يديعوت احرونوت: المصلحة الإيرانية هي انهاك إسرائيل في كل الجبهات في حرب طويلة
يديعوت احرونوت 19/9/2024، يوسي يهوشع: المصلحة الإيرانية هي انهاك إسرائيل في كل الجبهات في حرب طويلة
الموجة الثانية التي انطلقت أمس على الدرب والحقت ضررا كبيرا بحزب الله هي جزء من سلسلة اعمال منسوبة لإسرائيل يمكنها باحتمالية عالية أن تؤدي الى حرب واسعة بل وربما الى حرب ينضم اليها الإيرانيون. يحتمل أن تكون تستهدف دفع المنظمة بعد أن تلقت ضربات قاسية لان توقف النار وتقبل الاتفاق – على ان يكون هذا اتفاقا يناسب إسرائيل ويسمح بعودة سكان الشمال الى بيوتهم بامان مثلما تحدد في اهداف الحرب.
تفجيرات أجهزة الاتصال، حسب التقديرات اكثر من الفين، وقعت ضمن أماكن أخرى في الضاحية في بيروت، في جبل لبنان، في صيدا، في مرجعيون وفي بعلبك. وفي لبنان بلغوا عن انفجارات في بيوت عديدة وكذا في سيارات وفي مخازن. الأجهزة التي تفجرت امس كانت اكبر من أجهزة البيجر ومع مواد متفجرة اكثر، كان يفترض أن تساعد حزب الله في اثناء الحرب ضد إسرائيل في مرحلة المناورة البرية. وحسب تقارير في لبنان اشتراها حزب الله قبل خمسة اشهر – تقريبا في الوقت إياه التي اشتريت فيه أجهزة البيجر التي تفجرت أول أمس.
مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل نقلت رسالة الى نصرالله وبموجبها يمكنه ان يوقف النار، فقط اذا ما قرر قبول المنحى الذي يتضمن ابعاد الرضوان عن الحدود بحيث لا يهدد سكان الشمال. فقد قالت هذه المصادر “نحن مصممون جدا على خلق الظروف الأمنية التي تعيد السكان الى بيوتهم في مستوى امني عالٍ، ونحن مستعدون لعمل كل ما يلزم لاجل تحقيقها”. وأضافت “لدينا الكثير من القدرات التي لم تستخدم بعد. القاعدة هي: في كل مرة نعمل فيها في مرحلة معينة تكون المرحلتين التاليتان جاهزتين للانطلاق بقوة الى الامام. في كل مرحلة سيكون الثمن في حزب الله عاليا. اما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد اطلق بلاغا قصيرا قال فيه: “سبق أن قلت، نحن سنعيد سكان الشمال بامان الى بيوتهم. وهكذا بالضبط سنفعل”.
حسب التصريحات التي تنطلق من لبنان وحسب عمق الضرر في المنظمة، في إسرائيل يقدرون بانها سترد – وبشكل مختلف عما كان حتى الان. فهل ستكتفي برد ذكي؟ ليس واضحا. لكن كل توجه لها كفيل بان يؤدي بنا الى تبادل ضربات تؤدي الى حرب واسعة، وبالتالي في هذه المرحلة تستعد إسرائيل بجدية لامكانية رد كبير من جانب حزب الله – رد يؤدي أيضا الى حرب أوسع (حرب لبنان الثالثة، كما تجدر الإشارة تجري منذ الان).
وزير الدفاع يوآف غالنت تحدث امس عن نقل مركز الثقل الى الشمال، ولهذا فقد نقلت فرقة 98 المختارة التي قاتلت في قطاع غزة الى قيادة المنطقة الشمالية. إضافة الى ذلك تقرر تأجيل احتفال احياء ذكرى ضحايا لواء غولاني الذي كان يفترض أن يعقد وكذا عرض يقدمه حنان بن آري في مقر قيادة أشير. لفرقة 98 مثلما لفرقة 36 يوجد دور مركزي في خطط الجيش لمناورة برية في خط التماس في التلال المسيطرة في جنوب لبنان، في حالة اطلاق الإشارة. صحيح حتى الان هذه لم تصدر. المناورة البرية حرجة لاجل تطهير البنى التحتية التحت أرضية التي أقامها حزب الله في الجانب اللبناني، واذا ما عادت قوات الرضوان بلباس مدني فان التهديد لا يكون ازيل حقا.
اذا تناولنا بجدية ما كتبه إبراهيم الأمين، بوق نصرالله في صحيفة “الاخبار” امس، فان هذه الضربة التي لم تستكمل لن تغير واقع سكان الشمال. فهم لن يعودوا الى بيوتهم قريبا والحرب ستشتد. في لبنان يعترفون انهم في غضون دقيقة تلقوا الضربة الأشد منذ بداية النزاع ويمتدحون العملية الإسرائيلية بالوسائل، القدرات والتفوقات التكنولوجية والاستخبارية. فقد كتب الأمين يقول ان “ما جرى امس يثير دهشة كبيرة في ضوء قدرة العدو على ايلام خصومه، دون التردد في تنفيذ أي عمل.
ومن هنا نحن نقف امام واقع جديد. قواعد اللعب تغيرت. “لم يعد مجال للحديث عن اتفاقات او حلول، انسوا التسوية قريبا”، أضاف الأمين، “الحرب ستستمر على الأقل حتى نهاية القتال في غزة”. حين تكون هذه هي الأوضاع وحزب الله يعول على استمرار حرب الاستنزاف فلماذا لا تستغل إسرائيل الساعات لضربة أخرى في ظل الفوضى التي تسود هناك؟ في الخطة الاصلية، حسب المنشورات الأجنبية، حملة أجهزة البيجر كان يفترض أن تكون ضربة البدء للحرب. لاسباب مختلفة، مثل الخوف من الانكشاف والفهم قبل عدة أسابيع والجانب الاخر يشتبه بمشكلة فنية، اتخذ القرار لعدم إضاعة الفرصة واستخدامها الان – لكن دون الخروج الى حرب.
المصلحة الإيرانية هي انهاك إسرائيل في كل الجبهات في حرب طويلة. اما المصلحة الإسرائيلية هي تقصيرها. اذا لم نستغل الوضع كلما مر الوقت، فهذا كفيل لان يدل على أن ليس في إسرائيل من يريد تقصير الحرب.