ترجمات عبرية

معاريف: إعادة ترسيم خريطة التهديدات

معاريف 25/8/2024، آفي أشكنازي: إعادة ترسيم خريطة التهديدات

حان الوقت لان نحدد من جديد خريطة التهديدات والتحديات العسكرية التي تقف امامها إسرائيل. حان الوقت لان نحدد ما هي الساحة المركزية وما هي الساحات الفرعية. 

لقد كانت نهاية الأسبوع في غزة لحظة من اصعب اللحظات. خمسة جنود قتلى وعشرة جرحى، بعضهم بجراح خطيرة ومتوسطة. الجيش يشدد الضغط في الميدان على حماس. خلايا مخربين تدحر تحت الضغط، تخرج من الانفاق او من انقاض المباني وتحاول اطلاق نار مضادات الدروع او القاء القنابل اليدوية نحو قوات الجيش الإسرائيلي. في الحدث القاسي في حي الزيتون اصطدم الجنود بفخ “العبوات والكاميرات”. 

نشرت حماس شبكة في الشوارع والاحياء كاميرات “الراجع” التي فككت من المركبات، ومن خلالها يطلون على حركة قوات الجيش الإسرائيلي. الى جانب الكاميرات، زرع المخربون عبوات خفية في محاولة لالحاق الضرر في الجيش الإسرائيلي. 

في اللغة العسكرية تسمى هذه “حرب عصابات”. في التاريخ العسكري الحديث تعد عمليات حرب العصابات ضد جيش كبير ونظامي ببساطة فخ. هكذا كان في فيتنام، في العراق، في أفغانستان، هكذا كان مع الروس ومع الأمريكيين. وهكذا أيضا يحصل للجيش الإسرائيلي منذ 18 سنة في لبنان. 

في الجيش يفهمون التعقيدات ولهذا فيسعون الى خطوة استراتيجية – اغلاق القصة في غزة، في ظل إعادة مخطوفين باتفاق. بعد ذلك سيجرى عمل تكتيكي مع قدرات نارية وتدمير العدو بحد ادنى من الاحتكاك مع خلايا حرب العصابات. بالتوازي، في الجيش يعرفون بان التحدي القديم – الجديد هو لبنان. 

إسرائيل ملزمة، كما أسلفنا، بترسيم خريطة التهديدات. ايران هي الساحة الخطيرة وجوديا لإسرائيل. بعدها يجب تحدي حزب الله كساحة أساسية. الضفة، حدود سوريا والحدود الشرقية يجب أن تكون ساحات فرعية مع رقابة مشددة. 

الجيش الإسرائيلي ملزم بان يعالج حزب الله بسرعة. في الجيش يقدرون بان منذ الأيام القريبة القادمة ستكون وجهتنا نحو استمرار القتال القوي ضد المنظمة. 

لا ينبغي لإسرائيل ان تخشى، بل العكس. نحن ملزمون بان نستعد لتوجيه ضربة بالقوة الأشد. مواجهة جبهوية مع حزب الله لن تؤدي الى مواجهة إقليمية – على الأقل ليس مواجهة يخشى منها الجميع. ايران هي دولة متفكرة. توجد لها مصالح وتوجد لها استراتيجية. 

ايران تريد الحفاظ على مكانتها كدولة حافة نووية. الامر الأخير الذي تريده هو أن تفقد هذا الذخر. بالتأكيد ليس بسبب حرب محلية. حتى وان كان الحديث يدور عن حزب الله. 

مهما يكن من أمر، لإسرائيل توجد كل الأسباب ويوجد الواجب لان تهاجم بقوة حزب الله، “لتفكيك وجهه”، كما يسمون هذا في حارة صباي. 

الضربة المانعة فوتناها منذ زمن بعيد. الان علينا نحن ان نعمل بتصميم وبقوة كي ننهي إعادة بناء خريطة التهديدات والتحديات لإسرائيل، كي لا نكون مطالبين بتحديثها كل مرة من جديد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى