ترجمات عبرية

يديعوت: إسرائيل بعد «7 أكتوبر»: الفشل والإنجازات والأسئلة الصعبة

يديعوت 2023-11-08، بقلم: يوسي يهوشعإسرائيل بعد «7 أكتوبر»: الفشل والإنجازات والأسئلة الصعبة

بدأت هذه الحرب بالشكل الأكثر فظاعة الذي يمكن تصوره، هذا إذا كان ممكناً في الأصل تخيل ضربة بدء كهذه. فالفشل العسكري كان ذريعاً: من الاستخبارات التي لم توفر إخطاراً إستراتيجياً بالحرب ولا حتى إخطاراً تكتيكياً واضحاً، عبر القوات في قيادة المنطقة الجنوبية وفي فرقة غزة التي فشلت وحتى مفهوم الجيش الإسرائيلي على مدى السنين – وكأن “حماس” معنية بأن تحكم لا أن تبيد إسرائيل. هذا لم يكن 1973 في 2023 بل أسوأ بكثير.

مع ذلك منذ اليوم الأول كان يمكن أن نرى لماذا كان الجيش الإسرائيلي أكثر بكثير من الأسلحة الجديدة ووسائل السايبر المتطورة. فالمعارك في الغلاف في “السبت الأسود” كانت من أكثر المعارك بطولة في تاريخ الأمة. ضباط، مقاتلون ومقاتلات أيضاً هرعوا من البيت دون أن يترددوا، ومع ثلّات التأهب ومواطنين آخرين وقفوا ببطولة استثنائية ضد مخربي “حماس”. من يدري أين كنا سنكون بلا شجاعتهم ويقظتهم؟

حتى بعد ذلك، تحت موجة الصدمة والقلق، يستعد الجيش الإسرائيلي للحملة الأوسع له في الجيل الأخير. بداية أثبت سلاح الجو أنه مع كل الاحترام لمواضيع مثل الإصلاح القضائي، في يوم الأمر يعد هذا آلة حرب مزيتة، أوقعت على السنوار ضربة النار التي استدعاها بيديه وتمكنت من مهاجمة أهداف بعيدة أكثر. في هذه الأثناء، بدأت الاستعدادات للمناورة البرية في غزة، المناورة التي كان هناك من حاول منعها بدعوى أن الجيش ليس مستعداً. لكن ثلاث فرق انتظمت، انطلقت على الدرب، ومنذ عشرة أيام تقاتل في المنطقة الأكثر كثافة في العالم أمام عدو نزل تحت الأرض ويستعين بوسائل قتالية وتكنولوجية برعاية الإيرانيين.

وعليه، في جانب واجب التحقيق في جذور القصور والمطالبة بالمسؤولية العملية من أكبر الضباط، يجب أن يقال باستقامة: الجيش الإسرائيلي يقف على قدميه في حدث متعدد الساحات، حدث تجتذب فيه غزة أساس الانتباه، “حزب الله” يرفع مستوى السرعة (30 صاروخاً، أمس، رقم قياسي منذ بداية القتال هناك) ولم ينتهِ بعد خيار الحرب الشاملة في الجبهتين. الحوثيون من اليمن أيضاً محظور أن ننساهم، وبالطبع يهودا والسامرة التي لم تتحول بالخطأ إلى إسكندنافيا: فقد أنزل الجيش الإسرائيلي هناك إلى أيام ما قبل حارس الأسوار، وهذا أيضاً يبرر حساباً للنفس إذ كان ممكناً عمل هذا قبل ذلك بكثير.

هذا تحدٍ هائل لجيش وصل إلى المعركة ممزقاً ومتهالكاً في أعقاب الأزمة السياسية، لكن منذئذ وهو يتخذ الكثير من الخطوات الصحيحة لأجل إعادة الثقة: من أداء الناطق العسكري وحتى الدفع نحو خطوة برية ضد المشككين والمترددين. إلى جانب هذا، سبب مركزي لحصانة الجيش الإسرائيلي هو الارتباط الوثيق مع الولايات المتحدة، حليفتنا الأهم، تلك التي كان هناك انتهازيون ومصلحيّون دفعونا للاعتقاد أن في البيت الأبيض ليس صديقاً حقيقياً. إلى جانب الإسناد المطلق من الرئيس بايدن، بما في ذلك زيارة تاريخية في زمن الحرب، يتبين أن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي قبل نحو سنتين ساعد جداً في التعاون، الذي لا يمكن الاستطراد في الحديث عن معظمه. القطار الجوي، وكذا البحري – دراماتيكي في حجمه. “ما ألقي في غزة خلال شهر أكبر من كل ما ألقيناه في كل سنوات الحرب في أفغانستان”، قال جنرال أميركي لمحادثه الإسرائيلي. مع حاملتَي طائرات، غواصة نووية والـ Don’t التي امتشقها الرئيس بايدن في وجه “حزب الله”، واضح أنهم يوجدون معنا في الصفحة ذاتها.

