منوعات

شجاع الصفدي: ذكاء اصطناعي 

شجاع الصفدي 19-2-2025: ذكاء اصطناعي 

تعرفت حديثا على تشات جي بي تي، بعد أن ألح ابني أنه جيد. وسوف يخدمني في عملي ،وبالفعل قمت بتنزيل التطبيق، اختبرت التعامل معه في أمور بسيطة، ووجدت أن هامش الخطأ مرتفع في النتائج.
الفرق بين الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث هو أن الأول يعطيك غالبا ما يناسبك من الإجابات،بمعنى أنه يتعامل مع الشخص عن سابق معرفة،من خلال موقعه أو بريده أو أي معلومات مخزنة عنه، بينما محركات البحث تعطيك روايات متعددة للإجابة، فلو سألت عن قضية خلافية الصواب أن تتعدد الإجابات وفق رؤية الأطراف المختلفة، لكن الذكاء الاصطناعي لا يفعل ذلك ،لأنه يعرف توجهك مسبقا، كمسلم مثلا .
يمكن لكثيرين الاستعانة بالذكاء الاصطناعي كمصدر معلومات، لكن هنالك أمور هزلية اكتشفتها ،يلجأ إليها بعض الأشخاص ، وهي سلوك فكري واجتماعي يمكن وصفه بالشاذ دون مبالغة، فما معنى أن يطرح كاتب مقالا سياسيا، فيأتي متحذلق ويطلب من الذكاء الاصطناعي تعقيبا على المقال!، تنظر ككاتب للرد ولا يحتاج الأمر فطنة كبيرة لتدرك أن هذا رد لا يتلاءم مع تفكير المعلق وشخصيته.
الطامة الكبرى والتي لم أتصورها يوما، أخبرني بها صديقي ، أن بعض شعراء اليوم ينسخون نصا أو قصيدة لشعراء كبار ، ويطلبون من الذكاء الاصطناعي استنساخها ، فتتحول بقدرة قادر إلى قصيدة مختلفة ويتم نشرها باسمهم، بينما يصفق الغوغاء ويمدحون ويكيلون الثناء على الشاعر الفذ.
لا أعرف أي أخلاقيات تبيح ذلك،وما جدوى أن يمدح الناس صنيع الآلة بينما ينتشي الشاعر المزيف بما مكَر !!.
بعض البسطاء يلجأ للذكاء الاصطناعي ليكتب له مواساة في حزن، أو تهنئة في فرح ، هؤلاء لا لوم عليهم، يريدون بياض الوجه ونواياهم لا تحمل مكرا .
لكن الخطورة أن نتحول جميعا إلى آلات، مشاعرنا صماء، نطلب أن يتكلم عنا ويكتب عنا ، نهذي ونطلب من الآلة أن ترتب الفوضى.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدا في حدود ضيقة تخدم سياق البحث العلمي، أو التأكد من معلومة ، أو حتى الترفيه والتسلية، أما استبداله بالعقل، وجعله بديلا للإبداع ، فذلك يجعل الآلة الصماء تسيطر عليك، وتلغي ذاكرتك وتشطب حتى اجتهادك لتكون مبدعا .
باختصار على الجميع أن ينتبه ولا يعطل عقله عن العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى