أقلام وأراء

حافظ البرغوثي يكتب : التجسس الإسرائيلي حتى العظم

 حافظ البرغوثي 10/10/2021

  لم أستغرب قيام جهاز عسكري إسرائيلي بالتجسس على هواتف مسؤولين في منظمات حقوقية فلسطينية بواسطة برنامج بيغاسوس سيء الصيت دوليا، ومن ثم الإعلان عن هذه المنظمات بأنها إرهابية وتتبع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. فالإسرائيليون ليسوا بحاجة إلى هذا البرنامج التجسسي أصلا لأنهم استعدوا منذ سنوات بالتكنولوجيا والتقنيات المتقدمة للتجسس على الحياة الفلسطينية صوتا وصورة وفي كل  مكان  عبر سيطرتهم على كابلات الهواتف  الثابتة والمتنقلة لأنها تمر عبرهم .

وهناك الوحدة   8200 التي يمكن لأي عنصر فيها بضغطة زر أن يدخل على هاتفك أو صفحتك على وسائل السوشيال ميديا وبريدك وأرشيفك ويقرأ ما يريد ويسرق الصور والوثائق حتى أن العسكريين الذين انشقوا عن الوحدة سنة 2014 عبروا عن امتعاضهم من التلصص على أسرار الفلسطينيين الخاصة  .

 لكن الوضع حاليا بات أكثر تطرفا فقد زرع الإسرائيليون آلاف الكاميرات على الطرق  الفلسطينية بأنواع مختلفة على أعمدة الكهرباء وداخل المدن التي يسيطرون عليها وبين أشحار الزيتون وفي الجبال وأحيانا يزرعون كاميرات داخل القرى على شكل حجر في جدار أو فرع في شجرة إلخ. وحاليا يجري تصوير بطاقة أي  فلسطيني  يمر عبر حاجز من قبل  الجنود وتصوير لوحة سيارته حيث تعرض صورته على تطبيق الذئب الأزرق  للتعرف على الصور الذي يتعرف على الصورة ويدخل إلى الأرشيف الخاص بالشخص ويقرر ما إذا كان يجب اعتقاله  بوميض خاص عبر الهاتف النقال.

 وهناك تطبيق مواز يستخدمه المستوطنون لمراقبة من يدخل أي مستوطنة بالأسلوب نفسه. فكل فلسطيني باتت  له صور أخرى لدى وحدات الاحتلال لأن الجنود يصورون كل من يرونه في الشوارع وتحفظ في ملفات يسميها جنود يحتجون على هذا التجسس المحظور دوليا بفيسبوك الفلسطينيين حيث يستخدم الإسرائيليون أية معلومات صحية  أو مالية أو عاطفية أو أسرار لإبتزاز الفلسطينيين ونشر الفتنة بينهم .وغني عن القول أن من يدخل البلدة القديمة في القدس يكون تحت المراقبة بالكاميرات منذ دخوله حتى خروجه ويمكن رصد الأشخاص الذين تحدث معهم والدكاكين التي دخلها إلخ. 

فالرقابة الإسرائيلية مشددة تحصي تحركات الفلسطينيين في مدنهم وفي الطرق وتدخل الكاميرات بيوتهم كما يحدث في الخليل فلا   قوانين ولا احتجاجات دولية على هذه الممارسات غير الإنسانية.

لكن رغم ذلك، فلم ينجح الاحتلال في إرهاب الفلسطينيين . ويحكى أن ضابط مخابرات إسرائيلي استدعى شابا للتحقيق معه ليس لسبب ولكن من باب الإزعاج لأن قوات الاحتلال تعتقل بلا سبب كثيرا لنشر  الرعب  في النفوس وكأنها تقول نحن هنا مثلما اعترف جنود خدموا في  الخليل حيث قالوا إن الأوامر لديهم كانت باقتحام المنازل  ليلا وتفتيشها والعبث بها دون سبب فقط لإثبات أنهم موجودون دوما . 

وفي حالة الضابط المخابراتي فإنه واجه الشاب بمعلومات عن أسرته وعدد أطفاله وأين يسكن وبعض عاداته لإرهابه وجعله يعترف بكل ما  يعرف من أسرار فإجابه الشاب بهدوء” أن اسمك فلان تسكن في الشقة رقم كذا في البناية رقم رقم كذا ولك طفلان وزوجتك اسمها كذا ولون حائط منزلك كذا  ولون غرفة نومك كذا “. فبهت الضابط لأن الشاب يعرف كل شيء عنه فسأله وكيف عرفت ذلك فقال أنا العامل الذي  قام بطلاء شقتك لكنك لم تدقق في وجهي فانا عامل ولست متهما في أي شيء ولا ضرورة للتحقيق معي  وانتهى الأمر. فالاستدعاء كان بلا سبب بل لمجرد القول نحن نراقب كل شخص .فهم يراقبون من الجهات الأربع ومن أسماء لكنهم لم يحولوا دون استمرار المقاومة في الضفة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى