هآرتس: الدولة تعمل على اقامة حي يهودي في الشيخ جراح

هآرتس 5/2/2025، نير حسون: الدولة تعمل على اقامة حي يهودي في الشيخ جراح
بلدية القدس بدأت تدفع قدما بخطة لبناء حي لليهود في الشيخ جراح في شرقي المدينة. حسب هذه الخطة فان عشرات العائلات الفلسطينية يتوقع أن يتم اخلاءها من بيوتها، وفي هذه المنطقة سيتم بناء 316 وحدة سكنية ومباني عامة. الحي يخطط لاقامته على اراضي كانت في السنوات الاخيرة في مركز صراع قانوني بين سكان الحي وجمعيات استيطانية، التي رافقتها ايضا مظاهرات ومواجهات عنيفة. السكان ومنظمات مجتمع مدني يقولون بأن هدف الخطة هو ابعاد السكان الفلسطينيين عن الحي.
خطة نحلات شمعون، كما يسمى الحي، يتم الدفع به قدما في السنتين الاخيرتين في سلطة تطوير القدس وهي سلطة رسمية تهدف الى المبادرة الى تخطيط وتشجيع نشاطات تطوير اقتصادية في القدس. على الاغلب لا تخطط لاحياء سكنية. الحي الجديد يتوقع أن يبنى في مركز حي الشيخ جراح، في المنطقة التي يسميها الفلسطينيون أم هارون، ومساحتها حوالي 17 دونم وفيها حوالي 40 مبنى وموقف كبير للسيارات ومنطقة مفتوحة.
بعض المباني في الحي هي بيوت تاريخية بنيت في نهاية القرن التاسع عشر، لذلك فان الخطة تثير ايضا اسئلة تتعلق بالحفاظ على هذه المباني، التي في الفترة الاخيرة تمت مناقشتها في لجنة الحفاظ على المدينة. ايضا الكثير من سكان الحي يعيشون الآن كمستأجرين محميين ولا يمكن اخلاءهم. ولكن المصادقة على الخطة ستمكن القيم العام من عملية الاخلاء، وربما أنه في هذه الحالة يجب على الدولة ايجاد مساكن بديلة لهم.
الارض التي سيبنى عليها الحي المخطط له تم تسجيلها في السنوات الاخيرة باسم القيم العام في وزارة العدل، المسؤول عن ادارة العقارات التي توجد خلف الخط الاخضر وهوية اصحابها غير معروفة. اجراء تسجيل الاراضي على اسم القيم في الطابو تم في اطار خطة خماسية للحكومة من اجل تقليص الفجوات في شرقي القدس. مع ذلك، سكان الحي ومنظمات مجتمع مدنية، الذين يتعاملون مع موضوع شرقي القدس والتخطيط الحضري، من بينها جمعية “بمكوم” وجمعية “عير عاميم”، يقولون منذ سنوات بأن الهدف الحقيقي للخطة الخماسية هو تهويد الاحياء العربية في شرقي المدينة. حتى الآن كان القيم العام مشارك في الدفع قدما الى اربعة احياء يهودية في شرقي المدينة. الخطة في الشيخ جراح ستكون الخامسة.
هذه الخطة تضاف الى عدة خطط لبناء يهودي، التي بدأت اسرائيل تدفع بها قدما في شرقي القدس خلف الخط الاخضر. وفي نفس الوقت مع تغير الادارة في الولايات المتحدة. في الخطط السابقة: اقامة حي كبير يشمل 9 آلاف وحدة سكنية في عطروت، وتوسيع حي يهودي قرب بيت صفافا، وخطة اخرى في الشيخ جراح لاقامة مدرسة دينية كبيرة في منطقة مفتوحة. حسب الخطة فانه سيبنى في الحي 15 مبنى جديد. في منطقة الحي التاريخية سيتم تحديد البناء بمبان تتكون من اربعة الى ستة طوابق. ولكن في المنطقة القريبة من الشارع رقم 1، هناك ايضا يمر القطار الخفيف، يتوقع اقامة مبنيين ارتفاعهما سيصل الى 30 طابق.
“خطة لثلاثين طابق في الحي من القرن التاسع عشر اضافة الى مبان احادية الطابق، هي خطة جنونية”، قالت لورا فيرتون، العضوة في مجلس بلدية القدس عن قائمة الاتحاد المقدسي.
احد سكان الحي، محمود سعو، قال: “كل العائلات هنا تناضل من اجل بيوتها. لا يسمحون لنا باجراء اصلاحات، ومحظور حتى التبييض. هذه ليست حياة”. الدكتور خليل التوفكجي، الجغرافي الفلسطيني الذي يمثل ائتلاف منظمات حقوق الانسان الفلسطينية التي تعمل في القدس، قال إن هدف الخطة هو تقسيم الحي الى شمال وجنوب. “هم يريدون اقامة المدرسة الدينية “اور سيمح” في القسم الثاني في الحي والسيطرة على كل المنطقة. الهدف في نهاية المطاف هي أن لا تكون أي امكانية لعاصمة فلسطينية في شرقي القدس”.
من سلطة تطوير القدس جاء أن “السلطة، كجزء من دورها في القانون ولكونها الذراع التنفيذية والتخطيطية لحكومة اسرائيل وبلدية القدس، تعمل على تطوير المدينة اقتصاديا، وكل ذلك بالتنسيق مع مؤسسات الدولة والبلدية. ايضا في هذه الحالة السلطة طلب منها الدفع قدما بخطة لصالح دولة اسرائيل، اقامة حي وسكني وشقق فندقية في نحلات شمعون.