شجاع الصفدي: لقد قررت حماس أن تحارب (31)

شجاع الصفدي 25-6-2025: لقد قررت حماس أن تحارب (31)
انتهت الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل، مثلما انتهت المناوشات بين الهند وباكستان، وازدادت نقاط ترامب نحو جائزة نوبل” للخراب” .
حققت إسرائيل أكثر مما تريد وتتمنى، قضت على كل التهديدات على كافة الجبهات، وأبقت لنفسها “حق التصرف وقتما يحلو لها”، هذا ما أعلنه نتنياهو صباح اليوم !.
أدرك الحزب هشاشة السند فتعقل وفهم اللعبة وأنقذ لبنان.
أدركت إيران قواعد القوة فحفظت ماء وجهها قدر المتاح وتراجعت للخلف، ولم تفكر حتى بإنقاذ غزة !، هل سيفكر بغزة من تخلى عن حليفه الأكبر والأهم، الابن الشرعي له في الاقليم !! .
خلال هذه المفاوضات الخاطفة والسحرية كان يمكن لإيران أن تضع غزة ضمن إطار صفقتها كرامة لحجاج طهران !، لكنها حسمت أمرها ولم تنظر للرتوش.
حرب غزة صارت رتوشا على هامش العالم أمام القضايا الكبرى الأكثر أهمية، نحن و دماؤنا وحياتنا ومستقبلنا محض أوراق هامشية، فهل ما زال بعض الحمقى يروج لفكرة أن القضية عادت للواجهة بعد نكبة أكتوبر؟
هل لدى قيادة حماس في دوحة السيلية الجرأة لتعلن خطأ حساباتها وأن تتصرف كما تصرف الحزب، وتفهم أن غزة لم تكن سوى قربان يذبح ليؤخر السكين عن رقبة إيران؟.
المتابع لكل ما يطرح عن جولات التفاوض، سيجد العقدة في الدوحة، كلما تصاعد الجهد المصري واقترب من النضج تراجعت قيادة حماس لأن الدوحة تريد ذلك، وكلما تفاعل دور الدوحة للحسم، كان الدور المصري يتشنج بما يجعل التقدم مستحيلا.
غزة تموت بشكل متسارع، إنها حتى لا تنتظر ضربة قاضية، تنزف حتى الموت فقط، وقيادة حماس في “حيص بيص”، لا هم قادرون على اتخاذ قرار شجاع يحسم هذا التباطؤ الدموي، ولا هم يمتلكون هامشا للمناورة أو أي أوراق ضغط تذكر، بل كلما طال الأمر كلما تناقصت قيمة الورقة الوحيدة، حتى تكاد تصبح مثل العملة منتهية الصلاحية!.
قدمت الكثير من الجهات العديد من المقترحات لتنزل حماس عن الشجرة، لكنها لا تكترث بذلك، بل لا ترى أحدا على صواب سواها، حتى ولو أبيدت غزة عن بكرة أبيها، فحماس لا تعترف بالخطأ، و لا تقر بالخطوات الكارثية الفادحة على مدار عشرين عاما من حروب اللا جدوى .
غزة حاليا تشبه صورة الطفل الجائع في إفريقيا الذي تقف النسور على مقربة من جسده الضئيل، تنتظر النفس الأخير ليصبح وليمتها، تلك الصورة هزت العالم، بينما غزة تأكل الجوارح جسدها حية، ولم يرمش للعالم جفن.
مرة أخيرة نناديكم أن تعلنوا انحيازكم لشعبكم، مرة أخيرة افهموا أنكم بنظر إيران أداة وليس حلفاء، تعلموا من تجربة الحزب والنظام السوري، انظروا أين مآلهم واتخذوا موقفا حرا ينقذ غزة من مصيرها الأسود الذي أوصلتموها إليه بمقامراتكم التي لا تنتهي.