ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس – فصل زاحف

هآرتس – افتتاحية – 25/11/2018

بقلم: أسرة التحرير

في السنوات الخمسة الاخيرة تغير موقف مجلس التعليم العالي من الفصل بين الرجال والنساء في المسارات الاكاديمية للاصوليين من الاساس. فمن حل محدود في الزمن ومقلص في حجمه أصبح الفصل حقا ليس هناك ما هو اكثر طبيعية منه، يتسع بالتدريج حتى الحرم الجامعي “النقي” من كل مؤشر نسائي. ومحاولة تطبيع الفصل بين الجنسين يقودها وزير التعليم نفتالي بينيت ورئيس لجنة التخطيط والتمويل في مجلس التعليم العالي البروفيسورة يافا زلبر شاتس. ويخرج تأثير الخطوة عن حدود الاكاديمية: فالصراع هناك سيؤثر على الفصل في اطر اخرى، من الجيش وحتى سوق العمل.

ادعى مجلس التعليم العالي في السنوات الاخيرة بان الفصل هو نوع من “الشر الذي لا بد منه”: صحيح ان الحديث يدور عن ممارسة اشكالية تتعارض والمباديء الاساس في التعليم العالي، مثل الانفتاحية والتعددية، ولكن الرغبة في دمج الاصوليين في الاكاديمية اكثر اهمية – وبالتالي فان المس بالنساء مبرر. ووعدت اوساط مجلس التعليم العالي بان المس سيكون في الحد الادنى: الفصل سيحصر في صفوف التعليم فقط. ليس بعد اليوم. ففي الرد الذي رفع مؤخرا الى محكمة العدل العليا، في التماس لنساء ورجال الاكاديمية ضد تشريع الفصل الجنسي وتوسيعه، أوضح مجلس التعليم العالي بان الفصل بين الرجال والنساء مسموح به في كل ارجاء الحرم الجامعي وبين الجامعات المختلفة، ويمكن ان يجد تعبيره ايضا في ايام الدراسة او ساعات التعليم المنفصلة للجنسين طالما أنه لا يتم “اكراها”.

يكتفي مجلس التعليم العالي بالوعد “بالمعالجة الجدية” للمؤسسات التي تفرض الفصل. فمعالجة مجلس التعليم العالي للمؤسسات التي تخرق التعليمات التي حددها هو نفسه تبينت كمتصالحة وعقيمة. وفضلا عن ذلك فان التمييز بين الفصل “اكراها” والفصل “الطوعي” هو محاولة خطيرة لادعاء البراءة: فلا حاجة الى حارس يمنع دخول النساء الى مؤسسة اكاديمية او استخدام المكتبة في ساعات معينة.

نشر في الاسبوع الماضي بحث جديد للدكتورة نيتع براك – كورن من الجامعة العبرية، يشكك بادعاء مجلس التعليم العالي بان المسارات المنفصلة ضرورية لدمج الاصوليين في الاكاديمية. ولكن رؤساء المجلس ليس فقط يرفضون فحص الاساس لسياسة الفصل بل انهم يوسعونها الان. ففي الخلفية بات يمكن لنا ان نسمع مطالبة اصولية دينية للتمتع بـ “الملاءمات” ايضا. فهم ايضا يستحقون ذلك. اما المحاولة للفصل بين الجنسين في الاكاديمية فبات يمس منذ اليوم بالمساواة التشغيلية للنساء لانهن محيدات عن التعليم للاصوليين. ولاحقا من شأن هذا التشويه ان يشكل سابقة لاطر اخرى من الجيش وحتى سوق العمل. ان حملة الفصل التي يقودها بينيت تستوجب معارضة جماهيرية: لا يوجد أي مبرر للمس العميق بالحق الاساس للمساواة – للاصوليات والعلمانيات، الطالبات والمحاضرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى