ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الدخول الى حرب في لبنان بحجم كامل سيكون باهظا جدا

يديعوت احرونوت 16/9/2024، سيفر بلوتسكر: الدخول الى حرب في لبنان بحجم كامل سيكون باهظا جدا

سنوات طويلة بين خمس وست على الأقل، أعدت قيادة حماس في غزة، بقيادة يحيى السنوار الهجوم على إسرائيل. غير أنه في نهاية نحو سنة من اليوم الأسود إياه في 7 أكتوبر يمكن ان نجمل الامر على النحو التالي: “حماس تكبدت فشلا مطلقا. احد الإخفاقات الكبرى في تاريخ منظمات الإرهاب في العالم الحديث. 

ثمن فشلها تحمله قبل الجميع سكان قطاع غزة. عشرات الالاف منهم قتلوا، عشرات الالاف جرحوا، مئات الالاف نزحوا. غزة أصبحت جزر خرائب، قطعة ارض محروقة، مكانا غير مناسب في سكن الانسان. ستمر عشرات السنين الى أن يعاد بناء القطاع، اذا ما اعيد بناؤه على الاطلاق – وسنوات الى أن يتمكن من أن يكون تهديدا عسكريا على بلدات الحدود، اذا ما تمكن على الاطلاق. حماس، يقولون لنا، لا تزال “تحكم في غزة”. أي حكم بالضبط؟ لا يعمل أي جهاز مدني هناك ويكفي قرار إسرائيلي واحد كي يختفي أيضا تفوق حماس في توزيع المساعدات الإنسانية التي ليست هي من توفرها. 

لقد بنى يحيى السنوار استراتيجيته الهجومية على حرب دعم عربي شامل ضد إسرائيل ومرة أخرى اخطأ. فلم تنضم أي واحدة من الدول الإسلامية الى حربه ضدنا؛ فقد فضلت الا تتورط. إسرائيل جربت مرة واحدة أن تضرب إسرائيل لكن ليس كثأر على قتلى غزة، بل كثأر على تصفية قادر كبار في حرسها الثوري. 

يبقى حزب الله. مثلما قللت المؤسسة الأمنية السياسية الإسرائيلية في الماضي من قدرات حماس الإرهابية، هكذا تبالغ الان في قدرات حزب الله. المواجهة العنيفة التي يقودها ضدنا زعيم المنظمة نصرالله هي بالاجمال تبجح شخصي من جانبه هدفه التكفير عن هزيمته في حرب لبنان الثانية. لكن نصرالله لن يكفر عنها. مقدراته تنفد، ليس له دولة من خلفه – الناتج المحلي اللبناني هو نحو 5 في المئة من الناتج الإسرائيلي – وقد ورط بلاده في حرب استنزاف زائدة لا تخدم أي مصلحة لبنانية. وهو يتصرف كمقامر يزيد رهانه مع كل خسارة. 

من هنا فان على حكومة مسؤولة ان تنظر جيدا فيما اذا كانت ستفتح الان حرب لبنان الثانية. السياسة الحالية، سياسة الامتصاص، الاحتواء الجزئي والرد المقنون ولكن القوي، هي المرغوب فيها. هي تستشرف المستقبل وتتناسب مع احتياجات إسرائيل – بشرط أن توفر الدولة بسخاء ونجاعة كل المساعدات المادية والاجتماعية – التعليمية لسكان المخلين غصبا وطوعا. بالمقابل فان الدخول الى حرب في لبنان بحجم كامل سيكون باهظا جدا بالمقدرات (الولايات المتحدة لن تمولها لنا) وهدامة للشمال الإسرائيلي بلا مقايسة مع الوضع الصعب الحالي. كما ستؤدي الى ضرر كبير بالعلاقات مع هذه الإدارة الامريكية او تلك، ستعظم صورتنا الدولية السلبية، ستسحق قدرة الجيش القتالية في غزة ومن شأنها ان تؤدي الى تجديد “الحزام الأمني” اللعين في جنوب لبنان. 

في الحساب العام في الكلفة مقابل المنفعة ليس مجيدا وليس صحيحا ان تعود إسرائيل ان تحكم لا عسكريا ولا مدنيا – في جنوب لبنان وفي غزة. اذا كان الغزيون مستعدين لان يعيشوا تحت نظام الرعب لحماس واللبنانيون تحت نظام الفساد لحزب الله، فهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا.

مرغوب فيه بالتالي التخلي عن الاحلام الهاذية والخطيرة عن إقامة من جديد الإمبراطورية الإسرائيلية من الليطاني حتى فيلادلفيا والتركيز على إعادة المخطوفين الى الديار بلا تأجيل آخر من شأنه أن يكون فتاكا بالنسبة لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى