ترجمات عبرية

معاريف: قوانين اللعب تتغير

معاريف 23/9/2024، آفي اشكنازي: قوانين اللعب تتغير

نجحت إسرائيل في الأيام الأخيرة في مفاجأة نفسها، ومفاجأة ايران وحزب الله، وعلى الطريق اذهال كل العالم. ومع ذلك من المهم ان نعرف الطرف الاخر، الذي يتحدانا، ويجدر بنا أن نلعب حياله بطريقته وبلغته. 

أولا، ايران معروفة بعقليتها، بصبرها وطول نفسها. كل شيء يتم في ايران من الرأس وليس من البطن. هكذا في تصدير الثورة، هكذا في المشروع النووي وغيره. وهذا ما تغرسه أيضا في وكلائها في لبنان وفي مناطق أخرى في الشرق الأوسط. على مدى نحو سنة أغلقت ايران على إسرائيل. بعد هجمة حماس في 7 أكتوبر، شغل كل جبهاتها على إسرائيل، فيما أن المركزية منها هي حزب الله في لبنان. هذه المرة كانت إسرائيل هي التي عملت في صبر، من الرأس وبقدر اقل من البطن. هذا الأسبوع رفع لإيران الحساب الأول للتسديد، ويبدو ان إسرائيل جدولت الدين لعدة دفعات. ومعقول حتى ان تجبي فائدة كما هو دارج في السوق.

بعد أن سحق الجيش الإسرائيلي لحزب الله منظومات القيادة ومراكز المعلومات في حرب الاستنزاف بين الطرفين في الـ 11 شهرا الأخيرة، جاء بشكل مفاجيء من جهة خفية هجوم البيجر، الذي فكك لإيران حزب الله من الداخل. الهجوم جعله مكشوفا امام الاستخبارات الإسرائيلية، معقدا، وفي واقع الامر اخرج المنظمة تماما عن توازنها.

يوم الجمعة جاءت الدفعة الثانية في تسديد الدين: إسرائيل صفت رئيس الأركان الجديد لحزب الله إبراهيم عقيل، الذي كان يعرف بأحد المطلوبين في العالم، ومعه صفيت كل قيادة قوة الرضوان، القوة القتالية المركزية لحزب الله. 15 من القيادات الأكثر مركزية للمنظمة في ساحة الجنوب وجدوا انفسهم بين المصفين في الضاحية. 

بالتوازي، في اثناء السبت واصل سلاح الجو بشكل منهاجي قصف منظومات النار لدى حزب الله. لقد طور الجيش الإسرائيلي عمليا نموذج قصف لمنظومات اطلاق الصواريخ: في اللحظة التي تشخص فيها الاستخبارات استعدادات لاطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، ينفذ الجيش الإسرائيلي عملان بالتوازي – يعد الجبهة الداخلية للدفاع عن النفس، وبالتوازي ينفذ صيدا للمنصات بواسطة سلاح الجو الذي يهاجمها. حتى الان دمر الجيش مئات المنصات في لبنان. 

نصرالله واسياده في ايران يرون الأمور ويفهمون بان إسرائيل مصممة على ضرب حزب الله وتحييده. في هذه الاثناء هي تعمل هذا بشكل جيد جدا، وتبدو ملموسة ضائقة حقيقية في بيروت وفي طهران.

القرار في هذه اللحظة هو في ايدي المستوى السياسي الإسرائيلي. ما ان يصدر الامر، سيعمل الجيش بقوة بلا قيود بهدف تفكيك قدرات حزب الله. الأهداف واضحة: تدمير الضاحية، ضرب الخنادق في البقاع اللبناني، هدم عشرات القرى في جنوب لبنان والتي تشكل قواعد انطلاق لحزب الله، ضرب مخزونات وقود المنظمة وغيرها وغيرها. 

ايران تفهم جيدا بانها توجد في مشكلة. فقدان حزب الله هو كفقدان يد، ساق وعين في آن معا. وعليه ففي طهران وفي الضاحية في بيروت يعيدون الان احتساب المسار. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى