هآرتس: استعداد حماس لتبكير إعادة المخطوفين يدل على أنها حصلت على مقابل

هآرتس 19/2/2025، عاموس هرئيل: استعداد حماس لتبكير إعادة المخطوفين يدل على أنها حصلت على مقابل
سيل التصريحات في اليومين الأخيرين، من الولايات المتحدة ومصر وقطر، ومن حماس، وبدرجة أقل من إسرائيل – يدل على التقدم في المفاوضات حول اطلاق سراح المخطوفين. لقد تم توحيد للنبضات، المخطوفين الستة الإسرائيليين الاحياء الذين كانوا سيتحررون في المرحلة الأولى في الصفقة سيتم اطلاق سراحهم معا في يوم السبت القادم، وليس على دفعتين في أيام سبت. أيضا إعادة جثامين المخطوفين المحتجزين في القطاع سيتم تسريعها قليلا. إضافة الى ذلك الإدارة الامريكية بدأت تبث التفاؤل حتى بخصوص إمكانية أن يتم تطبيق المرحلة الثانية في الصفقة بنجاح رغم الصعوبات الكثيرة التي تكتنفها.
مجرد استعداد حماس لتبكير تحرير المخطوفين الستة الاخياء يدل على أنها حصلت على مقابل. في هذه الاثناء الحديث يدور عن ادخال كرفانات وخيام ومعدات ثقيلة لاخلاء الأنقاض في القطاع، لكن ربما أن حماس حصلت في السر أيضا على وعود بعيدة المدى بخصوص استمرار المفاوضات.
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يحتفظ كالعادة بكل الاحتمالات مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة. وراء الكواليس نتنياهو يقول أمور مختلفة لاشخاص مختلفين. شريكه في اليمين المتطرف، الوزير سموتريتش، استنتج من المحادثات بينهما بأن الجيش الإسرائيلي سيعود في القريب الى القتال على نطاق شامل في قطاع غزة. أيضا الجيش مستعد لهذه الاحتمالية التي يمكن أن تشمل عملية برية جديدة لعدة فرق. في المقابل، الامريكيون يناقشون مع نتنياهو بجدية الانتقال الى المرحلة الثانية.
رئيس الحكومة يمكن أن يستجيب في نهاية المطاف للضغوط من واشنطن، ويحاول تعويض سموتريتش (الذي لا ينتظره شيء جيد خارج الحكومة) بخطوات ضم وتصعيد عسكري في الضفة الغربية. نتنياهو سيأمل حرف انتباه الرأي العام في أوساط مؤيديه بوعد تسريع تشريع الانقلاب النظامي.
اذا بدأ أخيرا تطبيق المرحلة الثانية فهذا لن يكون فقط بسبب الأمريكيين. رئيس الحكومة ينشغل جدا بقراءة الاستطلاعات – كل الاستطلاعات تشير الى دعم الجمهور الواسع لتنفيذ الصفقة حتى إعادة آخر المخطوفين، الاحياء والاموات. تفجير المفاوضات وإبقاء المخطوفين ليموتوا في انفاق غزة يتوقع أن تولد ردود قاسية في الرأي العام في إسرائيل، في الوقت الذي فيه شهادات العائدين من هناك تقدم للمرة الأولى للجمهور ظروف الاسر القاسية في القطاع بكامل خطرها.
ضباط الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن “الغطرسة” التي يوصف بها نتنياهو منذ عودة ترامب الى البيت الأبيض، وخاصة منذ لقاءهما في البيت الأبيض قبل أسبوعين. ترامب في الواقع هو شخص مغرور ويكثر من اطلاق التصريحات بشأن توصيات وخطط لن يتم تنفيذها، لكنه حتى الآن لم ينحرف في الولاية الحالية عن دعم إسرائيل وإظهار تعاطفه مع نتنياهو.
القنبلة التي القاها ترامب اثناء زيارة رئيس الحكومة عندما قام بطرح اقتراح التهجير الجماعي “الطوعي” للفلسطينيين من القطاع، استقبلت في المستوى السياسي بثمل مشاعر حقيقي. ولدهشة بعض الضباط فانه يتكرر في النقاشات القول بأنه تنتظرنا لحظات تأتي مرة واحدة، التي ستسمح لنا باتخاذ خطوات تاريخية مثل ابعاد الفلسطينيين من قطاع غزة. على خلفية هذه الفرصة قيل بأن أهمية انقاذ المخطوف الأخير تتضاءل.
في النقاشات الأخيرة في منتديات مختلفة طلب نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تسريع النقاشات في جهاز الامن حول تطبيق “خطة ترامب” (على فرض أن الامر لا يتعلق بفكرة فقط)، وطرح اقتراحات ملموسة للدفع قدما بالتهجير. ردا على ذلك طرحت المدعية العسكرية الرئيسية، الجنرال يفعات تومر – يروشالمي، والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا بعض التحفظات. فقد حذرتا من الحساسية القانونية الدولية التي ترافق خطوات مثل التشجيع على الهجرة. المستشارة القانونية للحكومة أوصت باجراء النقاش في منتدى مصغر، مع الاخذ في الحسبان قوانين الحرب الدولية وأن يتم بصورة جيدة تحديد قواعد المسموح والممنوع على الجيش الإسرائيلي.
وزير الخارجية جدعون ساعر (الذي اقترح في الحكومة السابقة تعيين بهراف ميارا كمستشارة قانونية للحكومة) قال في رده بأن “الهجرة هي موضوع سياسي وليس موضوع قانوني”. وأضاف بأنه واثق من أن ترامب لن يتوقف للتشاور مع رجال قانون قبل طرح اقتراحه. هذا موقف مفاجيء. فخلافا لنتنياهو لم يتم اصدار مذكرات اعتقال دولية ضد ترامب في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. من المثير للاهتمام معرفة هل سيطلبون من المستوى السياسي عندما يبدأ ضباط الجيش الإسرائيلي في التورط بسبب تطبيق سياسة ترامب، ابعاد رجال القانون عن عملية اتخاذ القرارات.
تبرير مستقبلي
الجيش الإسرائيلي استكمل أمس إعادة الانتشار في جنوب لبنان وقام بالانسحاب الى خمسة مواقع قرب الحدود من الجانب الشمالي. إسرائيل لم تعلن عن الوقت الذي ستبقى فيه هذه القوات في المواقع، التي كل موقع منها يساعد في الدفاع عن المستوطنات القريبة من الحدود. في حكومة لبنان وحزب الله ادانوا هذه الخطوة واعلنوا بأنها تخالف اتفاق وقف اطلاق النار. ولكن في هذه الاثناء يبدو أن الولايات المتحدة توفر لها الدعم وتطلب من الجيش اللبناني تشديد انفاذ القانون ضد خروقات حزب الله في جنوب نهر الليطاني قبل أن تطلب من إسرائيل الانسحاب.
إن التواجد الإسرائيلي على أراضي لبنان لا يشكل خرق للاتفاق. هو سيوفر لحزب الله الذريعة للقيام مستقبلا بالاحتكاك العسكري في الجنوب بذريعة أن سيادة لبنان تم اختراقها. ولكن في الحكومة وفي الجيش يقدرون أنه في هذه الاثناء حزب الله ينشغل بالأساس بإصلاح الاضرار التي وقعت اثناء الحرب، لذلك، هو غير متحمس لاشعال الحدود من جديد.
قيادة حزب الله، بدعم من ايران، تراجعت في تشرين الثاني الماضي عن الوعد بمواصلة القتال في لبنان طالما أنه لم يتم التوصل الى تسوية في غزة. عمليا، وقف اطلاق النار في لبنان دخل الى حيز التنفيذ قبل وقف اطلاق النار في غزة بشهرين تقريبا. ولكن طوال الوقت سيكون من الصعب الحفاظ على الوضع الراهن لفترة طويلة، أيضا توجد لإسرائيل مصلحة في استقرار النظام الجديد في لبنان الذي يظهر علامات الاستقلالية بالنسبة لإيران ويحاول الوفاء بتعهداته للغرب.
نجاح الجيش الإسرائيلي في الحرب والهدوء النسبي على الحدود منذ وقف اطلاق النار وسياسة التنفيذ الصارم للاتفاق التي تتبعها إسرائيل منذ ذلك الحين، كل ذلك يمكن أن يساعد الدولة في اقناع سكان المستوطنات على الحدود بأنه يمكنهم العودة الى بيوتهم بأمان. ولكن في الجليل الأعلى وفي الجليل الغربي يواصلون النظر بتشكك الى الاتفاق المتبلور، الذي بسببه تم اخلاء اكثر من 60 ألف مواطن من بيوتهم لاكثر من سنة. في قيادة المنطقة الشمالية يعرضون على رؤساء المجالس المحلية ومسؤولي الامن خطط الدفاع الجديدة التي تمت بلورتها، البنى التحتية في المواقع والوسائل التي تم نشرها وحجم القوات التي سيتم وضعها قرب الحدود. من الآن فصاعدا حجم القوات سيكون اكبر بثلاثة اضعاف عن الذي تم نشره على الحدود قبل 7 أكتوبر – الحجم الذي تبين بأثر رجعي أنه اصغر بكثير من المطلوب (السبب الرئيسي في أنه لم تحدث مذبحة مشابهة في الشمال كان تردد حزب الله في انضمامه لحماس).