ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الحرب في غزة والاستنزاف في الشمال تتطلب تخفيض مستوى المسيحانية

يديعوت احرونوت 28/8/2024، ناحوم برنياع: الحرب في غزة والاستنزاف في الشمال تتطلب تخفيض مستوى المسيحانية

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن تنحية عدي آندريت، نقيبة في الاحتياط، ضابطة امن لواء الكسندروني. نحاها عن حق: فتصريحاتها الأخيرة في الشبكة لم تنسجم مع البزة التي ترتديها ومع منصبها في الجيش. لكن تنحيتها لا يمكنها أن تخفي الحقيقة المقلقة التي كانت في بعض من اقوالها: محظور على الجيش ان يسلم بخرق الانضباط، لكن هذا لا يعفيه من الاستماع. 

بداية العاصفة في تصريحات ليلي درعي، التي ثكلت ابنها سعاديا درعي في القتال في غزة. روغل الفر، المراقب التلفزيوني في “هآرتس” قرأ باقوالها تأثرا بموت ابنها. مراسل آخر، من القناة 11 نشر تغريدة مضادة، وضابطة الامن شعرت بالحاجة لان تغرد ردا من جانبها. اقتبست في ردها رسالة بعثها لمقاتلي اللواء القائد الجديد، العقيد موشيه بيست. فقد أنهى الرسالة بأمر لمقاتلي اللواء ممن استدعوا للخدمة في حدود لبنان: “قرى لبنان ستكون قفراء وطرقها بلا مخرج”، كتبت ضابطة الامن بسخرية لاذعة: الى اللواء دخل قائد جديد شيء أول يتمنى للمقاتلين ان ينفذوه هو إبادة جماعية. رائع. 

عن الام الثكلى كتبت: “هي فخورة بالموت. هذا امر رهيب، وهذه هي الصهيونية الدينية – طائفة من أكلة الموت”. 

لنبدأ من النهاية: الصهيونية الدينية ليست طائقة. هي إطار يضم في داخله جملة واسعة من الآراء، الأعراف والمعتقدات. الحزب الذي يحمل هذا الاسم سرقه: معظم الإسرائيليين الذين يعرفون انفسهم كصهاينة وكمدينيين لم يصوتوا له. قيادة هذا الحزب هي، بالفعل، طائفة مسيحانية تفعل كل ما في وسعها كي تروج لخراب البيت الثالث. 

يصعب علي أن افهم تعبير “اكلة موت”. افترض ان المقصود هو بهجة الحرب، عبادة الدم والموت. مؤشرات على ذلك يمكن أن نجدها في خطابات الوزيرين سموتريتش وستروك ونظرائهما منذ 7 أكتوبر. سيء جدا ان سياسيين من هذا النوع يصلون الى طاولة الحكومة؛ سيء جدا أنهم يملون عليها رؤيا وجدول اعمال، بل وفي فترة قرارات مصيرية. لكن ليس صحيحا ان يعاقب بخطيئتهم الوسط كله. 

تصريح قائد اللواء هو موضوع منفرد. يمكن ان يقال دفاعا عنه ان اقوالا تصفوية من هذا النوع ظهرت في رسائل وخطابات قادة عسكريين منذ حرب الاستقلال. كتبها وقالها أيضا رجال أحزاب اليسار مثل الشاعر آبا كوفنر من لواء جفعاتي وبيني مهرشك من البلماخ. تعلموا الأسلوب والكلمات من “أناس بنفلوف” الكتاب الالزامي الروسي لكل مقاتل في الحرب العالمية الثانية. يوجد ضباط مقتنعون بان جملا كهذه يشجع الجنود على الخروج الى المعركة. 

هكذا يتحدث أيضا مدربو كرة السلة، حين يتجمع اللاعبون حولهم في اثناء مهلة التوقف. وهذه الخطابات أكثر مما تؤثر على نتاج اللاعبين تؤثر على الشعور الطيب لدى المدرب.

لكن مع ذلك يوجد فارق، الفارق هو في أن قيادة الجيش تفضل دحر لجان اغرانات، ضابطة الامن المنحاة، التي وضعت اصبعها في طريقها. الضابطية القتالية في الجيش الاسرائيلي بمستوى قادة الكتائب والالوية تتأثر اليوم بالضباط الذين لم تعد هذه الاقوال بالنسبة لهم مجرد خطاب – هي تعريف للمهمة. الرسالة التي اخذتها على عاتقها كلية اعداد الضباط في عالي هي وفروعها لتأهيل نخبة جديدة للجيش الاسرائيلي وصلت مع الحرب الى لحظة النضج. لكل قائد فرقة ولواء خريج هذه المؤسسات توجد بالطبع آراء خاصة به وسلم قيم خاص به، لكن الرياح تهب ومن الصعب الخطأ في فهمها. اتجاه الرياح هام على نحو خاص في الحرب الحالية التي بدأت بمذبحة جماعية، صادمة، تترافق وافكار كل مقاتل دخل الى غزة أو طيار يقلع للقصف. حين يكون القلب مشحونا يكون من الافضل الحذر في الكلام. لشدة الاسف، سيطرة هيئة الاركان على القادة وعلى الهوامش حتى بالافعال في الميدان بعيدة عن أن تكون كاملة.

النتيجة هي موت زائد، للمخطوفين، لقواتنا ولغير المشاركين في جانب العدو؛ النتيجة هي تحقيقات ضد اسرائيل وزعمائها في لاهاي واضرار دبلوماسية واقتصادية ستثقل على اسرائيل في السنوات القادمة؛ وبالاساس، تشوش قيمي.

إن الحرب تخرج افضل ما في الانسان: الشجاعة، الرفاقية، التضحية، النباهة؛ كما أنها تخرج منه اسوأ ما لديه: سكرة القوة، الوحشية. احيانا يتورط المقاتلون الاكثر شجاعة في المعركة بالافعال الاكثر اثارة للخجل بعد المعركة: الشجاعة والحكمة هما ميزتان لا تأتيان دوما معا.

بعد 11 شهر من المناوشات في غزة والاستنزاف المتبادل في الشمال من الافضل تخفيض مستوى المسيحانية. الحرب الحالية ليست فرصة اعطيت لنا من السماء لابادة الشر وانقاذ العالم؛ هي مهمة مضنية، ناكرة للجميل، يصعب علينا انهاؤها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى