معاريف: ورطة نصرالله
معاريف 10/9/2024، آفي اشكنازي: ورطة نصرالله
السنة الدراسية بدأت وحتى الاضراب في المدارس الثانوية انتهى بشكل ما. إذن اخرجوا رجاء ورقة وقلم وكرسوا بضع دقائق “لاختبار نهاريا”. بالفعل، في صباح 18 تموز من هذا العام اصابت مُسيرة إيرانية، أطلقها الحوثيون من اليمن، مبنى سكنيا في تل أبيب. يفغيني فردر ابن خمسين، قتل. بعد اقل من 30 ساعة من ذلك أقلعت عشرات طائرات سلاح الجو، طارت 1800 كيلو متر عن حدود إسرائيل ودمرت منظومات في ميناء الحديدة في اليمن – شريان توريد للحوثيين. منذئذ يفكر الحوثيون عدة مراة قبل أن يعملوا ضد إسرائيل.
أمس في الساعة 12 ظهرا اصابت مُسيرة إيرانية أطلقها حزب الله عمارة في نهاريا على مسافة 130 كيلو متر عن تل أبيب.
على الفور تثور الأسئلة الواجبة. هل حكم نهاريا كحكم تل أبيب؟ هل في اعقاب الإصابة في نهاريا سيأمر المستوى السياسي الجيش بتسليح نحو 100 طائرة قتالية لهجوم قوي في ميناء بيروت ام ربما يوجه تعليماته لضرب موضع استراتيجي آخر في لبنان؟ لا تحبسوا انفاسكم: الجواب على ما يبدو سلبي.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل التجلد على الهجوم في نهاريا. وعليه فان فرضية عمل سكان الشمال هي ان هذه المرة أيضا هجمات الجيش الإسرائيلي ستكون مقنونة، ملجومة. حرائق الحديدة لن نراها على ما يبدو في بيروت او في مدينة أخرى في لبنان. ليس الان.
لنتنياهو يوجد الان الكثير على الرأس: عرس في مزرعة رونيت، رحلة الى الأمم المتحدة في نيويورك، إجازة ميزانية ومحاولة عبور أعياد تشري دون ايقاظ المنطقة لحرب دينية، مثلما يستهدف بعض من أعضاء ائتلافه. وهذه قائمة جزئية فقط. الامر الأخير الذي يحتاجه الان هو حرب بقوة عالية ضد ايران، فرع لبنان.
الان، فضلا عن التهكم، وبجدية كبيرة: نتنياهو يوجد في ضائقة حقيقية. فقد دخل في عقدة سياسية، عسكرية، حزبية وجماهيرية، حتى “ساحر” مثله يصعب عليه أن يحلها.
ليس لطيفا أن نقول هذا، لكن حظه الوحيد هو الساحة الشمالية. زعيم حزب الله حسن نصرالله هو الاخر يوجد في الوضع الاشكالي ذاته مثله. هو أيضا تورط مع نفسه، مع ارادات اسياده في ايران وكذا لديه توجد مقاومة من الداخل من جانب سكان لبنان.
لنتنياهو يوجد أيضا حظ، في أنه في قيادة المنطقة الشمالية يجلس اللواء اوري غوردن. الرجل ليس إمعة، من جهة توجد له سكين بين الاسنان، من جهة أخرى يدور الحديث عن رجل منضبط، رجل يمكن في كل وقت لجم وكبح نواياه الهجومية.
هذا هو السبب في ان الجيش الإسرائيلي ينجح في أن يتحكم معظم الوقت في ألـ 11 شهرا الأخيرة بقوة المناوشات التي بين إسرائيل وايران، حزب الله، سوريا والعراق؛ نلحق بالطرف الاخر ضررا ونمنعه من التفكير بنوايا هجومية منفلتة العقال.
الهجوم ليلة اول امس في سوريا، المنسوب لإسرائيل هو ذو مغزى كبير جدا. يدور الحديث عن ضربة قاسية جدا للحرس الثوري، لتسلح حزب الله ولبناء القوة المؤيدة لإيران في سوريا. ومثال على خطوة من جهة تضرب فيها بقوة ومن جهة أخرى لا تعطي الطرف الاخر سببا للعربدة.
تعرض نصرالله في الأيام الأخيرة لضربات أليمة. جدا. سلاح الجو نفذ اكثر من 100 غارة في لبنان منذ يوم الأربعاء. الجيش الإسرائيلي يضرب بشكل منهاجي منصات حزب الله في لبنان والحق خسائر جسيمة لمخازن السلاح لحزب الله. ودرة التاج هي الضربة لمنظومة القيادة والتحكم لدى المنظمة. من بين 600 مخرب صفوا لحزب الله، نسبة غير قليلة هم قادة في كل المستويات. رئيس اركان، قادة فرق، قادة ميدانيون، نشطاء في مجال العلم اللوجستي، التهريب، الأموال والجانب الفني.
في إسرائيل يلاحظون التأثير على حزب الله. من جيش مرتب ومدرب أصبح جسما يصعب عليه الإبقاء على منظومة مرتبة. بمعنى، الأوامر التي تنقل من نصرالله لا تنزل بشكل مرتب ودقيق الى الميدان.
في إسرائيل يضربون امثلة بالاصابة في مجدل شمس، والتي قتل فيها 12 طفلا إسرائيليا، الضربة للمنازل في كتسرين، وامس في نهاريا. على حد نهج نصرالله فانه اصدر أمرا في كل واحد من هذه الاحداث لضرب منشآت عسكرية: قاعدة قيادة لواء جبل الشيخ، قاعدة الجيش الإسرائيلي في مركز الجولان وامس، على حد زعمه، اعتزم ضرب معسكر شرغا. لكن في كل هذه الحالات كانت الإصابات بنية مقصودة من مشغل المُسيرات او الصاروخ – أهدافا مدنية في داخل بلدات مدنية.
نصرالله يفهم حجم الشرخ في منظمته. يفهم بانه في ورطة: كيف يخرج من هذه القصة دون ان يتضرر اكثر.
والان يعول نصرالله على أن يحصل اختبار نهاريا علامة ناجح فقط. بمعنى أن يلتصق نتنياهو بنظريته وبموجيها حكم نهاريا، كريات شمونا، سدروت وناحل عوز – تماما كحكم قيساريا وتل ابيب.