#أقلام وأراءشوؤن عربية
تقدير موقف: اتجاهات التصعيد على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله
اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس:
اللواء محمود الناطور والدكتور يوسف يونس، مركز الناطور للدراسات 10-8-2024: تقدير موقف: اتجاهات التصعيد على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله
- تقديرات امريكية ان “الحرب الاقليمية”، ستشكل تهديداً استراتيجياً لمصالحها، ولذلك سارعت بالتعاون مع العديد من الاطراف الدولية والاقليمية، لمنع انفجار الموقف، وركزت على وضع “قواعد اشتباك جديدة”، تجنباً لسيناريو “الحرب الشاملة”، ومارست ضغوط على نتنياهو وايران، لتجنب المبادرة الى أية خطوات قد تؤدي الى تدهور الموقف، بالتزامن مع محاولة الدفع قدماً بصفقة التبادل في قطاع غزة، وصولاً الى وقف إطلاق النار، ووقف الحرب، والانعكاسات المحتملة لهذه الخطوة على تهدأة الاوضاع على الجبهة الشمالية.
- يواصل الجانبان، اسرائيل وحزب الله، محاولة إعادة إرساء “قواعد الردع” الخاصة بكلا الطرفين، والتي تهدف الى منع الخصم من المبادرة الى سيناريو “الضربة الاستباقية”. ويدرك الجانبان حجم الدمار الذي قد تجلبه الحرب الواسعة، ولذلك فإن يظل خيار “المواجهة المحدودة”، هو المرجح.
- لازال حزب الله، ملتزماً بعدم المبادرة الى الاستفزاز المفضي إلى الحرب، موقناً بأن قوته تكمن في التهديد بالحرب وليس إشعالها، بالرغم من الجاهزية العسكرية للحزب، على صعيد الانفاق والقدرات الصاروخية والقتالية المتطورة، الا ان موقف الحزب يرتبط بالحفاظ على مصالحه في داخل لبنان وبقائه في المشهد اللبناني والاقليمي، خاصة ان اية معركة قادمة ستكون شديدة التدمير على لبنان. ولا يجب اغفال احتمالية قيام حزب الله بتنفيذ عملية اغتيال لاحد الشخصيات الاسرائيلية، بما يتناسب مع اعتبارات الانتقام التي تحرك الازمة القائمة، وهو الامر الذي سيكون ضمن قواعد الاشتباك القائمة.
- الرد الإيراني، سيتمحور حول الايعاز لحلفاء ايران في العراق واليمن وسورية لتنفيذ هجمات على أهداف عسكرية في إسرائيل، وسيتم تقييد ومنع “حزب الله” من القيام بمغامرة عسكرية قد تؤدي الى الحرب الشاملة، وهذا ما يتناسب مع إستراتيجية “الاستنزاف التدريجي طويل المدى” التي اعتمدتها إيران دائماً لتعميق نفوذها في المنطقة.
- خيار “التصعيد المحسوب” هو الأقل كُلفة بالنسبة لاسرائيل، خاصة وأن نتائج الحسم العسكري في الجبهة الشمالية غير مؤكدة لصالحها، في ضوء القدرات التسليحية لحزب الله، والخسائر الفادحة المحتملة في صفوف الاسرائيليين سواء في ميدان المعركة او في عمق المدن الاسرائيلية التي ستكون مكشوفة امام صواريخ حزب الله، واحتمال انضمام إيران ومحور المقاومة للمعركة، ولذلك تفضل جهات استخبارية اسرائيلية عدم توسيع دائرة الاشتباك مع حزب الله، وترجح هذا الخيار.
- ضغوط اليمين الاسرائيلي، الذي يعتبر أن وقف الحرب في غزة، والدخول في تسوية في الشمال سيكون على حساب ترميم الردع الإسرائيلي، ويمارس ضغوطا قوية للمبادرة الى تنفيذ “ضربة استباقية”، ضد حزب الله، والدخول برياً حتى الليطاني، لتدمير بنية الحزب العسكرية والتنظيمية، ما سيؤدي الى خلق الظروف المواتية للضغط على الولايات المتحدة من اجل بناء محور اقليمي لمواجهة تهديدات إيران ومشروعها النووي، الذي يعتبرون ان الفرصة باتت مناسبة لتوجيه ضربة قاضية لهذا المشروع الذي يقترب من تحقيق انجازه الذي سعى اليه منذ سنوات، وسيكون له تداعيات خطيرة على الامن الاقليمي، ومصالح اسرائيل الاستراتيجية ودورها الوظيفي في المنطقة الذي انفردت به لسنوات طويلة.