ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: انهيار استراتيجي اسرائيلي يستوجب اصلاحا عميقا

يديعوت احرونوت 20/5/2025، آفي كالو: انهيار استراتيجي اسرائيلي يستوجب اصلاحا عميقا

“تلة الكابيتول لا تجيب”. ذات مرة، قبل وقت غير بعيد، كان هذا الشعار صحيحا وأليما، للاصدقاء من القاهرة. الرئيس المصري السيسي كان يجد في الإسرائيليين الموصين الأفضل الذين يمكنه أن يطلبهم لنفسه في واشنطن، في ضوء النقد المستمر الذي يربط بين تحسين وضع حقوق الانسان في مصر وبين المساعدات الخارجية الامريكية السخية التي تمنح للقاهرة. لكن هذه كانت أزمنة أخرى كانت فيها إسرائيل العنوان المضمون، الأفضل، لمسارات قلب واشنطن. اسألوا بوتين. 

عالم ونقيضه: الضعف العميق لدرجة الشلل الذي تعاني منه حكومة إسرائيل في مجال العلاقات الخارجية (هل لاحد ما بالمناسبة أن التقى مؤخرا وزير الخارجية ساعر؟) يصبح هذه الأيام انهيارا استراتيجيا حقيقيا. فهذا لم يعد مجرد نقد عابر على سلوك الحكومة: فالامور قد تصعد الى ضرر بعيد المدى للامن القومي وللعلاقات الخارجية لدولة إسرائيل. 

مثلما وصف بين هذه السطور في الأسابيع الأخيرة فان الانفجار الإقليمي – باشراف الرئيس ترامب – يقترب. شرق أوسط جديد يدق ابوابنا. الاماراتيون يلامسون شريحة Nvidia. القطريون منشغلون بالتملق لترامب. ودرة التاج، المملكة السعودية – هذه بداية المحاور لكل شيء: أسلحة متطورة بمئات مليارات الدولارات (بما في ذلك طائرات اف 35، تحد هام للتفوق العسكري الإسرائيلي)، محادثات نووي مدني، مشروع ذكاء اصطناعي هو الأكبر في العالم بمشاركة سام التمن وتفاهمات إقليمية مخترقة للطريق. في الخلفية، مواصلة مفاوضات النووي مع آيات الله بقدر كبير من فوق رأس إسرائيل، حوار مباشر مع حماس واليمنيين، اردوغان يتثبت في الساحة الشمالية، وحتى لبنان يتغير. 

وحيال هذا التغيير التكتوني، تصمت حكومة إسرائيل وتواصل ما كانت عليه؛ محاولة الانقلاب النظامي تحصد إنجازات محدودة (في هذه المرحلة)؛ المناكفة الزائدة لمحكمة العدل العليا وللمستشارة القانونية للحكومة تتواصل؛ الغرق في القطاع بلا غاية اقتصادية، في ظل مخاطرة حقيقية على مقاتلي الجيش في ظل التدهور الخطير للوضع الإنساني في القطاع؛ تعرض خطير لعقوبات دولية وامتناع امريكي عن المعركة في القطاع (في ظل انعدام استعداد نائب الرئيس فانس لان يزور البلاد في هذه اللحظة)؛ قانون التملص من الخدمة؛ والمخطوفون؟ كمن تملكه الشيطان، يضطر رئيس الوزراء بصعوبة لان يتعاطى بصعوبة مع منحى ويتكوف في اطار غمزة اضطرارية عن الاستعداد لانهاء الحرب. 

الرؤيا المسيحانية – الجمهورية التي تتصدرها حكومة إسرائيل في هذه الأيام، تجبي منذ الان اثمان باهظة لعدة ساحات. يكفي رؤية الاضرار المتراكمة كي نفهم بان ليس هكذا تدار دولة. فحقيقة أن حماس مثلا تجري حوارا مباشرا مع الولايات المتحدة هي ضرر من الصعب قياس عمقه. “شروط الرباعية” (2006)، أحد الإنجازات الإسرائيلية القليلة في المعركة السياسية حيال الفلسطينيين، تقضي الا تكون الدول الغربية، بما فيها الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وبالطبع إسرائيل – على اتصال مباشر مع منظمة الإرهاب حماس. 

وهاكم العجب، اليأس المتعمق لدى ترامب من الجمود المتواصل الذي يسيطر على نتنياهو جلب الولايات المتحدة الى حوار مباشر مع حماس، وان كانت غايته المخطوفين – لكن تداعياته السلبية باتت واضحة، بينما حماس تتباهى منذ الان بالحوار الجاري الذي تجريه مع “الجانب الأمريكي”، على حد تعريفها. 

الحفرة العميقة التي علقت فيها إسرائيل في اعقاب الشلل التام الذي ألم بالحكومة – تستوجب اصلاحا عميقا بقدر لا يقل. المعنى الفوري هو انه مع اقل من سنة ونصف حتى انتخابات الكنيست الـ 26، على الأحزاب أن تعرض رؤيا إقليمية تستند الى زعامة إيجابية مفعمة بالامل والتفاؤل تعرف كيف تأخذ السنتين الأخيرتين للرئيس ترامب في البيت الأبيض كي تجني أرباحا لدولة إسرائيل. 

نافذة الفرص التاريخية لتصميم الشرق الأوسط كفيلة بان تغلق في السنوات القريبة القادمة وعلى الناخب الإسرائيلي أن يأخذ هذا بالحسبان في يوم الامر: قيادة تتجمد في مكانها محشورة بين جدران التطرف، اما عودة الى رؤيا الآباء المؤسسين في شكل صهيونية مبادرة، قوية وواثقة بنفسها – لضمان ازدهار الدولة للأجيال القادمة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى