ترجمات عبرية

الوف بن – قولوا نعم للختيار

هآرتس – مقال – 19/11/2018

بقلم: الوف بن

حملة الانتخابات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ستبرز تجربته الكبيرة وقدرته الامنية وتحفظه من المغامرات العسكرية والسياسية. تكرار لـ “قولوا نعم للختيار”، الحملة الفائزة لدافيد بن غوريون في انتخابات 1959. بن غوريون كان في حينه في سن 72 سنة، أكبر بثلاث سنوات من نتنياهو الآن، الذي سيتنافس في انتخابات 2019. الرسالة ستحدث وستتم ملاءمتها مع عصر التغريدات والاخبار المتلاحقة، ولكن جوهرها لن يتغير: اسرائيل بحاجة الى أيد ثابتة على المقود وليس الى انقلابيين عظيمي التجربة.

نتنياهو دشن الحملة في الاسبوع الماضي في باريس، في مؤتمر صحفي رفض فيه الدعوات لتصعيد المواجهة مع حماس في قطاع غزة. وواصل ذلك في احياء الذكرى الرسمية لبن غوريون، وأمس أبرز الرسالة في خطابه القصير في وزارة الدفاع، الذي عين فيه نفسه وزيرا للدفاع. أي أنه لم يعين من يطالب بهذا المنصب، نفتالي بينيت. نتنياهو حصل على التأييد من رئيس الاركان السابق والأمل السياسي الحالي بني غانتس الذي تحدث ضد “استغلال الحرب العادلة الدفاعية لمكاسب شخصية أو سياسية”، وبترجمة للعبرية “بيبي، انتظرني ولا تعين بينيت وزيرا للدفاع. أنا قادم على الفور لانقاذك”.

إن الاستعداد للتخلي عن بينيت وعن التحالف مع اليمين المتطرف نتنياهو يبرره بالاخطار الامنية الخفية التي حسب اقواله لا يمكنه كشفها للجمهور، بل فقط لهيئة الاركان ورؤساء اجهزة الاستخبارات. ثقوا بي، هو يريد بدون تفسير، لكن يصعب ادارة حملة انتخابية حول تهديدات غامضة والأمل بأن رؤساء الجيش سيؤيدونه بتوجيهات حول تعزز ايران في الشمال، أو حول التوتر مع القوات الروسية في سوريا. من الصعب الاعتماد على الجيش الاسرائيلي كدعامة سياسية: نتنياهو وجد نفسه في الازمة الحالية بسبب العمليتين الخاصتين اللتين انتهيتا بصورة بائسة – القصف في سوريا الذي في اعقابه تم اسقاط الطائرة الروسية، والعملية في خانيونس التي أدى تشوشها الى جولة العنف الاخيرة على حدود القطاع. نتنياهو ورئيس الاركان آيزنكوت اللذان لم يعملا دائما بتناسق التقيا هذه المرة ونجحا في منع نقاش عام وطلبات للتحقيق في الحادثتين. على الطريق تخلصا من وزير الدفاع ليبرمان الذي تمت التضحية به ككبش فداء للفشل العسكري، كما هي العادة منذ الأزل في اسرائيل.

اذا استمر نتنياهو في عملية الانحراف نحو الوسط، الامر الذي سيساعده ايضا في الجبهة القضائية، فانه يفضل الاعتماد على خطة السلام لصديقه الامريكي الرئيس دونالد ترامب. يمكن التقدير بأن الخطة ستعرض وفقا للجدول الزمني السياسي في اسرائيل، من اجل مساعدة نتنياهو وتعزيز الرسالة التي تقول إنه هو، هو فقط، يستطيع أن يجند الى جانبه زعماء المجتمع الدولي. انتخبوني وستحصلون على ترامب بنفس السعر، سيقول نتنياهو، حيث توجد في الخلفية استطلاعات تشير الى الشعبية العالية لرئيس الولايات المتحدة في اسرائيل. خطة ترامب تبدو مثل اعادة صياغة لمبادرة السلام العربية التي ستغلف في السوبر من اجل أن تكون سهلة على الهضم في اسرائيل. افتراض فصل القضايا الرئيسية وتأجيل التعامل مع قضية القدس واللاجئين والدولة اليهودية وتبكير البحث في نزع السلاح والترتيبات الامنية والمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين – توسيع البعد الاقليمي للاتفاق وتشجيع خطوات التطبيع مع اسرائيل في دول الخليج التي بدأت بزيارة نتنياهو الى عمان. خطة السلام هذه ستساعد ايضا شريك نتنياهو وترامب، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على الخروج من الورطة التي وجد نفسه فيها بسبب قتل الصحافي جمال الخاشقجي. وبدلا من أن يظهر كطاغية متعطش للدماء “ام.بي.اس”، سيظهر كمبشر بالاستقلال الفلسطيني. رد سلبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يضر بحملة نتنياهو، هو فقط يظهر أنه معتدل وعقلاني ومستعد للسير مع ترامب.

ولكن في هذه الخطة توجد ايضا أخطار. ازمة امنية في الشمال أو في الجنوب ستضع نتنياهو في المقدمة بدون درع حماية يتمثل مع وزير دفاع يمكنه تحمل المسؤولية عن الفشل، وقريبا ايضا مع رئيس اركان جديد أقل تجربة من آيزنكوت. بينيت وليبرمان سيعرضانه كخرقة بالية أمام حماس وحزب الله، يعرض أمن اسرائيل للخطر مقابل زيارات عبثية في دول الخليج وخطط وهمية للسلام. بالضبط مثلما فعل نتنياهو بشمعون بيرس عشية الانتخابات المصيرية في 1996.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى