ترجمات عبرية

هآرتس: الاستعراض الذي سيدفن المخطوفين

هآرتس 7/8/2024، تسفي برئيل: الاستعراض الذي سيدفن المخطوفين

أخيرا نجحنا في انتاج استعراض حقيقي. ليس شجار على مستوى الحي أو تبادل اللكمات مع عصابات. الآن توجد أمامنا حرب شاملة محتملة، “حلقة نار” أمام “حلقة نار”، التي اذا اندلعت فان من شأنها أن تعيد مجددا رسم خارطة الشرق الاوسط. فقط هناك سؤال صغير آخر، الذي ربما حتى من غير الجدير طرحه مع الأخذ في الحسبان حجم اللحظة، وهو ماذا سيحدث لمواطني دولة اسرائيل عندما تسقط آلاف الصواريخ والمسيرات وكل “الاجرام السماوية” على التجمعات السكانية، وتهدم مبان عامة وتقتل آلاف السكان.

الآن الدول تطلب من مواطنيها الخروج من لبنان، وشركات طيران تقوم بالغاء رحلاتها الى اسرائيل ولبنان. في حين أن مواطني اسرائيل، الذين سيشكلون الضرر العارض المتوقع في هذه الحرب، فان المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي ما زال يقترح عليهم عدم الذعر، وأنه فقط يجب عليهم الامتثال لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي لم تتغير بعد. بكلمات اخرى، “اشربوا الماء، كل شيء على ما يرام، الحياة كالعادة”. تنقص صياغته الباردة فقط كلمات مهدئة مثل “حزب الله مرتدع” و”ايران مرتدعة” من اجل استكمال هذه القصيدة. 

يبدو أن النظرية، التي وجهت وزير الدفاع السابق، اهود باراك الذي في العام 2011 توقع بأنه “لا توجد أي احتمالية لأن يقتل 50 ألف شخص أو 5 آلاف شخص أو حتى 500 شخص” في هجوم مضاد لايران، ما زالت سارية المفعول، رغم أنه منذ ذلك الحين اصبح في حوزة حزب الله عشرات آلاف الصواريخ الدقيقة وترسانة ايران العسكرية امتلأت بكل الانواع.

التوتر والرعب من الحرب الاقليمية ربما بدأت تثقل قليلا على الشعور بالراحة الذي جلبه لنا الانجاز الساحر، تصفية اسماعيل هنية وتصفية فؤاد شكر. وبعد قليل سنجد صعوبة في تذكر اسميهما. ولكن في المقابل حصلنا على المزيد من المكاسب، التي هي أهم بكثير من عمليات التصفية ومؤثرة أكثر من توقع الحرب. هذا سيكون الاستعراض الاضخم الذي سيخفي مرة والى الأبد موضوع المخطوفين، وسيلغي “الصفقة” المغروسة مثل حجرة في نعل الحكومة وتسبب عدم ارتياح قليل لرئيسيها. 

من الذي يفكر الآن، في الوقت الذي فيه ايران تقف على الجدار، بالخروج للتظاهر في ميدان المخطوفين؟ كم من الصبر وحب الاستطلاع بقي من اجل سماع المزيد من القصص وتجارب العائلات التي تحطم عالمها؟ وماذا عن المخلين؟ الامر محزن ومثير للغضب، ولكننا مجبرين على أن نشتري وبسرعة المزيد من المياه المعدنية لأن المنافسة الكبيرة عليها بدأت.

لكن هنا ايضا تبدأ قصة من يسمون رؤساء جهاز الامن، رئيس الموساد ورئيس الشباك ورئيس الاركان ووزير الدفاع. قبل لحظة كانوا هم آخر ابطال الاخلاق وحماة الدولة، ليس فقط من العدو في الخارج، بل بالاساس العدو في الداخل، ضد عصابة زعران ورئيسها الذين يقومون بنهب الدولة وينزعون عنها طابعها الانساني. حتى الآن هم الوحيدون الذين تجرأوا على قول الحقيقة لرئيس الحكومة، والطلب منه بأن يتوقف عن زرع العبوات الجانبية في الطريق الى صفقة التبادل. نحن نطلب منهم ايضا بأن يقولوا لنا الحقيقة، وأن يقوموا بكشف جرائم نتنياهو تجاه المخطوفين وعائلاتهم. نحن نلح عليهم ونتوسل اليهم “لا تتعاونوا”، وحتى نقترح عليهم تقديم استقالاتهم لهز الحكومة، وبالاساس هز الجمهور.

لكن ماذا حول مسؤوليتهم عما يبدو كافشال اخير للصفقة؟ هل قاموا بعرض سيناريو فيه تصفية هنية ستعطل الصفقة؟ أو أنهم انقضوا على الفرصة الاستخبارية والعملياتية وكأنهم وجدوا غنيمة كبيرة، وقالوا بصوت واحد “يجب علينا القيام بعملية التصفية”؟ هل قدروا أن هذا “الانجاز” سيدخل اسرائيل وكل المنطقة الى دوامة، وسيدخل مواطني الدولة الى خوف وجودي ويبقي المخطوفين في الانفاق المظلمة لاشهر اخرى من المعاناة؟. في نهاية المطاف هم الذين قالوا وما زالوا بأن حملة تسوية الحساب القاتلة مع حماس سيكون بالامكان استكمالها في أي وقت، حتى بعد الحرب وربما بعد سنوات. فهل هم ايضا يكذبون؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى