ترجمات عبرية

هآرتس: محاكمة نتنياهو تنهار، تغريدات ترامب هي فقط القشة الأخيرة

هآرتس 30/6/2025، يوسي فيرترمحاكمة نتنياهو تنهار، تغريدات ترامب هي فقط القشة الأخيرة

يجب الاعتراف، سواء بحزن أو بسرور، بان محاكمة نتنياهو آخذة في التلاشي امام انظارنا. لم يعد من الواضح اذا كان يوجد لها أي فائدة. هذه المحاكمة تحولت الى نكتة، ايضا في السابق هي لم تتميز بجدية كبيرة. هيئة القضاء صادقت أمس على تاجيل المحاكمة لاسبوع. وفي الاسبوع القادم سنرى ماذا سيحدث. وفي الاسبوع الذي بعده المتهم رقم واحد بصفته رئيس الحكمة، يخطط للذهاب الى صديقه دونالد ترامب الذي بالتاكيد سيقول بصوته ما غرد به حتى الان ضد المحاكمة وجهاز القضاء في اسرائيل.

بعد لحظة على عودة الزوجين القيصاريين من رحلة نهاية الاسبوع، ستذهب المحكمة الى اجازة حتى 5 ايلول القادم، وفي الاسبوعين التاليين بعد ذلك سندخل الى شهر الاعياد. لذلك، يصعب التشكك ليس فقط بطلب التاجيل الذي قدمه نتنياهو، بل بالصورة التي تمت فيها معالجة هذا الطلب مثل كل محاكمته. طلب اول ليس له مضمون حقيقي، الذي كان من الواضح انه سيرفض. طلب ثاني الذي هو ايضا غير مقنع، وبعد ذلك جاء الاحتفال السوقي مع رئيس شعبة الاستخبارات ورئيس الموساد. يصعب ايضا استبعاد اسئلة بخصوص تشكيلة القضاة الذين سلوكهم الجبان هو من الامور المشهورة، وشوهوا بايديهم مفهوم “المساواة امام القانون”.

من المحتمل ان يكون ما فعله ترامب هو القشة الاخيرة، قبل لحظة من سحق ما بقي من احترام للمحكمة بشكل نهائي، التي جعلتهم يشددون التعامل مع المتهم. في الاسبوع الاخير شكر نتنياهو ترامب على المنشورات الداعمة له، بما في ذلك المنشور الثاني الذي صدر أمس والذي ظهر فيه تهديد مفهوم ضمنا لتعليق المساعدات العسكرية اذا لم يتم الغاء المحاكمة. في الانتخابات الاخيرة نتنياهو وعد باعادة الكرامة الوطنية لاسرائيل. في الفترة الاخيرة تحت قيادته اسرائيل تظهر كدولة محمية وهو يظهر مثل الكسندر لوكاشنكو الى جانب فلادمير بوتين. الغاءه كان مستخذيا بشكل مطلق.

القضاة الثلاثة الذين بالغوا في كل ما يمكن اعطاءه للمتهم، ادركوا مع مرور الوقت انه في معظم الاحيان يستهزئون بهم. هم ليس لديهم أي ثقة بالزبون، الذي ذات مرة اخبرهم بجدول اعمال دراماتيكي، ولكن حينئذ اكتشفوا ان هذه الدراما هي مجرد فرصة لالتقاط الصور في جبل الشيخ. فقط بسبب ظهور لاعبي التعزيز دادي برنياع والجنرال شلومو بندر القضاة اقتنعوا جزئيا. عدم الثقة هذا في كل ما يحاول نتنياهو بيعه لم يولد أمس، بل بني طبقة فوق طبقة في عشرات الساعات  التي قدم فيها شهادته، التي في معظمها كانت في التحقيق الاولي، الذي فيه ادرك القضاة رفقه فيلدمان وموشيه بار عام وعوديد شاحم مع من يتعاملون. من يكذب بوقاحة وبشكل فظ في قضايا مدعومة بجبال من الادلة لن يتردد في ان يكذب ايضا في مواضيع تتعلق بالامن الوطني. عليه فقط لا يمكن الاعتماد.

كبير المتهمين اخبرنا طوال سنين عن توقه الشديد للصعود وتقديم شهادته من اجل “تدمير الملفات التي تمت حياكتها ضده”. منذ ذلك الحين المحاكمة بدأت، ولم يكن هناك أي تلاعب أو خداع لم يتم استخدامها بهدف اطالة المحاكمة، الغاء وتاجيل وتدمير النقاشات خشية التحقيق المضاد. من غير المستغرب انه عندما ازدادت الضائقة والهاوية ظهرت قريبة تم القاء الى الساحة سلاح غير تقليدي، على شكل الرئيس الامريكي الذي بمقت جهاز القضاء في بلاده، بما في ذلك أي منظومة قضاء مستقلة ومساواتية. في التغريدة الاخيرة قال ترامب ان وجود نتنياهو “في محاكمة على لا شيء” يؤخر عودة المخطوفين. هذا ادعاء الذي حتى درايفوس خاصتنا لم يتجرأ على قوله حتى الآن، لأنه يبدو ايضا ان لصهيونيته حدود. بالعكس، هو يتفاخر مرة تلو الاخرى “أنا قمت باعادة هذا العدد أو ذاك من المخطوفين” (205 في الاحصاء الاخير، 148 منهم على قيد الحياة).

ربط المخطوفين والحرب في غزة، التي جبت أمس القتيل العشرين منذ بداية الشهر الحالي، بالمحاكمة، هذه بهارات ترامبية. اتباع رئيس الحكومة سارعوا الى استغلاله. حملة السم تعززت بادعاء آخر وهو ان الدولة العميقة هي المذنبة في ان الخمسين مخطوف لم تتم اعادتهم حتى الآن. نتنياهو لم يتأخر في القفز على العربة. في الفيلم الذي تم تصويره في مقر الشباك في المنطقة الجنوبية (كيف لا يخجل من ان يذهب الى هناك بعد كل القذارة التي القاها على هذا الجهاز)، وضع هدف اعادة المخطوفين على سلم الاولويات، وهذا يتساوق مع نص ترامب. البيبيون دخلوا في غيبوبة: لماذا استقبل تدخل الرئيس الامريكي جو بايدن ضد الانقلاب النظامي بالمباركة في اليسار، في حين أن ترامب يحظى بمعاملة مختلفة.

ادارة بايدن نظرت بقلق الى تحطم المجتمع الاسرائيلي، والاضرار الكبير بـ “القيم المشتركة” الموجودة في اساس الحلف القوي بين الدولتين، واضعاف الردع الامني وتآكل اسس الاقتصاد ومكانة اسرائيل الدولة. امام انظار جو بايدن كان هناك الخطر الذي سيحدثه الانقلاب النظامي لامن اسرائيل، كما حذر الاحتجاج وكل من له عيون في رأسه.

الرئيس الصهيوني الاخير” تجند لانقاذ اسرائيل من التفكك. ترامب في المقابل، تم تجنيده لانقاذ بيبي من التفكك على منصة الشهادات. هكذا يفضل أن يتوقف من دخلوا في حالة غيبوبة في الاستوديوهات عن محاولة تزوير تشابه اعوج آخر. وهم بالمناسبة نفس الاشخاص الذين يسمون ارهاب المستوطنين الذي بدأ يرفع رأسه في الضفة بالقاب مخففة خلافا للقانون، ويطالبون بالتحقيق مع جنود الجيش الاسرائيلي الذين اطلقوا النار دفاعا عن النفس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى