ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – في هجومه على نتنياهو بينيت يلمح بأن اسرائيل غير جاهزة للوضع الجديد حيال ايران

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 15/7/2021

عندما دخل بينيت الى مكتب رئيس الحكومة وجد عدد غير قليل من المجالات التي اهملتها الحكومة السابقة، وعلى رأسها العلاقات مع الولايات المتحدة على خلفية التهديد النووي الايراني. والشرخ مع ادارة بايدن أضر بمكانة اسرائيل، وحتى أضر باظهار قوتها امام دول المنطقة “.

بعد مرور اكثر من شهر على أداء الحكومة الجديدة لليمين يبدو أن المناكفات بين الائتلاف والمعارضة تهم اعضاء الكنيست المشاركين فيها اكثر من الجمهور الواسع. خروج بنيامين نتنياهو من المنزل في بلفور قلل بشكل كبير قوة الدراما اليومية. وقد بقي له بالاساس تبادل الاتهامات مع وريثه نفتالي بينيت. نتنياهو يشعل هذه المناكفات يوميا تقريبا في ظل غياب مصدر آخر للدراما. ولكن في هذه الاثناء هو بصعوبة ينجح في اثارة من يجلسون على المقاعد الخلفية في قائمة الليكود.

الخط الجديد لرئيس المعارضة يقول إن وريثه نجح في أن يدمر في شهر كل ما نتنياهو نفسه قام ببنائه بجهد كبير خلال 12 سنة. اول أمس هاجم نتنياهو بينيت على الدفء في العلاقات مع الاردن، واضاف اتهام لا اساس له وكأن بينيت يعطي المزيد من المياه كهدية للاردن، في حين أن الملك عبد الله “يعطي النفط لايران”. عمليا، الاردن يدفع عن حصة المياه الاخرى، وهي نفس الحصة التي نتنياهو، مثلما نشر في آذار الماضي في “هآرتس”، حرمه منها بسبب الغضب على امور صغيرة بعد اعاقة المملكة للرحلة الجوية التي خطط لها الى اتحاد الامارات عشية الانتخابات الاخيرة. وبخصوص النفط فان ايران غير محتاجة للنفط من الاردن، وللحقيقة، الحديث يدور عنوضع انبوب يصدر النفط من ايران عبر العراق والاردن، وهو الامر الذي يتم بحثه منذ سنوات كثيرة.

أمس نشر الليكود “قائمة اخفاقات لحكومة بينيت – لبيد”، وهي تشمل الى جانب عودة الكورونا (التي ارتفعت في دول غربية كثيرة بسبب تفشي سلاسة دلتا)، تشمل الادعاء المدهش حول تأجيل تمرير الميزانية، بعد أن شوش نتنياهو كرئيس للحكومة تمرير الميزانية طوال سنة وبهذا فجر الشراكة مع بني غانتس. ولكن الادعاء الاكثر شدة نشر أمس في صحيفة “اسرائيل اليوم”. ففي مقال حظي بالعنوان الرئيسي قال نتنياهو إن “الساحة الايرانية تم التخلي عنها. الايرانيون يسرعون نحو القنبلة والحكومة تصمت”.

بينيت اجاب بشدة نسبية، لكن ليس بالتفصيل. “كرئيس للحكومة”، قال في مؤتمر صحفي بعد الظهر، “أنت تتطلع على معلومات لم تعرفها من قبل. وما قلته هو صحيح بالنسبة لايران. توجد فجوة كبيرة بين الخطاب العالي وبين الاهمال الذي كان”. هجوم بينيت تطرق بالتلميح الى الضجة التي خلفتها الحكومة السابقة في الادارة الجارية للدولة. وبشكل خاص هو موجه الى عدة مجالات استراتيجية مهمة، على رأسها العلاقات مع الولايات المتحدة، على خلفية مواجهة التهديد النووي الايراني. وتجلى هذا ايضا في سلوك نتنياهو المحموم والمعيب في ذروة ازمة الكورونا عشية وصول اللقاحات الى اسرائيل في كانون الاول الماضي (احضار اللقاحات نفسها، وبالتحديد تعامله بشكل جيد معها).

