دراسات وتقارير خاصة بالمركز

تقرير خاص: هل الطائرات الإسرائيلية التي هاجمت مجمع اليرموك انطلقت من كينيا أو أنها زودت بالوقود في كينيا؟

مركز الناطور للدراسات والابحاث

حتى الآن تتحاشى المصادر الإسرائيلية عن الإفصاح ولو عن نصف الحقيقة فيما يتعلق بالدول التي قدمت الدعم الإسناد اللوجيستي للطائرات الإسرائيلية سواء أثناء انطلاقها نحو هدفها في السودان وهو المجمع الصناعي اليرموك أو أثناء عودتها للتزود بالوقود وتعود إلى قواعدها إما في إسرائيل أو في إحدى دول الجوار السوداني.

ما أشير إليه أو ألمح هو أن الطائرات الإسرائيلية لم تزود في الوقود من الجو وإنما هبطت في محطة للتزود بالوقود في إحدى الدول المجاورة للسودان هذه الإشارات والتلميحات صدرت عن عقيد الاحتياط أرييه أرجوزي وهو ضابط استخبارات سابق.

مصادر إسرائيلية أخرى أفاضت في التلميحات عندما أوردت بعض المؤشرات والإشارات حول هذه الدولة مثل:

  1. أن هذه الدولة مرتبطة بعلاقات تعاون وشراكة أمنية وعسكرية مع إسرائيل وأن رئيس وزرائها رايلا أودينجا زار إسرائيل في 16 نوفمبر ووقع على اتفاقية للتعاون العسكري والاستخباراتي حيث طلب السلاح والخبراء من إسرائيل من أجل خوض معركة فاصلة في الصومال ضد حركة الشباب المجاهدين، مفصحا أيضا عن طموحه في السيطرة على مدينة كيسمايو وضمها إلى كينيا لتصبح ميناء على المحيط الهندي.

هذا العرض الكيني لقي قبولا وترحيبا ودعما من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك وزير الدفاع إيهود باراك.

  1. أن هذه الدولة الإفريقية لها علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة، فهذه الدولة تستضيف وجود بحري وجوي محدود منذ سنوات تتجاوز العقدين وأن من بين هذه الطائرات طائرات أف 15 وأف 16 والمقصود بتموضعها في قاعدة مومباسا بالإضافة إلى طائرات استطلاع من طراز سكاي سكان.

هذا الانتشار الإسرائيلي الجوي والبحري المحدود والاستخباراتي المحدود يجري تعزيزه كلما تصاعدت وتيرة التوتر في منطقة البحر الأحمر أو في منطقة الخليج وأنه مكلف بأن يكون جزءا من المنظومة الإسرائيلية التي يتم حشدها لشن حرب وهجمات ضد إيران في المستقبل.

  1. أن مهمة هذا الوجود العسكري الإسرائيلي بركنيه الجوي والبحري والاستخباراتي هي أيضا مراقبة المنطقة بما فيها السودان والرصد والتصدي لأية عمليات تهريب للسلاح من إيران إلى السودان لتشق طريقها إلى الأراضي المصرية ثم سيناء ثم قطاع غزة.

هذه الإشارات والإيماءات والتلميحات يمكن أن تشكل ضوءا قد لا يكون كاشفا لكل تفاصيل والحيثيات والمعطيات التي تدلل على أن كينيا هي المقصود بكل هذه الإيماءات.

لكن معطى هام للغاية توافر في الساعات الأخيرة يمكن أن يعطي ضوءا كاشفا على دور كينيا في دعم وإسناد الهجوم الإسرائيلي الجوي على المجمع السوداني ونقصد بهذا الدعم الدعم اللوجيستي.

هذا المعطى والذي أمكن الحصول عليه من مصدر في داخل الأراضي المحتلة على تماس بما يجري في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يكشف عن الآتي:

  1. أن رئيس شعبة العمليات في الأركان العامة الجنرال يؤاف هار-إيفن قام بزيارة سرية إلى كينيا يوم الاثنين 22 أكتوبر أي قبل يومين من شن الهجوم وأنه لم يلتق بمسؤولين كينيين وإنما هبط بطائرته في قاعدة مومباسا التي تضم جناحا خاصا بإسرائيل تديره منذ عقدين.

الجنرال هار-إيفن كلف من قبل رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز وبتكليف من وزير الدفاع بالتوجه إلى قاعدة مومباسا التابعة الطائرات الإسرائيلية التي أنيطت بها مهمة الهجوم.

المصدر وبناء على ما يجري تداوله من روايات وتقارير يشير إلى روايتين إسرائيليتين حول انطلاق الطائرات الإسرائيلية:

الرواية الأولى: تشير إلى أن الطائرات الإسرائيلية انطلقت من قواعد في جنوب النقب إلى البحر الأحمر ثم توجهت إلى كينيا وتزودت بالوقود من قاعدة مومباسا ثم واصلت رحلتها ونفذت الهجوم وعادت إلى نفس القاعدة للتزود بالوقود والعودة إلى قواعدها في إسرائيل.

الرواية الثانية وهي رواية رددها أكثر من مسؤول وبينهم ضابط في الاستخبارات القوة الجوية من مدينة حيفا حيث يقيم المصدر أيضا وتقول الرواية أن الطائرات التي هاجمت مجمع اليرموك انطلقت من قاعدة مومباسا لوجود سرب من الطائرات الإسرائيلية يرابط في قاعدة مومباسا يضم طائرات F15وF16 بالإضافة إلى طائرات استطلاع وحوامات من نوع دولفين.

في المحصلة الأولى والأخيرة هذه الإشارات أو المؤشرات تؤكد أن كينيا ضلع في هذه العملية، وأنه لن يطول الوقت الذي سيتكشف فيه مزيد من المعطيات والبراهين على أن كينيا متورطة في هذا الهجوم.

الجنرال يؤاف هار-إيفن رئيس شعبة العمليات في الأركان العامة

الجنرال هار-إيفن بدأ سيرته العسكرية عندما انخرط في الخدمة العسكرية في سلاح المدفعية، خلال سنوات 1993-1995 خدم كقائد كتيبة في هذا السلاح ثم بعد ذلك قاد دورة لضباط المدفعية.

في عام 1999 عين في منصب رئيس مكتب رئيس الأركان العامة.

بعد ذلك بثلاث سنوات عين منصب قائد تشكيل مدفعي احتياط.

في 2004 بدأ يخدم كمساعد لرئيس الأركان الجنرال موشي يعلون.

وفي 2008 عين ليتولى رئاسة هيئة أركان القوات البرية.

هار-إيفن يحمل شهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة تل أبيب ويحمل الماجستير في إدارة الأعمال وبامتياز من جامعة تل أبيب.

المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى