أقلام وأراء

نواف الزرو: خلاصة المشهد السوري على لسان قادة وجنرالات العدو

نواف الزرو ٧-١٢-٢٠٢٤: خلاصة المشهد السوري على لسان قادة وجنرالات العدو

فلسطين هي البوصلة..هكذا نشأنا وترعرعنا وتثقفنا وتغذينا  مع حليب امهاتنا، وهي قلب الامة والوطن العربي، وما يوجع فلسطين  يتداعى له سائر الجسد العربي، والذي يخدم”اسرائيل” والمشروع الصهيوني نقف ضده ونعمل على احباطه، نقرأ الادبيات والسياسات والاجندات الصهيونية المتعلقة بنا، والتي  تشكل بوصلة اخرى، فنحن  منذ ما قبل النكبة واغتصاب فلسطين في صراع استراتيجي وجودي مع ذلك المشروع، الذي تتجاوز تهديداته فلسطين لتمتد الى انحاء الجسم العربي، دولة العدو لا تنام ابدا، فهي تتحرك وتعمل على مدار الساعة  من اجل بقائها واستمرارها، ومن وجهة نظرهم الاستراتيجية فان بقاء تلك الدولة واستمرارها لاطول فترة من الزمن رهن بتفكيك الامة والدول والاوطان العربية واضعافها، والادارة الامريكية والغرب الاستعماري متحالف معها في ذلك، ومنذ اندلاع “الربيع العربي” كان للدولة الصهيونية رؤيتها وتدخلاتها كما الادارة الامريكية، فكانت عين صهيونية وما تزال على مصر-الجبهة الجنوبية-، تبث قلقا مستقبليا، والعين الاخرى على الجبهة الشمالية لفلسطين، وخاصة سورية التي تشكل العمق الاستراتيجي لحزب الله، تبث هي الاخرى قلقا متزايدا منذ الهزيمة الحارقة في حرب/2006، لذلك تبدي الدولة الصهيونية اهتماما بالغا لما يجري في سورية، بل انها ترهن مستقبل المنطقة والصراع بنتائج وتداعيات ما يجري هناك، وادبياتهم في ذلك كثيرة، نقتطف منها ما جاء-في مرحلة سابقة وما زال يشكل جوهر الاستراتيجية الصهيونية حتى اليوم- على لسان ابرز قادتهم وجنرالاتهم:

-رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يعتبر أن استعمال الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري مأساة وجريمة فظيعة وأنه يجب الإطاحة بالنظام القائم،  وانضم بدلك الى الرئيس الاسرائيلي بيريز الذي كان دعا هو الآخر الجمعة/2013-8-23- إلى إسقاط النظام السوري.

– رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي ورئيس الموساد السابق مائير داغان اعلنا: إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل وأنه يجب إقامة نظام سني في سورية-وكالات- 30/04/2012–، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أشكنازي قوله”إن العالم منح الأسد تصريحا بالقتل وإذا سقط الأسد فإن هذا سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل”، مضيفا:”أن أي نظام سيقوم في سورية سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل ولن يكون مرتبطا بحزب الله وإيران مثل النظام الحالي”، وقال داغان “إنه يجب الإطاحة بالأسد ويجب إيجاد طريق لإقامة نظام سني مكانه بدعم من السعودية ودول الخليج، ومن شأن تطور كهذا أن يضعف القوة العسكرية والسياسية لحزب الله ومكانة إيران في المنطقة”، واعتبر داغان “ان فكرة الإطاحة بنظام بشار الأسد تتماشى مع المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية كونها ستمنع استمرار نقل المساعدات الإيرانية إلى حزب الله وتراجع النفوذ الإيراني وتعزيز المحور السنّي”.

– بينما إعتبر الرئيس الأسبق للموساد الإسرائيلي أفراييم هليفي”أنه إذا حل السلام داخل سوريا، ووافق العالم على استمرار حكم الأسد، وإذا وافقت تركيا وروسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على بقائه، فإننا سنشهد أصعب هزيمة إستراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط منذ أن أصبحنا دولة-صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاثنين-2012-4-2-

وقال الجنرال احتياط عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) السابق”ان التغيير في سورية، إذا ما حصل، تحول استراتيجي ايجابي بالنسبة لإسرائيل”.

-وقال د. دوري غولد، رئيس ما يُسمى بالمركز الأورشلمي لدراسة السياسات في تحليل نشره على موقع الإنترنت التابع للمعهد:”محظور أن نخطئ بالنسبة لنظام الأسد، فهو حليف استراتيجي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، كما أنّه وفّر ملجأ لحزب الله وحماس”.

– – وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث المختص بالشؤون الأمنيّة في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، د. شلومو بروم:”إنّ صعود حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة في سوريّة يصب في مصلحة إسرائيل”، معللاً ذلك باختلاف هذه الحركة مع إيران وحزب الله أيديولوجيا مما سيخرج سورية من دائرة الوصاية للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة”.

ولعل خلاصة التقدير العسكري الاسرائيلي لما يجري في سورية جاءت في تقدير استراتيجي لهيئة الاركان العسكرية ومجلس الامن القومي الاسرائيلي، ويؤكد التقدير الذي قدم نتنياهو:”ان سقوط نظام بشار الاسد سيشكل ضربة كبرى لمحور التطرف في العالم العربي والاسلامي وسيقلم اظافر حزب الله، وان على اسرائيل ان تعلن تاييدها صراحة لاسقاط الاسد”، وجاء في خلاصة الخلاصة العسكرية الاسرائيلية:” ان الصراع العربي الاسرائيلي سينتهي بسقوط بشار الاسد”، معتبرة “ان سقوط الرئيس السوري يعني غياب لاي تهديد حقيقي من الجهة الشرقية على الدولة العبرية- نقلا عن اذاعة جيش الاحتلال”.

هذه بعض ما جاء على لسان ابرز جنرالات اسرائيل-وهناك كم هائل من الادبيات الاخرى على لسان عدد كبير من الجنرالات والسياسيين والمحللين الاستراتيجيين كلها تصب في ذات الاتجاه… للاطلاع والعبرة لمن يريد ان يرى ويعتبر…؟!

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى