الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية هددت بالرد وطهران ألغت لقاءا في السودان بين السفن الحربية الإيرانية والباكستانية تحمل رأسا نوويا.
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 03/12/2012.
أزمة عسكرية نشبت بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل والسعودية والسودان في البحر الأحمر حيل دون وقوعها في اللحظة الأخيرة في نهاية هذا الأسبوع بعد أن أبلغت واشنطن طهران بأنها إذا ما أجرت يوم الجمعة 30 نوفمبر لقاءا معدا له بين السفن الحربية الإيرانية والسفن الحربية الباكستانية في ميناء بورسودان فإن المحادثات النووية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني لن تجري.
في الخرطوم وفي بور سودان راجت إشاعات انتشرت كالهشيم بأن السفينة الحربية الباكستانية شاشمير التي وصلت يوم الخميس 29 نوفمبر إلى ميناء بور سودان تحمل معها سلاحا نوويا أو معدات مرتبطة بالسلاح النووي.
هذه الإشاعات تصاعدت عندما علم أنه ستصل في اليوم التالي إلى الميناء السوداني سفينتين حربيتين إيرانيتين وأن السفن الثلاث ستجري مناورات عسكرية.
ولو جرت المناورات العسكرية الإيرانية الباكستانية فإن هذه هي أول مناورات بحرية في البحر الأحمر في مواجهة السعودية وليس بعيدا عن مصر وإسرائيل، حيث أن السفن الحربية الإيرانية كانت ستشارك في هذا الإجراء العسكري حيث يتواجد فيه سلاح أو قدرة نووية.
مصادرنا تشير إلى أن مثل هذا اللقاء العسكري للسفن الحربية لدولتين إسلاميتين إحداهما تمتلك السلاح النووي وأخرى تقف على عتبة تطوير السلاح النووي كان ينبغي أن يظهر إيران كدولة إقليمية ذات قوة عسكرية تأتي إلى المحادثات المباشرة حول البرنامج النووي مع الولايات المتحدة من موقع قوة وليس من موقع ضعف.
الإشاعات عن وجود سلاح نووي على متن الباخرة الحربية الباكستانية وبأن السفن الحربية الإيرانية ستكون على تماس مع هذا السلاح انتشرت في السودان وبشكل واسع إلى حد أن مدير ميناء بور سودان شيبة محمد بابكير أصدر يوم السبت الأول من ديسمبر بيانا يقول أنه ليس هناك خطر على حياة المواطنين الذين يريدون زيارة السفن الحربية نظرا لأن جميع منظومات الأسلحة على متن هذه السفن مؤمنة.
ولم يوضح مدير الميناء أو يورد التفاصيل لماذا سيزور المدنيون ظهر السفن الحربية ولماذا ينبغي أن يخافوا على حياتهم؟
مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير أن الرياض أيضا وكذلك القدس أبلغتا الإدارة الأمريكية في نهاية الأسبوع بأنها قد تتحرك من أجل إحباط هذا اللقاء بين السفن الحربية الإيرانية والسفينة الحربية الباكستانية في بور سودان.
في ذات الوقت حذرت واشنطن طهران أنه إذا كانت ما تزال مهتمة ببدء مفاوضات مباشرة حول البرنامج النووي بين الدولتين فإنه ينبغي عليها أن تلغي قدوم السفن الحربية الإيرانية إلى بور سودان.
مصادرنا تشير أنه في اللحظة الأخيرة تراجعت إيران وقررت عدم إرسال سفن حربية إلى بور سودان حيث أعلنت إرجاء موعد الزيارة إلى 7 ديسمبر حيث أن السفينة الحربية الباكستانية لن تكون متواجدة هناك.
مصادرنا في واشنطن تشير بأن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران كان ينبغي أن تبدأ يوم السبت 1 ديسمبر لكن لما كانت واشنطن غير متأكدة حتى اللحظة الأخيرة بأن السفن الإيرانية ستصل إلى الميناء السوداني في البحر الأحمر يبدو أنه أصبح ضروريا تحديد موعد آخر لإجراء هذه المحادثات وهو أسبوع.
الولايات المتحدة وإيران تحيطان وبسرية تامة أمر بدء المفاوضات وإن كانت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة 30 نوفمبر بمثابة إشارة واضحة للغاية والتي سبق أن أطلقها الرئيس أوباما ذات مرة بأن الولايات المتحدة على وشك بدء مفاوضات مباشرة مع إيران حول البرنامج النووي.
وقد أعلنت كلينتون: نحن نعمل مع مجموعة الدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا بخصوص إيران ونعمل من أجل أن يدركوا أننا على استعداد لمفاوضات ثنائية إذا كان الإيرانيون على استعداد لذلك.
بعبارة أخرى كلينتون أعلنت أن الولايات المتحدة مستعدة للمفاوضات المباشرة مع إيران.
قبل ذلك بيوم وفي يوم الخميس 29 نوفمبر كان السفير الأمريكي في وكالة الطاقة النووية في فيينا روبرت وود هو الذي حدد موعد إجراء المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي.
فلقد قال وود إذا كانت المحادثات لم تنته حتى شهر مارس 2013 فإن الولايات المتحدة ستحيل عن طريق الوكالة الدولية للطاقة النووية الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
وحدد وود في تصريحاته الإطار الزمني الذي ستجري فيه المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران ابتداء من الأول من ديسمبر وحتى الأول من مارس 2013.
مجلة دبكا نت ويكلي وفي عددها رقم 567 الذي صدر يوم الجمعة 30 نوفمبر أشارت وبشكل حصري إلى المحادثات المباشرة التي هي على وشك انطلاقها بين إدارة أوباما وبين إدارة الزعيم الإيراني آية الله علي خامينائي.