هآرتس: الرهان ينجح حاليا وعلينا الان أن ننسحب في الوقت المناسب

هآرتس 18/6/2025، رفيت هيخت: الرهان ينجح حاليا وعلينا الان أن ننسحب في الوقت المناسب
في الواقع من السابق لاوانه تحديد ذلك، لكن يمكن بالفعل التقدير بحذر كبير ان رهان بنيامين نتنياهو الكبير قد نجح. علامات استفهام كثيرة ما زالت موجودة في الهواء، على رأسها درجة استعداد دونالد ترامب للانضمام الى الهجوم ضد ايران، “ووضع القدم التي تنهي”، الضرورية للمس الشديد بالمشروع النووي الايراني، الهدف الاصلي للعملية. لكن سواء بالدبلوماسية أو بعملية عسكرية امريكية، فان فرصة اضعاف المشروع النووي الايراني، والاكثر اهمية قمع مستوى العدوان الاقليمي لنظام آيات الله، ازدادت بدرجة كبيرة.
مهما كانت مبررات نتنياهو، سواء القذرة أو الدفاع على البقاء أو كلاهما معا، فان الضربة المؤلمة التي تعرضت لها الجمهورية الاسلامية الايرانية، الكيان الذي ينشر الشر والعنف والقمع والفتنة، تعتبر حدث تاريخي قد يزيل عبء ثقيل عن اسرائيل. هذا حدث يجب على كل اسرائيلي، مهما كان توجهه، مباركته. صحيح أن الاخطار كانت كبيرة، وكان هناك مجال للانتقاد، لكن عدالة هذه الخطوة لا تقل عن ذلك. عالم مع ايران خمينية ضعيفة وخاضعة هو عالم اكثر أمنا، أو على الاقل مع امكانية كامنة اكبر ليكون هكذا.
صحيح انه حتى كتابة هذه السطور فانهم في الحكومة يقدرون أنه يحتمل جدا انضمام ترامب للحرب. بالنسبة لهم من المنطقي أن يرغب في الانضمام الى جانب المنتصر بشروط فاخرة – الانضمام بعد ان قام شخص بانجاز العمل من اجله. بالنسبة لترامب ونتنياهو فان الحديث يدور عن اغلاق دائرة بعد ان غضب الرئيس الامريكي من رئيس الحكومة الذي لم يذهب معه الى عملية تصفية قاسم سليماني في 2020. ولكن سلوك ترامب لا يمكن أن يتنبأ به أحد، سواء نتنياهو أو المحللين. ربما مجرد نشر هذا التقدير هو اداة ضغط اخرى على الايرانيين قبل التفاوض معهم، مع صياغة تسوية تلطف اهانتهم.
اضافة الى الاعتراف بالانجاز الكبير في ايران، يجب التحذير من تدهور خطير نحو الغطرسة والادمان على النشوة الذي اصبح موجود الآن. محظور الذهاب بعيدا عن الهدف الاصلي والتورط في محاولة تحقيق اهداف عبثية مثل استبدال النظام بضغط من الخارج، وهو السيناريو الذي تاريخيا، بالضبط مثل اخضاع منظمة ارهابية ومنظمة عصابات على اراضيها، ستكون احتماليته ضعيفة. محظور مواصلة هذه الحرب اكثر من بضعة ايام كي لا نتورط في اخطاء هناك وفي كارثة ثقيلة هنا. محظور اهانة ودفع الايرانيين اكثر من اللازم الى عمليات يائسة انتحارية. من المهم التأكيد على هذه الامور على خلفية النشوة السائدة في اليمين، وايضا على خلفية ميل نتنياهو للقيام بامور غبية، بالذات عندما يشعر بالقوة بشكل شخصي.
يوجد خطر داخلي آخر من اليوم التالي. فنتنياهو وحكومته سيشعرون أنهم محصنين وأقوى من أي وقت مضى، وأنه يمكنهم الاندفاع الى الامام مع استمرار الانقلاب النظامي.
نتنياهو يعرف جيدا انه بدون الطيارين الذين ارسلهم بعض الوزراء الى الجحيم، وبدون جهاز الامن الذي يتهمه دائما بمؤامرة انقلابية ضده، وبدون رئيس الاركان الذي وبحق قبل العملية تعرض لانتقاد الكهانيين، وبدون رئيس الاركان السابق الذي اراد القاء عليه المسؤولية عن المذبحة، ووزير الدفاع الذي اقاله، لم يكن نتنياهو لينجح في اخراج نفسه من البئر العميقة التي تتمثل بـ 7 اكتوبر، وتسجيل الانجازات التي سجلها امام حزب الله وحماس. حتى لو ظهر أن ما نقوله ساذج، فانه من اجل الحفاظ على النجاح الذي يلوح في الافق وتثبيته فقد حان الوقت للاعتراف بالاعتماد المتبادل، ووقف المبادرة الى العداء والتشاجر.
الموضوع السائد في الساحة السياسية هو أن نتنياهو سيحقق مكاسب سياسية كثيرة. البعض يستهزئون من قادة المعارضة ويقولون بأنهم مسرورون من عجزهم عن حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات. في ظل الوضع المضطرب في السنوات الاخيرة من يتذكر أننا قبل ستة ايام كنا نتعامل مع الحاخام مغور والحاخامات الليطائيين ويولي ادلشتاين؟. يصعب التكهن كيف سيصل نتنياهو الى الانتخابات. وربما ايضا لا توجد حاجة الى ذلك. في هذه الاثناء يجب التركيز على الخروج الآمن.