في سنواته الاخيرة في الحكم أدخل نتنياهو تغييرات على اسلوب الحكم. الحكومة انتقلت الى ادارة مركزية دون تقديم تقرير للجمهور، ومن خلال اخفاء ممنهج للمعلومات عن شركائه في الائتلاف، وزير الدفاع غانتس ووزير الخارجية في حينه غابي اشكنازي. عمل الطاقم تم التخلي عنه تقريبا بشكل عام، ونتنياهو عالج لوحده تماما الاحداث المختلفة، بدء من الكورونا وحتى الاتفاقات مع الامارات. ليس فقط تم اخفاء المعلومات عن السياسيين، ايضا المستوى المهني في الجيش الذي لم يتم ابلاغه أولا بأول عندما سافر الى السعودية أو عندما صادق للامريكيين بشكل غير مباشر على بيع طائرات “اف 35” لدولة الامارات.

لكن المسألة الاكثر اهمية تتعلق بالعلاقات مع واشنطن، والتي تمت ادارتها بشكل حصري من قبل نتنياهو وسفيره هناك، رون ديرمر. في علاقته الوثيقة مع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وبتدخله الفظ في السياسة الامريكية، نجح نتنياهو في خلق اغتراب عميق تجاهه في الحزب الديمقراطي، الامر الذي لاحقه في بداية فترة ادارة بايدن. ومؤخرا اضاف ضغث على إبالة عندما منع رؤساء جهاز الامن من أن يعرضوا على الامريكيين تحفظات على عودتهم المتوقعة للاتفاق النووي بذريعة أن مناقشة التفاصيل هي مثل الموافقة على الخطة. وحتى قبل ذلك، نتنياهو هو الذي دفع ترامب للانسحاب من الاتفاق، لكن استراتيجيتهما فشلت. فايران لم تتراجع تحت ضغط العقوبات الامريكية، بل بالذات سرعت وتيرة تخصيب اليورانيوم. اسرائيل وجدت نفسها غير مستعدة للوضع الجديد والخطير الذي تولد.

توجد لنتنياهو تجربة سياسية وامنية كبيرة. وعلى الاغلب في فترة ولايته الطويلة جدا وجه السفينة بحذر ومسؤولية. وزراء وخصوم، من بينهم احيانا كان بينيت نفسه، أثنوا اكثر من مرة على تقييماته وهدوئه الذي اظهره في معالجة الازمات. ولكن في السنوات الاخيرة في هذا المنصب، خلق نتنياهو ايضا حوله بلاط بيزنطي وأسكت الانتقاد وقلل من مكانة المهنيين، عندما لم يتفق هؤلاء معه. تجاه الخارج عمل المتحدثون باسمه وابواقه على تمجيد مفرط لانجازاته. كل قوة اسرائيل، هذا ما قيل لنا، تعتمد على الحكمة غير المحدودة للزعيم الذي هو ببساطة لا يستطيع أن يخطيء.

بينيت دخل الى المكتب ووجد واقع مختلف كليا عن الذي تم وصفه، مع القليل من العفن وخيوط العنكبوت في الزوايا. عدد من خطوات نتنياهو، بالاساس الشرخ مع ادارة بايدن (التي سعى الطرفان الى طمسها) اضر بمكانة اسرائيل، حتى في اظهار قوتها امام دول المنطقة.

رئيس الحكومة الجديد احضر معه حقا مناخ اكثر موضوعية في سلوكه امام الجيش الاسرائيلي والوزارات الحكومية. ولكن يجب الاعتراف بأنه حتى الآن واجه فقط بقايا العبوات الناسفة التي وضعها نتنياهو في طريقه مثل بؤرة افيتار الاستيطانية ومسيرة الاعلام، ولم يتعامل مع ازمات حقيقية، التي ستأتي لاحقا بالتأكيد. بينيت سيضطر الى توجيهها من خلال حكومة الاطراف التي يترأسها، وهي الحكومة، للمفارقة، التي الصمغ الاساسي الذي يوحد الاعضاء فيها هو الخوف من عودة نتنياهو الى الحكم.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى