القدس

نواف الزرو يكتب – تطورات كبيرة في المشهد المقدسي ومعركة الخان الاحمر الاخطر في مشروع الاستيطان والتهويد في المدينة المقدسة !؟

نواف الزرو – 17/12/2020

ليس عبثا ان ترمي سلطات الاحتلال في الآونة الاخيرة  بثقلها-الاجماعي- القانوني-القضائي -السياسي والعسكري-الامني وراء تنفيذ اخطر مشروع استيطاني تهويدي في منطقة القدس المحتلة، حيث نتابع بالبث الحي والمباشر عملية تهديم البيوت العربية واقتلاع اهلها ورميهم في العراء، واعتقال العديد منهم، في معركة يطلق عليها الآن معركة الخان الاحمر، وذلك لانها تمتد على مساحة من الارض تقع في المنطقة المتاخمة لاكبر واخطر مستعمرة صهيونية في المنطقة هي مستعمرة”معاليه ادوميم-اي الخان الاحمر بالعربية-.

وإذا اردنا ان نلخص المشهد بعبارات مكثفة نقول: ان معركة الخان الاحمر الاخطر في مشروع الاستيطان والتهويد والاقتلاع والاحلال، وتهويد المنطقة (E1) تدمير لمقومات الدولة والوحدة الجيوديموغرافية في القدس والضفة.

ووفق احدث التقارير الفلسطينية والاسرائيلية على حد سواء، فان الاحتلال اطلق غول الاستيطان في الأرض الفلسطينية -في ظل تهافت التطبيع العربي الذي يوفر للإحتلال  الغطاء والدعم الكامل في مشاريعه التهويدية-، ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والأصوات المنددة والرافضة؛ في محاولة منه لفرض وقائع على الأرض، فقد أقرت سلطات الاحتلال مؤخرا مخططاً لبناء مدينة استيطانية قوامها 3500 وحدة في أراضي العيسوية وعناتا والطور في المنطقة المعروفة بـ”إي1. ومشروع “إي 1 هو مشروع استيطاني وصف بـ”الأخطر” على الإطلاق، أقرته “إسرائيل” عام 1997 في عهد وزير الحرب آنذاك إسحق مردخاي. وتبلغ مساحته 12443 دونماً من أراضي قرى (الطور، عناتا، العيزرية، أبو ديس)، ويهدف  إلى إقامة منطقة صناعية على مساحة 1 كم2، وإقامة 4000 وحده سكنية و10 فنادق- المركز الفلسطيني للإعلام- الجمعة 4/ديسمبر/2020.

وفي التفاصيل فان معركة الخان الاحمر والصراع المحتدم على ارض المنطقة تعود الى سنوات مضت حيث كانت حكومة الاحتلال اقرت منذ عهد إسحق رابين الذي طالب بإعداد هذا المخطط الاستيطاني في العام 1994، وصودق على المشروع للمرة الأولى في العام 1997 من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إسحق مردخاي. ولكنه جوبه برفضٍ فلسطينيّ ودوليّ واسع تجاوبت إسرائيل معه بأن أعلنت عن تجميده في العام 1999.

ولكن دائرة شؤون المفاوضات في “منظمة التحرير الفلسطينية” عادت وكشفت أن الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية صادقت في العام 2002 على الخطة الهيكلية العامة لتنفيذ مشروع المنطقة (إي1)/ ومن ثم تعهّد وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك بنيامين بن اليعزر للإدارة الأميركية بعدم تنفيذ هذه الخطة، غير ان سلطات الاحتلال لم تتوقف عمليا عن تنفيذ المشروع بصمت، الى ان جاء عهد الرئيس ترامب ووعده البلفوري ب”منح القدس عاصمة لاسرائيل”، ليطلق يدها كي تصول وتجول تهديما وتجريفا واستيطانا وتهويدا في وضح النهار.

وتربط كافة التقارير والتحليلات والخرائط الفلسطينية معركة الخان الاحمر اليوم بالخطة الاسرائيلية التهويدية التي يطلقون عليها اسم(E1)التي يمكن ان نكثفها بالعناوين التالية:

•ان هذه المنطقة ” E1 تنهي التواصل الجيوديموغرافي في الضفة  وتدفن حل الدولتين إلى الأبد.

•وان مشروع”E1 “وكتلة ادوميم”يعززان سيطرة اسرائيل على المفصل الرئيسي لكل الطرق التي تربط شمال الضفة الغربية بجنوبها ويقطعان الضفة الغربية الى نصفين.

•وهناك اجماع اسرائيلي على المشروع التهويدي”E1 يمتد من رابين الى نتنياهو، الى باراك، الى شارون، الى اولمرت فنتنياهو وعلى امتداد الخريطة السياسية-الحزبية الاسرائيلية.

•المستوطنة المخططة تمتد على مساحة 12442 دونما صادرتها سلطات الاحتلال من اراضي العيزرية والزعيم والطور والعيسوية.

•وهذا البناء الاستيطاني فيE1 يستكمل مشروع القدس الكبرى الممتدة من جفعات زئيف ولغاية البحر الميت، ومن مداخل الخليل وحتى مشارف رام الله.

•وان مخطط البناء في المنطقة” E1 ” يعتبر الجزء الأخير الذي يكمل”البازل” الاستيطاني حول القدس ويغلق الحلقة الخارجية عليها.

– في الوقت الذي تشهد فيه لبلدة القديمة من القدس أوسع وأخطر مخطط للتهويد والاحتلال  يسرّع البناء في مناطق مختلفة في القدس  وحولها.

•كما ان مشروع “القدس الكبرى”التهويدي يلتهم مساحات واسعة من اراضي الضفة المحتلة تصل من 15 – 25% من مجمل مساحة الضفة.

-وكل ذلك في اطار حلقتين استيطانيتين يقيمهما الاحتلال: داخلية أيديولوجية تحيط بالبلدة القديمة، وخارجية لمستوطنات كبيرة مدينية تحيط بالقدس كلها.

ولكل ذلك نوثق : لقد استحق مشروع E1 (إي وان) الاستيطاني لقب وصفه بالأخطر منذ الاحتلال الإسرائيليّ للقدس في العام 1967، لأنه يمتدّ على أرضٍ مساحتها 12443 دونماً من أراضي قرى الطور، عناتا، العيزرية، وأبو ديس في شرق القدس، ويهدف إلى إقامة 8000 وحدة استيطانية و10 فنادق ومنطقة صناعية. فهو يربط الكتلة الاستيطانية “معاليه ادوميم” الواقعة في شرق القدس الشرقية بالقدس الغربية، جغرافياً. وقد حدّد خليل التفكجي، وهو مدير دائرة الخرائط في “جمعية الدراسات العربية” أربعة أسبابٍ جعلت هذا المخطط الاستيطاني، رغم قصر اسمه، الأخطر على الإطلاق:

“أولاً، يغلق المنطقة الشرقية من القدس بشكلٍ كامل ويطوّق المناطق (عناتا، الطور، حزما) بحيث تُحرم من أيّ إمكانية توسّع مستقبلية باتجاه الشرق.

ثانياً، يمنع إقامة القدس الشرقية (كعاصمة لفلسطين) ويعيق إمكانية تطورها باتجاه الشرق.

ثالثاً، يربط جميع المستعمرات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية القدس مع المستعمرات داخل حدود بلدية القدس، وبالتالي يحوّل القرى العربية إلى معازل محاصرة بالمستعمرات.

ورابعاً، فإن من شأنه أن يقيم القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي، بحيث تعادل مساحتها نسبة 10 في المئة من مساحة الضفّة الغربيّة، ما يحدث تغييراً جذرياً في قضية الديموغرافيا الفلسطينية للصالح إسرائيل”.

وأشار التفكجي إلى أن “مستوطنة معاليه أدوميم تعتبر أكبر المستوطنات في الضفة الغربية وأول بلدية استيطانية أعلنتها السلطات الإسرائيلية، فتبلغ مساحة مخططها 35 كيلومتراً مربعاً ويعدّ سكانها 32 ألف مستوطن /ة”. وقال: “إذا ما تم ضم كتلة معاليه أدوميم المكونة من ثماني مستوطنات (كيدار، معاليه أدوميم، إي وان، ألون، كفار أدوميم، علمون، نفي برات، والمنطقة الصناعية مشور أدوميم) تصبح مساحة الأرض المضمومة 191 كيلومتراً مربعاً، جاهزة لإستيعاب ما يزيد عن 100 ألف مستوطن”.

أما جمعية “عير عاميم” (“مدينة لشعبين” بالعبرية) الاستيطانية  فقد وصفت المشروع بأنه “المسمار الأخير في نعش حلّ الدولتين”، وقالت أن “من شأنه أن يدق إسفيناً بين القدس الشرقية والضفة الغربية، ويكسر التواصل الجغرافي المطلوب بين الأراضي لإقامة الدولة الفلسطينية، ويقسم الضفة الغربية إلى كانتونين شمالي وجنوبي”.

وكشفت اوراق حركة “السلام الآن” أن وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية تعمل بصمتٍ على خطط لبناء 8372 وحدة استيطانية في منطقة “إي وان” بما يشمل “مواصلة العمل على خطط تمت المصادقة عليها للمراجعة من قبل الجمهور في كانون الأول /ديسمبر 2012 لبناء 1262 وحدة استيطانية في “إي وان” جنوب، و2340 وحدة استيطانية في “إي وان” شرق، وإعداد مخطّطٍ جديد لبناء 1000 وحدة استيطانية في “إي وان” شمال، والتحضير لخطة بناء 270 وحدة استيطانية جديدة في “إي وان” غرب”.

نعتقد مرة اخرى وثالثة ورابعة…وبقناعة كبيرة راسخة، اننا لو كنا في زمن عربي آخر مختلف عما نحن فيه اليوم بسبب الاوضاع  والهزائم والارادات السياسية العربية المغيبة او المعتقلة، لكان من شأن ما يجري على ارض القدس والخان الاحمر من اجتياحات واعتداءات  وهجمات تهويدية منهجية سافرة ان يقيم العالم العربي بمسلميه ومسيحييه ولا يقعده ابدا …ابدا ….؟!!!!

*كاتب فلسطيني

nzaro22@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى