ترجمات عبرية

هآرتس: اسرائيل تستعد لزيادة الضغط على حزب الله لابعاده الى ما وراء نهر الليطاني

هآرتس 23/9/2024، عاموس هرئيل: اسرائيل تستعد لزيادة الضغط على حزب الله لابعاده الى ما وراء نهر الليطاني

حزب الله صعد أمس اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل وهاجم للمرة الاولى منذ 8 تشرين الاول الماضي منطقة توجد في جنوب خط حيفا – طبرية. هذه كانت رد على الهجمات الواسعة لاسرائيل في لبنان في الاسبوع الماضي. ورغم التصعيد الواضح في تبادل اللكمات إلا أنه لوحظ أمس بأن هناك جهد يبذله الطرفين للبقاء تحت مستوى الحرب الشاملة. مصادر عسكرية قالت للصحيفة بأن الحساسية في الشمال بقيت مرتفعة جدا، وحسب رأي هذه المصادر ستكون حاجة الى مواصلة الضغط الكبير على حزب الله وربما زيادته اذا كانت اسرائيل تريد أن تفرض على الحزب تنازلات تؤدي الى وقف اطلاق النار حسب الشروط التي تريدها.

اطلاق النار من قبل حزب الله بدأ بعد منتصف الليل في يوم السبت واستمر حتى الصباح. اطلاق النار وجه الى قواعد عسكرية وركز على منطقة ابعد من الحدود الشمالية، لكنه لم يتجاوز كثيرا جنوب حيفا. يبدو أن الصواريخ ثقيلة الوزن وذات المدى  المتوسط وجهت الى منشأة رفائيل وقاعدة سلاح الجو في رمات دافيد، معظمها تم اعتراضها، والخطر الاساسي كان في كريات بياليك حيث هناك تضررت منازل وسيارات كثيرة بسبب الشظايا. وردا على ذلك هاجم سلاح الجو منصات اطلاق كثيرة في ارجاء لبنان بعدة موجات طوال اليوم.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الاركان هرتسي هليفي تفاخروا أمس بانجازات الهجوم حتى الآن وهددوا حزب الله بهجمات اخرى وتعهدا بالعمل على اعادة سكان الشمال الى بيوتهم. رئيس الدولة اسحق هرتسوغ قال إن هجوم يوم الجمعة في بيروت الذي قتل فيها قائد رفيع في حزب الله، ابراهيم عقيل، اضافة الى 15 من نشطاء حماس الكبار في قوة “الرضوان” افشل لقاء تم التخطيط فيه الى “مذبحة 7 اكتوبر 2” على الحدود الشمالية. ايضا رئيس الاركان كرر اقوال بهذه الروحية.

هذه التصريحات يبدو أنه مبالغ فيها. من الواضح أن اللقاء تحت الارض في حي الضاحية في ذروة تصعيد كبير استهدف مناقشة خطط عملياتية للمس باسرائيل. من المرجح أنها وجهت للمدى الزمني الفوري، لكن هناك شك اذا كان حزب الله يستطيع الآن اخراج الى حيز التنفيذ هجوم على صيغة المذبحة في غلاف غزة، في الوقت الذي فيه الجيش الاسرائيلي مستعد بقوات معززة على طول الحدود وجهاز الاستخبارات يبذل جهود كبيرة لمتابعة خطط حزب الله. من المؤكد اكثر أن كبار قادة قوة الرضوان خططوا لعملية انتقام مقلصة ومحددة قرب الحدود.

من التصريحات العلنية لقادة حزب الله الذين بقوا على قيد الحياة، وعلى رأسهم حسن نصر الله ونائبه نعيم القاسم، الذي تحدث أمس، يتبين أن الحزب ينوي الاستمرار في القتال طالما أن اسرائيل لم تتوصل الى وقف لاطلاق النار مع حماس في قطاع غزة. مع ذلك، لا يوجد أي شك في أن حسن نصر الله غير راض عن سير الامور. سلسلة الضربات التي تكبدها الحزب في الاسبوع الاخير غير مسبوقة من حيث حجمها، وهي تضع في ضوء مختلف الميزان بين الطرفين بعد سنة على القتال تقريبا.

في 8 تشرين الاول الماضي انضم حسن نصر الله الى محاربة اسرائيل بعد تردد، لكنه قرر الاكتفاء باطلاق القذائف والصواريخ المضادة للدروع والمسيرات دون ارسال خلايا الى داخل اسرائيل. هذه كانت الطريقة للتعبير عن التماهي مع نضال الفلسطينيين وجباية ثمن من اسرائيل على أمل أن لا يتورط أكثر من اللازم. سلسلة الهجمات الاخيرة التي شملت تفجير آلاف اجهزة البيجر واجهزة الاتصال والتي أدت الى عشرات القتلى وآلاف المصابين في ارجاء لبنان، تثير بالتأكيد علامات استفهام لدى حزب الله حول سياسة حسن نصر الله. حزب الله دفع ثمنا باهظا  بسبب مساعدته لحماس، التي لم تكلف نفسها عناء ابلاغه مسبقا بقرارها مهاجمة اسرائيل. ولأن التصعيد لم ينته بعد فان الثمن ربما سيرتفع. من المرجح أن حسن نصر الله يأخذ الآن في الحسبان احتمالية أن تقوم اسرائيل بتصفيته كما فعلت لمعظم القادة الكبار في الحزب. في المقابل، اسرائيل ايضا يجب عليها أن تعرف بأن الحرب الشاملة ستؤدي الى خسائر شديدة في الجيش الاسرائيلي وفي الجبهة الداخلية. 

في هيئة الاركان ما زالوا يتوقعون ايام قاسية من القتال، على الاقل في الفترة القريبة القادمة. مصادر عسكرية تحدثت عن محاولة لتغيير قواعد اللعب للتصادم في لبنان. هي تأمل بأن القتال سينتهي بتسوية سياسية تفرض على حزب الله اخلاء اعضائه الى شمال نهر الليطاني. يمكن الافتراض بأن اسرائيل ستفضل تحقيق ذلك بدون الانجرار الى حرب شاملة. ولكن هذه الحسابات تتعلق بشكل كبير بسؤال كم هو عدد المواطنين الذين سيتضررون بسبب هذا الهجوم على جانبي الحدود. قتل عدد كبير من المدنيين، حتى لو كان بالخطأ، يمكن أن يؤدي الى اشتعال كبير. 

حتى الآن لم تضرب اسرائيل المنظومات الاستراتيجية لحزب الله ولم تحاول تدمير مخازن الصواريخ الدقيقة للمدى المتوسط والبعيد. وحسب تقارير في وسائل الاعلام العربية فقد عملت قوة كوماندو اسرائيلية في شمال سوريا في بداية الشهر الحالي، حيث قامت بتفجير هناك مصنع لانتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله. ورغم الضربات التي تلقاها مؤخرا فان حزب الله ما زال يشغل بشكل جزئي منظومات قيادته وسيطرته. اطلاق النار أمس يثبت أنه يمكنه ادارة منظومة نيران واسعة نسبيا بالتنسيق المبدئي للاهداف وحدود القاطع. 

الولايات المتحدة قررت ارسال الى المنطقة حاملة طائرات اخرى، مع قوة مهمات لسفن اخرى. حاملة الطائرات ستتركز في شرق البحر المتوسط قرب شواطيء لبنان، اضافة الى الموجودة في بحر العرب قرب شواطيء ايران. الادارة الامريكية غير راضية عن عمليات اسرائيل الاخيرة في لبنان، وهي تقلق ايضا من عدم القدرة على الدفع قدما بصفقة التبادل مع حماس. ولكن الامريكيين يستمرون في تقديم المساعدة لجهود الدفاع الاسرائيلية.

أمس قال نتنياهو في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست بأنه ما زال يحتجز في غزة 101 مخطوب اسرائيلي (نصفهم تقريبا على قيد الحياة)، وأنه يجب بذل كل ما في استطاعتنا لاعادتهم. عمليا، كما يعترفون في الادارة الامريكية، فان المحادثات عالقة كليا في هذه المرحلة. ناشط السلام المخضرم غرشون بسكين، الذي ساعد في الوساطة في صفقة شليط في 2011، قال أمس إن حماس موافقة على صفقة من نبضة واحدة، التي فيها سيتم تحرير جميع المخطوفين مقابل عدد كبير من السجناء الفلسطينيين خلال ثلاثة اسابيع. وحسب قوله فان صيغة الاقتراح الذي قدمته حماس معروفة لمكتب رئيس الحكومة ولدول الوساطة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى