هآرتس: ايدي يعلون ملطخة بدماء الاحتلال مع ذلك، الآن سيتم العفو عنه جزئيا
هآرتس 5/12/2024، جدعون ليفي: ايدي يعلون ملطخة بدماء الاحتلال مع ذلك، الآن سيتم العفو عنه جزئيا
كراهية بنيامين نتنياهو وصلت الى رقم قياسي. فهي تخرج الناس عن اطوارهم، يوجد لها تأثير كيميائي، تحول الأشخاص الذين كانوا مسؤولين عن جرائم حرب الى مقاتلين ضدها. يجب مباركتها، مهما كان دافعها. كل من يكتشف فجأة حقيقة ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، ويتجرأ على الصراخ بذلك علنا، فانه يساهم بشكل كبير في النضال اليائس ضد الابرتهايد والاحتلال.
موشيه يعلون أيضا يجب مدح أقواله حول التطهير العرقي في شمال القطاع. رئيس اركان ووزير دفاع سابق، ومن الصقور المتشددين، يتحدث عن التطهير العرقي، هذا شيء ملفت ومثير. يصعب تجاهل أقواله واعتباره خائن لإسرائيل، لكن ماكنة السم فعلت ذلك بيعلون. في إسرائيل لا نحتاج حتى اليها. فرئيس الدولة أيضا، اسحق هرتسوغ، ورئيس المعارضة، يئير لبيد، تم استدعاءهما للقول بأنه لا يوجد ترانسفير. وماذا عندما يقال تطهير عرقي؟. مئات آلاف الأشخاص يسيرون في قوافل لانهائية من النازحين، وزراء الحكومة يعلنون أنهم لن يعودوا في أي يوم الى بيوتهم التي تم تدميرها أصلا بشكل ممنهج – لكن لا يوجد تطهير عرقي. الدماء هي مياه، وغبار الأنقاض هو عاصفة رمال.
يعلون الشجاع للحظة – سواء بسبب أنه لا يوجد ما يخسره سياسيا أو بسبب أن كراهية نتنياهو أخرجته عن اطواره أو لأنه حقا مصاب بالصدمة مما يحدث في غزة – سار فقط نصف الطريق.
أول أمس سارع الى التوضيح بأنه لم يتهم الجيش بالتطهير العرقي، بل اتهم فقط بن غفير وسموتريتش ودانييلا فايس. الترانسفير يعود اليهم وليس للجيش الإسرائيلي. وحتى أنه كتب: “يحق للحكومة تقرير اخلاء غزة من العرب وتوطين اليهود في القطاع”. يعلون بقي الولد القديم الذي لم يغير قيمه. الحكومة لها الحق في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
هكذا يكون الامر عندما ترتكز حياته المهنية على ارتكاب جرائم الحرب ومخالفة للقانون الدولي. من كان قائد فرقة يهودا والسامرة وقائد المنطقة الوسطى وتولى مناصب هدفها الحفاظ على الاحتلال وصيانته، الذي هو جريمة في أساسه، وبعد ذلك تولى منصب رئيس الأركان ومنصب ووزير الدفاع لجيش الاحتلال، لا يمكنه التحرر من ماضيه حتى عندما يتجرأ على القول بأن “الجيش الإسرائيلي ليس الجيش الأكثر أخلاقية الآن”. فجأة الجيش الإسرائيلي هبط في تصنيف يعلون الأخلاقي. حتى الآن الجيش الإسرائيلي كان الأكثر أخلاقية، لكن سموتريتش وبن غفير جاءا وقاما بتغييره. كم هذا مخجل.
في العام 2015، عندما كان يعلون وزير الدفاع، قام بمنع نشاطات منظمة “نحطم الصمت” في الجيش. بأمر منه تم حظر اطلاع الجنود على شهادات الجنود حول جرائم الحرب. من هناك وحتى التطهير العرقي المسافة قصيرة. يعلون، الذي اعترف بأنه يوجد تطهير عرقي، يلصق التهمة باليمين المتطرف. لا، يا بوغي، الجيش غير بريء.
السموتريتشيون يدفعون، لكن الجيش هو الذي ينفذ بفرح وبدون تردد أو احتجاج الأوامر التي يرفرف عليها علم اسود. ليس اليوم أو أمس، بل أيضا تحت قيادتك في عملية “السور الواقي”، وقبل ذلك وبعد ذلك أيضا. صحيح أن حجم الجرائم في هذه المرة مختلف وغير مسبوق، على الأقل منذ النكبة الأولى، لكن ليس جوهر الاخلاق الذي أساسه “مسموح لنا فعل كل شيء ضد الفلسطينيين”. يعلون فعل ضدهم كل شيء، حتى بدون سموتريتش، والجيش فعل ضدهم كل شيء قبل سموتريتش وحتى قبل نتنياهو.
الآن لا يمكن ادعاء الفصل في الذنب والمسؤولية بين الجيش والمستوى السياسي. هذا هو ملجأ اشخاص مثل يعلون من اجل الكذب على أنفسهم وعلى الآخرين. عندما يقوم الجنود بالتنكيل بشكل روتيني بالسكان الفلسطينيين الأبرياء في الخليل مثلما تم كشف ذلك أول أمس في تقرير “بتسيلم”، وقادة الجيش يسمحون بذلك، فان كل الجيش يتحمل المسؤولية، وليس فقط سموتريتش. ولكن من ينفذ الترانسفير الذي كشف عنه يعلون؟ جنود الجيش الإسرائيلي.
اعترف وذهب، وتم الغفران له. يعلون اعترف قليلا وغادر الى حد ما – لذلك، سيتم الغفران له جزئيا. أيدي يعلون ستبقى ملطخة بدماء الاحتلال، إلا اذا كانت لديه الشجاعة للادراك بأنه لا شيء بدأ مع سموتريتش.