ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: انتصرنا في الحرب لكننا نخسر الفرصة لتغيير حقيقي لوجه الشرق الأوسط

يديعوت احرونوت 25/9/2025، آفي شيلون: انتصرنا في الحرب لكننا نخسر الفرصة لتغيير حقيقي لوجه الشرق الأوسط

 بعد الصدمة والحزن الاولي على ما حصل في 7 أكتوبر، كنت بالنسبة لاخرين، متفائلا بالمستقبل. رأيت الجمال في الإسرائيليين الذين يتحدون عند الضيق، يتطوعون الواحد من اجل الاخر ومستعدون للتضحية بأنفسهم من اجل حرب بدت بان لا حربا اكثر منها عدالة. العالم المتنور هو الاخر دعمنا، والشعب اليهودي، بجل اطيافه، اتحد في كل ارجاء العالم. قدرت ان إسرائيل ستخرج الى حرب لعدة اشهر في نهايتها يهزم الجيش الإسرائيلي حماس الى الا يكون بعد ذلك تهديد ذو مغزى؛ وبالتوازي أملت في أن ينفض الفلسطينيون عن أنفسهم وحشية حماس، وفي نهاية الحرب يعلنون بانهم يريدون المصالحة بدولة مجردة، بلا جيش وبلا حماس وعندها تستغل إسرائيل بعد أن تكون ضربت غزة، لهذه الفرصة لتعرض المفاوضات.

معظم الناس حولي كانوا في حينه مشتتين، يعيشون مأساة 7 أكتوبر. وها هو، بتأخير واضح، بمرور سنتين، لكن لا يزال من الأفضل متأخرا على الا يكون على الاطلاق – فصل معتبر في توقعي المتفائل يوجد منذ الان امام ناظرينا: حماس ضربت ضربة قاضية وأعلنت بانها ستتنازل عن الحكم في غزة. رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، خطب امام كل العالم وتعهد الا تكون حماس شريكا في الحكم وان تكون فلسطين بلا جيش وتعيش الى جانب إسرائيل بسلام، شجب 7 أكتوبر وطلب إعادة المخطوفين. كما أن اغلبية دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطينية اشترطت تأييدها في أن تجتاز السلطة إصلاحات، بما في ذلك في جهاز التعليم، والدولة لن تقوم دون استجابة لمطالب إسرائيل الأمنية. عمليا، ما حصل في الأسبوع الأخير في الساحة الدبلوماسية هو هو النصر المطلق. قدرت بان هكذا سيكون لان التاريخ اثبت بانه في حالات عديدة تتحقق المصالحة بعد أن يكون الطرفان ضُربا وضَربا. هكذا مثلا، حرب يوم الغفران شقت الطريق للسلام مع مصر.

الأسبوع الماضي أيضا كان يمكنه أن يكون اختراقا للطريق، لكن لاجل هذا مطلوب قيادة شجاعة، من الطرفين مثلما كان في حينه مع بيغن والسادات. لشدة الأسف، فان القيادة الإسرائيلية – بكل اطيافها، وليس فقط نتنياهو – ترفض ان تتحدث اليها بصدق، وتتناول خطاب أبو مازن كموقف ابتدائي يطرح للمفاوضات. الميل الدارج الغريب هو الادعاء بصبيانية بان رؤيا الدولتين بدون حماس هي في واقع الامر “جائزة لحماس”. لماذا؟ فقد اقصيت حماس عن الحكم والرئيس الفلسطيني يندد بها علنا. ناهيك عن ان الخطة هي ان يقام في غزة حكم فلسطيني مسنود من الدول العربية يكون ملتزما بجمع السلاح المتبقي لدى حماس. لماذا يعد مثل هذا الاقتراح جائزة وليس عقابا لحماس؟ ليس لهذا السؤال أي جواب جيد. حتى ترامب وجد صعوبة في أن يجيب باستثناء القول اننا نريد المخطوفين. لكن هذا واضح. قبل كل مفاوضات علينا أن نسترجع المخطوفين. وهذا لا يتناقض وخطة المصالحة.

لكن كي نسترجع المخطوفين يجب أن ننهي الحرب. وإذا كان نتنياهو غير مستعد لان ينهيها الى ان نصفي كل واحد من أولئك الذين لا يزالون يختبئون في غزة – فان الحرب لن تنتهي. وهذا غبي ومحزن لان العلم الأبيض لحماس رفع منذ الان، وببساطة يجب تحريك المسيرة السياسية كي تستبدل. كما أن إسرائيل تنسى انه لاجل احباط 7 أكتوبر آخر، من الأهم هو منع وضع يبحث فيه الجيل التالي في غزة عن الثأر على ما فعلناه هناك – وعندها سنرغب نحن في الرد، وهكذا دواليك – من الإصرار على البقاء 500 متر آخر في القطاع. 7 أكتوبر لم يكن مجرد كارثة – هو كان أيضا فرصة. ولشدة الأسف، انتصرنا في الحرب لكننا نخسر الفرصة لتغيير حقيقي لوجه الشرق الأوسط.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى