هآرتس: القوى العظمى تفهم بأن إسرائيل ستهاجم لبنان لكنها تحاول منع التدهور الى حرب إقليمية
هآرتس 30/7/2024، عاموس هرئيل: القوى العظمى تفهم بأن إسرائيل ستهاجم لبنان لكنها تحاول منع التدهور الى حرب إقليمية
مثلما حدث بعد هجومين سابقين، ليلة الصواريخ والمسيرات من ايران في شهر نيسان واطلاق المسيرة من اليمن نحو تل ابيب في الشهر الحالي، فان اسرائيل تتخبط في الايام الاخيرة فيما يتعلق بطبيعة الرد المطلوب على هجوم حزب الله الاخير، اطلاق الصاروخ القاتل على الجولان الذي قتل بسببه 12 طفل وفتى في مجدل شمس في يوم السبت. الرد يتوقع أن يأتي بسرعة وقوته والطريقة التي سيرد بها حزب الله هي التي ستملي طبيعة المواجهة في الفترة القريبة القادمة.
في هذه الاثناء الولايات المتحدة وفرنسا ودول اخرى تبذل الجهود في محاولة لاقناع اسرائيل باختيار رد محسوب وتجنب اشتعال حرب اقليمية. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اثناء زيارته في ساحة الكارثة في الجولان قال “الرد قادم وسيكون قاسيا”.
في المرات السابقة ترددت اسرائيل حول طبيعة الرد، وفي النهاية اختارت اسلوب وسط، الذي في كل مرة تم تفسيره بشكل مختلف. حسب منشورات اجنبية فانه في شهر نيسان هاجمت اسرائيل من مسافة بعيدة عنصر حيوي في منظومة الدفاع الجوي “اس 300” من انتاج روسيا، التي حسب التقارير هي جزء من الدفاع حول المشروع النووي الايراني. في هذا الشهر تم قصف خزانات وقود ومنشآت في ميناء الحديدة في اليمن ردا على اطلاق المسيرة التي قتل بسببها مواطن اسرائيلي.
الرد على ايران وجه اليه الانتقاد بذريعة أنه كان معتدل نسبيا. الهجوم في اليمين وصف في وسائل الاعلام في البلاد كعمل مناسب ردا على هجوم الحوثيين. في نهاية المطاف فان نفس المعضلة واجهت متخذي القرارات في اسرائيل في جميع المرات: كيف يمكن جباية ثمن باهظ بما فيه الكفاية من العدو بدون فتح جبهة بقوة كبيرة، تحرف الانظار عن القتال ضد حماس في قطاع غزة، الذي تصمم حكومة نتنياهو على الاستمرار فيه؟
هذا هو التخبط الموجود على الاجندة في هذه المرة ايضا. في الحقيقة الكابنت الامني تم عقده لمناقشة ذلك، لكن عمليا الحديث يدور عن جسم ليس له وزن. القرارات الحقيقية تم تركها لرئيس الحكومة ووزير الدفاع والهيئة المقلصة من رؤساء جهاز الامن. الكابنت اعطاهم التفوض بذريعة أنه بهذه الطريقة يمكن الحفاظ على سرية العملية. وحتى الآن فان حدود الاحتمالات واضحة جدا. حسب منشورات اجنبية فان جميع الاطراف تعرف أن اسرائيل سترد. الدول العظمى في الغرب تريد اقتصار الهجوم على اهداف عسكرية معينة، وأن لا يتوسع ويصل الى جولات طويلة للقصف وأن لا يشمل بيروت. ولم يتم نشر اذا كانت اسرائيل قد استجابت لذلك.
في هذه الاثناء جهات رفيعة في لبنان اصدرت تصريحات تدل على الخوف في حكومة لبنان وفي اوساط الطوائف المختلفة في الدولة، من أن الشيعة وحزب الله يورطونهم في حرب شاملة ومدمرة مع اسرائيل. وزير خارجية لبنان قال أمس بأنه يمكن التوصل الى تفاهمات تبعد رجال حزب الله الى شمال نهر الليطاني اذا امتنعت اسرائيل عن الهجوم. مستوى التأثير الحقيقي لحكومة لبنان على اعتبارات حزب الله يبدو أنه معدوم.
في صحيفة “الاخبار” المقربة من حزب الله نشر أمس بأن الولايات المتحدة وفرنسا تضغط على القادة في لبنان الذين ينقلون الرسائل لقيادة حزب الله بالتعهد بعدم الرد على عملية اسرائيل، وهكذا تنتهي جولة اللكمات الثقيلة التي نبعت عن اطلاق الصاروخ والقتل في هضبة الجولان. في التقرير كتب أنهم في حزب الله رفضوا التعهد بذلك وقالوا بأنهم سيختارون الرد المناسب وفقا لهجوم اسرائيل.
أمس بعد الظهر نشر في وكالة الأنباء “اسوشييدت برس” نبأ مقلق من لبنان. فقد جاء أن حزب الله بدأ في تحريك الصواريخ الدقيقة استعدادا للحرب مع اسرائيل، استمرارا للرد المتوقع من الجيش الاسرائيلي على اطلاق النار نحو هضبة الجولان. ربما تكون هذه اشارة استهدفت حتى الآن الردع ضد هجوم شديد لاسرائيل. حتى الآن من الواضح أن الطرفين يقفان على شفا الهاوية ويمكن أن ينزلقا فيها بسرعة.
ايضا الفوضى التي تحدث في الجبهة الداخلية في اسرائيل غير مشجعة. عندما اعضاء كنيست يقودون رعاع لاقتحام قاعدة عسكرية، تستخدم كمنشأة اعتقال للفلسطينيين، فان هذه اشارة على تفكك القانون والنظام في الدولة. هذه تطورات تشير الى ضعف داخلي، ومن شأنها بالذات تشجيع حزب الله على التمسك بمنحى التحدي.