ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: من بين الأنقاض: الحائط الحديدي الذي تصدع

إسرائيل اليوم 8/10/2024، جيل سامسونوف: من بين الأنقاض: الحائط الحديدي الذي تصدع

كل قصف في اليمن وفي ايران يبني من جديد حائطنا الحديدي الذي تصدع قبل سنة. كل صاروخ لنا على بيروت وعلى غزة وكل اعتراض لصاروخ من ايران يجدد ويعزز قوة إسرائيل التي ضعفت على مدى عشرات السنين حتى درك اسفل في أكتوبر 2023. 

الحائط الحديدي سيقنع دول المنطقة المعتدلة بان إسرائيل هي سند آمن، يعطي للامريكيين ثقة بالاعتماد على إسرائيل قوية، بل ربما حتى يعطي الأمريكيين الشجاعة لتصفية التهديد النووي في النهاية. اريد حتى أن اؤمن بان نصرا إسرائيليا في الشمال وردع ايران سيجبران السنوار على الوصول الى اتفاق في مسألة المخطوفين. 

يمكن ان نقول منذ الان بثقة ان اعداءنا رأوا الانشقاق في داخلنا كضعف يستدعي العدوان. فسروا كضعف أيضا محبتنا الرائعة للحياة، للترفيه وللرحلات. وكذا خيار القيادة والجيش احتواء التهديد في الجنوب، في الشمال وفي الشرق على دفع ثمن باهظ لحرب وقائية. 

الحقيقة البسيطة يمكن ان نقرأها في مقال يعود لمئة سنة كتبه زئيف جابوتنسكي “الحائط الحديدي”، الذي حذر فيه من الأوهام ومن اختيار “الآنية”. فقد حذر زملاءه ممن آمنوا بالسلام وبالاخوة انطلاقا من النية الطيبة والقيم. في نظر جابوتنسكي الحائط الحديدي كان السبيل الى السلام من موقع قوة وردع، وفقط بعد أن يقاتل العرب ويعودوا ليقاتلوا الى أن ييأسوا في ضوء الحائط ا لحديدي.

بشكل عجيب، من طبق مفهوم الحائط الحديدي لجابوتنسكي كان خصمه دافيد بن غوريون الذي قاد إسرائيل في التحرير امام ستة جيوش عربية ولاحقا ليفي اشكول، في النصر العظيم في حرب الأيام الستة امام الأعداء في حينه مصر، سوريا والأردن – نجاح أدى بالولايات المتحدة لان تدعم إسرائيل وتوفر لها السلاح. لقد جربت الدول العربية طريق الحرب في 1948، 1956، 1967، 1973، وفقط بعد أن خسرت واستوعبت بانه قام امامها حائط حديدي – توجهت مصر والأردن الى اتفاقات السلام. 

جابوتنسكي لم يشهد صعود القوة العظمى الجهادية الإيرانية، التي استغلت سياسة المصالحة الساذجة للادارات الامريكية التي لم تقطع رأس الافعى في مهدها. وبقيت إسرائيل وحيدة امام العدوان الإيراني، حتى عندما أوشكت على أن تهاجم مرتين كي تصفي النووي الإيراني، منتع الامريكميون هذا عنها في اللحظة الأخيرة. الوحش الإيراني زرع الكراهية، ربى وبنى وسلح اذرع جهادية في لبنان، في العراق، في اليمن وفي غزة. امامهم لم يقف حائط حديدي امريكي، بل حائط من الاقوال، المصالحة والوهن. 

إسرائيل قيادة وكبلت. وهكذا جرت الى حرب استنزاف لعشرين سنة. اما المخاطر فضلت الغرق في استمتاعها ونجاحاتها الاقتصادية والتكنولوجية. لم نوافق على التخلي عن جودة حياتنا كي نتصدى للمخاطر، وان كان ينبغي الاعتراف بانه كان شبه اجماع على أنه لا ينبغي دفع ثمن للتصدي لحماس او حزب الله. لقد حذرت إسرائيل من ايران من على منصة الأمم المتحدة وفي الكونغرس الأمريكي – لكن امام “حائط الاقوال” الأمريكي سيطرت إسرائيل على المنطقة واعدت حرب الجبهات السبعة. وبالذات في ذروة ضعفنا وكارثتنا، في 7 أكتوبر 2023 كان اليوم الذي اضطررنا فيه لان نصحو ونبدأ بالانقلاب التاريخي الذي ايقظنا وحملنا الى حرب وجودية لا خيار فيها. 

من الصعب قول هذا، لكن بالدم الغالي جدا لمئات من جنودنا يبنى من جديد الحائط الحديدي. بفضل البطولة والتضحية لمقاتلي الجيش الإسرائيلي ربما نبني الردع الإسرائيلي للابناء والاحفاد وربما نكون في الطريق الى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، من هيمنة إيرانية جهادية – الى هيمنة الأغلبية في الدول الإسلامية التي تعارض الجهاد الشيعي. وربما، مثلما في نصر 1967 سينضمون الى النجاح الأمريكي الذين بعد الانتخابات سيتجرأون على قطع راس الافعى الإيرانية، واقتلاع النووي وتصفية القوة العظمى الجهادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى