لدى جهات مارقة أخرى في الشمال ليست ظاهرة طبيعية لا يمكن منعها. فهي نتيجة أخرى لحقيقة أننا لا نسعى الى انهاء الحرب في غزة مع خطة سياسية واضحة لليوم التالي.
عمليا، المرحلة الحالية من الحرب في غزة أيضا تشكل وضعا مخادعا: من جهة تتواصل الحرب في الميدان والجنود يدفعون ثمنا دمويا رهيبا كل أسبوع، بينما من الجهة الأخرى عاد معظم الإسرائيليين الى الحياة المعتادة. المشكلة هي ليس فقط اننا نطبع وضعا يقتل فيه جنود، فيما بالتوازي يتواصل فيه القتل الرهيب في غزة مما يعظم النفور من إسرائيل في العالم. المشكلة هي انه كلما تواصل الوضع، فانه سيسحق أيضا الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل منذ الان. كلما اصرينا فقط على وقف نار مقابل صفقة جزئية بدلا من انهاء الحرب في صفقة واحدة تتضمن أيضا تنازل حماس عن الحكم في غزة، هكذا سنتخذ صورة من هم غير قادرين على الحسم مما سيشجع مزيدا من النار من اليمين، من الشمال والعمليات.
في واقع الحال، وانطلاقا من الرغبة لمواصلة الحرب في غزة لاجل “الا نعود الى 6 أكتوبر، فاننا سنعود بالضبط الى هناك. الى الفترة التي كانوا بين الحين والآخر يطلقون النار ونحن بين الحين والآخر نرد. وفي هذه الاثناء لا يمكن للدولة أن تتفرغ لمعالجة المشاكل المتراكمة: الجريمة في المجتمع العربي، الخاوة ضد الاعمال التجارية في الشمال، أزمة جهاز التعليم وغيرها.
لقد كانت الحرب فرصة لتغيير وجه الشرق الأوسط حقا. لا في التصريحات المتبجحة. كان يمكن تجنيد الطاقة الهائلة التي كانت في إسرائيل في اشهر الحرب الأولى لرأب الصدوع والإصلاح الداخلي. كان يمكن تجنيد النجاح العملياتي تجاه حزب الله وسوريا للدفع قدما باتفاقات مع الأنظمة الجديدة في سوريا وفي لبنان. وبالطبع كان يمكن الإعلان عن النصر في غزة، تشجيع حكم جديد هناك، وبالمقابل تحقيق سلام مع السعودية. لكن كلما كانت جهود الحكومة تتركز على هدف مختلف، مثل نفي بضع مئات من رجال حماس من المستوى الثالث لاجل خلق صورة نصر – فهل هذا ما سيضمن لنا الامن؟ نحن نفقد ليس فقط المخطوفين والوحدة الاجتماعية بل نفقد أيضا الخيار لمستقبل افضل.