هذا لا يعني أن نصر الله انثنى تماماً، وأمس، كمية الاحتكاكات مع “حزب الله” في خط التماس كانت أكبر من عدد الأحداث في أراضي إسرائيل حيال غزة: من هناك، مثلما لا بد للجمهور أن انتبه، كمية الإطلاقات تقل كلما شدد الجيش الإسرائيلي الضغط. وذاك الضغط جاء، أمس، في ظل الهجمات حول مستشفى الشفاء. في الجيش الإسرائيلي يغلقون على البؤرة الحساسة، بهدف إبعاد المدنيين وخلق أكبر قدر ممكن من الشرعية لاقتلاع بنى “حماس” التحتية التي توجد تحت أسرة المرضى هناك. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الإعلام الإسرائيلي يجب أن يرتفع درجة وعلى عجل. وعلى أي حال نحن نقترب أيضاً من نقطة الانقلاب من ناحية الرأي العام العالمي، والصور التي تصدرها “حماس” لن تساعدنا.

إلى جانب ذلك، لا ينجح الجيش الإسرائيلي في أن يخلق إنجازاً في تصفية مسؤولين كبار في قيادة المنظمة. مع كل الاحترام للبلاغ اليومي عن تصفية “قائد منطقة كهذا أو ذاك (التقديرات هي أنه قتل نحو 15 قائد كتيبة من أصل نحو 3000 مخرب، ولا يتضمن هذا أولئك المدفونين تحت الأنقاض الهائلة في القطاع)، سيكون من الصعب أن تسوق للجمهور الإسرائيلي كلفة الحرب (بالجسد، بالروح وبالمال) دون جلب رؤوس قادة إمبراطورية الشر، مثل يحيى السنوار، محمد ضيف ومروان عيسى، خالد مشعل، إسماعيل هنية وصالح العاروري. كما أن سكان الغلاف لم يتلقوا جواباً بعد ما الذي سيعد وضعاً آمناً يتمكنون فيه من العودة إلى بيوتهم التي خربت. على أي حال، صحيح حتى الآن، هذا ليس الوضع بعد. الجيش الإسرائيلي ملزم أيضاً بأن يقرر وقريباً كيف سيعالج تهديد “قوة الرضوان” في الشمال، التي هي أيضاً كفيلة بأن تجعل خط التماس منطقة أشباح.

لكن كالمعتاد، يعرف الجيش كيف ينظر إلى الأمام حين يتعلق هذا بإعادة بناء القوة، وفقاً لمفاهيم تبلورت في الأيام الثلاثين هذه: محافل رفيعة المستوى تتحدث عن جيش أكبر في النظامي وفي الاحتياط، إلغاء تقصير الخدمة وكذا إلغاء تغيير سن الإعفاء من الاحتياط. فلئن كان قبل “7 أكتوبر” تفكير بتقليص بضعة أسراب من المروحيات القتالية، فاليوم يتحدثون عن توسيع الأسطول. ولعل الأهم هو أنه أخيراً سيتعين عليهم أن يجدوا حلاً لنموذج الخدمة الدائمة، الذي سيترافق مع ثواب مناسب. مع كل المشاكل الأخيرة، وصل الجيش الإسرائيلي إلى الحرب في ذروة أزمة هروب الأدمغة التي خلفت الضابطية برتبة رائد فما فوق في نقص دراماتيكي في الوظائف التكنولوجية. كما أن الدافع للخدمة القتالية انخفض وإن كان لحرب اللامفر كتلك التي نوجد فيها هناك ميل لتعديل الاعوجاج. بالنسبة لكل ما تبقى مطلوب تغيير فكري وثقافي عميق على مدى كل السياق: في الحكم (بما في ذلك الأحزاب الحريدية)، في الجيش وكذا في المجتمع. الشهر الأخير أجبرنا على أن نقف أمام المرآة ونطرح الأسئلة الأصعب. كما أن الانتقال من الدفاع إلى الهجوم لم يخفها إلى أي مكان.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى