ترجمات عبرية

هآرتس: عملية الكوماندو في سوريا تعبر عن نقل مركز ثقل الحرب الى الشمال

هآرتس 13/9/2024، عاموس هرئيلعملية الكوماندو في سوريا تعبر عن نقل مركز ثقل الحرب الى الشمال

الطائرة المروحية من نوع “بلاك هوك” التي تحطمت في رفح أول أمس بعد منتصف الليل هي الطائرة الثانية المأهولة التي يفقدها سلاح الجو منذ بداية الحرب. في 7 تشرين الاول اصيبت مروحية من نوع “يسعور” بصاروخ مضاد للدبابات وهي على الارض، بعد بضع دقائق على نزول قوة المظليين منها، التي جاءت للانقاذ في كيبوتس عالوميم في غلاف غزة.

في الحالة السابقة لم تكن اصابات بفضل جرأة طاقم المروحية. النار بالفعل اشتعلت بطائرة “يسعور” القديمة واحترقت بالكامل في غضون دقائق. ولكن جميع الجنود تم انقاذهم.

الظروف في هذه المرة كانت اكثر صعوبة. فالمروحية استدعيت الى جنوب القطاع لانقاذ جندي من لواء جفعاتي، اصيب اصابة بالغة بنار قناص. عندما كانت المروحية في مرحلة الهبوط حدث خلل، لم تتبين اسبابه حتى الآن نهائيا. الطائرة تحطمت، قتل اثنان من الجنود الذين كانوا فيها واصيب ستة آخرين، القتلى وبعض المصابين هم من وحدة الانقاذ 669. قائدة المروحية ونائب الطيار اصيبا اصابة بالغة. القائدة انقذت من بين بقايا الطائرة بعد جهد كبير لقوات جفعاتي في الميدان. وتم انقاذ ايضا جندي من جفعاتي الذي من اجله تم استدعاء الطائرة. في سلاح الجو يقومون بفحص توجهين اساسيين للتحقيق، خلل فني أو خطأ انساني. امكانية الاصابة بنار العدو تم استبعادها في هذه الاثناء.

منذ بداية الحرب تم استكمال بنجاح انقاذ حوالي 1800 جندي مصاب من القطاع جوا. هذه هي المرة الاولى التي يتشوش فيها الانقاذ من ميدان المعركة بشكل صعب جدا منذ بداية الحرب. ومثلما نشر هنا في السابق فان العلاج الذي يحصل عليه الجنود هو نقطة ضوء في هذه الحرب. سلاح الطب وسلاح الجو قاما ببلورة طريقة عمل متقدمة، تسمح للجيش الاسرائيلي باستغلال بشكل جيد “الساعة الذهبية” وجلب المصابين الى المستشفى خلال ساعة وبذلك زيادة فرصة انقاذ حياتهم. الاخلاء السريع مرهون بالمخاطرة حيث أنه في حالات كثيرة الطائرة تصل الى مدرج ارتجالي في اراضي القطاع. بروتوكول العملية يبقي على الاغلب الطائرة على الارض اقل من دقيقة، وبذلك يقلل المخاطرة باصابتها بنار الفلسطينيين.

سلاح الجو الذي تعرض للانتقاد في فترة احتجاج جنود الاحتياط ضد الانقلاب، يبذل الجهود الكبيرة لضمان انقاذ الارواح. في هذه المرة الثمن الذي تم دفعه كان باهظا. بشكل تقليدي، اسقاط طائرة يكون له تأثير كبير على معنويات الاسرائيليين، رغم الخسارة الكبيرة نسبيا التي سجلت في القتال في احداث مختلفة. اذا تطورت حرب شاملة في لبنان فان القوات الجوية ستجد صعوبة في تحقيق توازن مشابه في عمليات الانقاذ من خط المواجهة، تحت نيران حزب الله. ان تهديد مضادات الطائرات ومضادات اللدروع على الطائرات من قبل حزب الله اكبر بكثير من تهديد حماس الحالي في قطاع غزة.

سقوط المروحية يثير على الفور الرابط بين فيلم (وكتاب) “بلاك هوك داون”، الذي يوثق قضية حقيقية كانت في منتصب التسعينيات. قوة امريكية كانت تعمل في مقديشو، عاصمة الصومال، واجهت النار من الارض لمقاتلي تنظيم محلي، وتم اسقاط مروحية. جهود الانقاذ تعقدت وشملت قتال كان فيه عدد كبير من الاصابات لساعات كثيرة، في منطقة مأهولة ومكتظة وخطيرة جدا. المقارنة بين الحادثين مغرية، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد أي تشابه كبير. على الاغلب سيطرة الجيش الاسرائيلي على مناطق صغيرة في القطاع افضل، وقوة المقاومة العسكرية التي تظهرها حماس الآن محدودة جدا.

وزير الدفاع يوآف غالنت قال في هذا الاسبوع للمراسلين الاجانب بأن حماس كمنظمة عسكرية، تم تفكيكها فعليا على يد الجيش. هذا تقدير متفائل تقف في مركزة محاولة غالنت وجهات رفيعة في الجيش الاسرائيلي اقناع رئيس الحكومة نتنياهو بانهاء المرحلة الكثيفة من القتال في القطاع، والعمل على عقد صفقة تبادل تشمل الانسحاب من اغلبية المناطق. ولكن هذا التقدير غير بعيد عن الحقيقة. غالنت طرح وثيقة تم استغلالها، ابلغ فيها قائد لواء خانيونس في حماس رافع سلامة، الذي قتل بعد ذلك، عن فقدان جزء كبير من قدرة المنظمة في قطاعه (بشكل مؤسف تبين بعد ذلك أن وزير الدفاع اظهر امام العدسات جزء مختلف من الوثيقة الذي يناقش شروط المفاوضات. هذا فقط تفكير مشوش. ولكن أليس من الجدير أن يكون بجانب الوزير شخص يعرف اللغة العربية؟).

الخطر طوال الوقت هو أن تنجح حماس في تجديد بالتدريج جزء من قدراتها العسكرية وتعود لزيادة الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي، وخلال ذلك التسبب بالمزيد من الخسائر. في نفس الوقت يتبلور في اجزاء من القطاع وضع يشبه الصومال: حكم مركزي ضعيف جدا، ازدياد العصابات التي تحارب بعضها البعض حول امتلاك وبيع المساعدات الانسانية، عنف داخلي متزايد وحالات نهب كثيرة. كلما ضعف حكم حماس المركزي (الهدف الشرعي الذي وضعته اسرائيل لنفسها في الحرب) كلما ازدادت المخاطرة بسيطرة الفوضى في القطاع التي يمكن أن تجذب اليها اسرائيل لفترة طويلة. هذا يمكن أن يحدث في ظل غياب خطة بديلة لتأسيس في القطاع نظام فلسطيني بديل، الذي ربما يمكن معه اجراء درجة من التنسيق الامني والسياسي. احتمالية حدوث هذا السيناريو الايجابي ضعيفة، وحتى أن اسرائيل لا تحاول ذلك.

الاستماع الى تصريحات نتنياهو الاخيرة تدل على أنه لا يعمل على الحسم، بل اطالة الوقت. محرر “هآرتس” الوف بن كتب في هذا الاسبوع بأن رئيس الحكومة يستعد للمرحلة القادمة في الحرب، ضم شمال القطاع وطرد السكان من هناك واستئناف الاستيطان. كل هذه جرائم حرب من منظار القانون الدولي، حتى لو لم تتحقق الاجراءات التي يتم فحصها الآن ضد نتنياهو وآخرين في لاهاي، فان خطوات كهذه بالتأكيد ستأخذه الى هناك.

من الجدير عدم تجاهل وزن القوى المضادة، بما في ذلك الرفض المحتمل في داخل الجيش الذي يمكن أن يشوش هذه العملية. ايضا ادارة ديمقراطية في الولايات المتحدة اذا فازت كمالا هاريس في الانتخابات في تشرين الثاني يمكن أن توقف نوايا رئيس الحكومة. نتنياهو، الذي هو في مرحلة متأخرة من حياته السياسية، هو في المقام الاول يريد التمسك بالحكم والتملص من عقوبة الاعتقال. ربما هو يسعى الى الاهداف التي اشار اليها محرر “هآرتس”؛ ولكن مشكوك فيه أن يصل اليها. في المكان الذي فيه الوف بن يرى شخص مصمم ولديه خطة رئيسية، أنا اشك في أننا ننظر الى زعيم ضعيف وخائف، ويجري نضال بدون كوابح من اجل الحفاظ على قوته السياسية. صعوبة المعارضة مختلفة: كيف يمكن ترجمة الطاقة الغاضبة التي ثارت في الفترة الاخيرة في الشوارع ازاء قتل المخطوفين الستة في رفح الى عملية سياسية ناجعة؟ في هذه الاثناء الانطباع هو أنه لا يوجد لدى أي من رؤساء الاحزاب أي فكرة.

احباط وجمود

        ازمة التسليح مع الولايات المتحدة ما زالت بعيدة عن الحل. الأمل بحدوث اختراقة في القريب تبين أنه سابق لاوانه. في شهر أيار الماضي اوقف الرئيس جو بايدن ارسالية سلاح لاسرائيل شملت قنابل دقيقة، بعضها ثقيل الوزن، لسلاح الجو. هذا كان على خلفية معارضة الادارة الامريكية لدخول الجيش الى رفح. نتنياهو صمم والجيش الاسرائيلي قام باحتلال محور فيلادلفينا ومعظم المناطق في المدينة. بأثر رجعي فان عدد المدنيين الذين قتلوا كان اقل بكثير مما توقع الامريكيون.

منذ ذلك الحين بايدن قام بتليين موقفه قليلا وسمح بتصدير نصف الكمية، لكنها ما زال يعيق النصف الثاني الذي يشمل قنابل بوزن طن لكل قنبلة. الامريكيون ما زالوا يرسلون اشارات بأنه مطلوب تقديم بادرة حسن نية من قبل اسرائيل بشكل علني من اجل تحرير الخنق. هذا الخنق المروري اكبر مما يعتقدون لأن العملية العلنية للرئيس ادت الى تعويق المصادقة على صفقات اخرى ما زالت عالقة في الانبوب، ومرهونة بمستوى الجهد والالتزام الذي سيظهره الموظفون في البنتاغون وفي وزارة الخارجية.

  اثناء الزيارة في واشنطن ظهر الشعور بالقلق المتزايد فيما يتعلق بالازمات في الشرق الاوسط. جمود مطلق في المحادثات حول صفقة التبادل والفهم المتزايد بأن نتنياهو يصعب على أي تقدم في كل قناة، حتى الانتخابات الرئاسية في امريكا. بشكل مفاجيء قليلا بالنسبة للمشاركين الاسرائيليين في الحوار فان جهات رفيعة في الادارة الامريكية لا تشعر بأنه بقي في يدها اداة ضغط ناجعة.

المناظرة بين هاريس وترامب انتهت حسب معظم المحللين بفوز هاريس، على الاقل بالنقاط. القرار البارد والوحشي لكبار الحزب الديمقراطي التخلي عن بايدن العجوز بعد الفشل في المناظرة الاولى، يبدو أنه عملية حكيمة تبقي لهم حتى الآن احتمالية للفوز في تشرين الثاني. الفجوة في العمر، تقريبا عقدين لصالح هاريس، كانت واضحة في المواجهة، حيث ظهر ترامب وكأنه عم غير متوازن يصرخ في اذن المقربين منه حول مائدة العيد اثناء تناول وجبة عائلية. هذا لا يعني أنه لن يفوز في تشرين الثاني. اذا كان هناك أمر واحد كان يجب أن نتعلمه منذ فترة طويلة هو أنه لا ينبغي التقليل من شأن الرئيس السابق والحب غير المشروط الذي يثيره في نصف الناخبين الامريكيين تقريبا.

في المقطع القصير في المناظرة الذي خصص لاسرائيل كرر ترامب الادعاء بأن اسرائيل ستختفي بعد سنتين تحت رئاسة هاريس. أي أنه عزز صورة اسرائيل كدولة ضعيفة تحت الرعاية، وتعتمد بالكامل على الولايات المتحدة. هاريس حفظت وسمعت صفحة الرسائل الحزبية بخصوص اسرائيل، لكنها كالعادة كان ينقصها الدفء البايدني الذي يظهر في كل تصريح للرئيس الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى