معاريف: متى سيؤثر تصعيد حزب الله على المستوى السياسي في اسرائيل
معاريف 15/9/2024، آفي اشكنازي: متى سيؤثر تصعيد حزب الله على المستوى السياسي في اسرائيل
سجل الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة غير قليل من الإنجازات في القتل ضد حزب الله في لبنان وفي سوريا. ففي الليلة بين الجمعة والسبت فقط ضرب قيادة لحزب الله في النبطية. أصيب مخربون كبار، بعضهم قتل.
وحسب منشورات أجنبية، نجح الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع في أن يضرب بشكل شديد أحد المشاريع الإيرانية في سوريا وفي لبنان – مشروع دقة الصواريخ الذي اخفي جيدا وادخل في داخل صخرة الجبل في قلب سوريا بحيث يصمد امام هجمات من الجو. صحيح حتى اليوم يبدو ان هذا المصنع لن يكون قابلا للاستخدام في اعقاب عملية جريئة لوحدة كوماندو من جيش ما.
حزب الله تلقى ضربة شديدة. لكن مثل الملاكم المحترف، لا يسقط على الأرض في حلبة الملاكمة. فهو لن يسمح للحكم في الحلبة عاموس هوكشتاين بالعد التنازلي.
حزب الله ليس فقط لا يستسلم بل يتحدى الجيش الإسرائيلي. في نهاية الأسبوع نفذ عددا كبيرا من اطلاق المقذوفات. فاطلاق النار نفذه نحو صفد، حتسور الجليلية، روش بينا، عميعاد، حكوك كركوم وغيرها. هذه المرة اطلق النار على جنوب شرق الجليل، الى خط بحيرة طبريا. ادخل حزب الله الى قائمة مداه 70 – 100 الف نسمة آخرين وشطب دفعة واحدة فروع السياحة، التجارة، الحج والمطاعم التي لا تزال موجودة في الجليل.
يعرف نصرالله كيف يقرأ ما يجري في إسرائيل. فهو على وعي من أن القيادة الإسرائيلية ضعيفة. فهو يشخص الانشقاق، الصعوبة في اتخاذ القرارات. بعد الضربة للمبنى في نهاريا، أوضحت إسرائيل بانعدام الفعل بانه يوجد حكم واحد لنهاريا وحكم آخر لتل أبيب. هنا يتواصل المنزلق السلس. يوم الخميس نفذ جس نبض لنتنياهو. اطلق مسيرات طارت من فوق روش بينا الى عميعاد. هذا لم يحصل للمرة الأولى. فنصرالله يريد أن يرى كيف سيرد نتنياهو. هل حكم روش بينا كحكم ليشون لتسيون او جعفتايم.
يوم الجمعة ظهرا أجرى فحصا آخر، هذه المرة اطلق صاروخا الى الحدود الشرقية من روش بينا. رأى ان هذا مر بهدوء. والان يمكن الانتقال الى روتين الحرب. من يحتاج لان يضيع خيرة على بلدات اشباح مثل المطلة او كريات شمونا، بينما يمكن ضرب صفد، روش بينا او حتسور الجليلية – بلدات قديمة لا يوجد في معظمها غرف أمنية وتنقصها الملاجيء العامة؟
يفهم نصرالله الأثر الذي يحدثه. وليس صدفة انه اختار عند اطلاق النار المكثف لتحو 55 صاروخا نحو صفد، روش بينا وحتسور الجليلية الساعة الثامنة – التاسعة صباحا. فهذا موعد صلاة السبت. معظم السكان في المنطقة هم يهود مؤمنون. معظمهم كانوا في الطريق الى الكنيس او فيه. اثر النار كان قويا، هازا، بالضبط مثلما يفعل تقريبا في كل يوم منذ بداية الشهر في بلدات الجليل الغربي وسهل الحولة. النار تنفذ في ساعات الدراسة في المدارس. وهو يعزف على الاعصاب الضعيفة والمكشوفة للاهالي، للامهات.
المرحلة التالية من التصعيد ستكون على ما يبدو مدينة كرميئيل، مستوطنة مجدال وربما أيضا طبريا. السؤال الوحيد هو متى سيؤثر هذا الضغط على المستوى السياسي الذي في هذه الاثناء يفضل الإصرار على ان صخرة وجود امن إسرائيل هي بعامة محور فيلادلفيا.