إسرائيل اليوم: من السابق لاوانه تأبين الهجوم العسكري على ايران

إسرائيل اليوم 18/4/2025، تمير هايمن: من السابق لاوانه تأبين الهجوم العسكري على ايران
نصف السنة القريبة القادمة هي فترة حرجة في الساحة الإيرانية. حتى نهاية السنة سنعرف الى أين وجهتنا حيال التهديد الإيراني. هل الى اتفاق نووي جديد، ربما هجوم على مواقع النووي، أم حالة وسطى متواصلة من مراوحة تصعيدية خطيرة، نعيشها منذ خمس سنوات.
ان هجوما على مواقع النووي مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي كان سيؤدي الى النتيجة الأفضل بالنسبة لإسرائيل. صحيح أن ايران كانت سترد ضد إسرائيل وضد قوات أمريكية في الشرق الأوسط، ورد على الرد يخلق آلية تصعيد. هذا تصعيد يتعارض والمصلحة الامريكية. ترامب يرى في الحروب امرا تبذيريا، وسبق أن اعلن انه يريد انهاء الحروب لا ان يبدأها.
في منتصف شهر أيار سينتهي انذار الرئيس ترامب. كما يذكر، في كتاب بعث به الى زعيم ايران آية الله خامينئي ذكر بانه ا ذا لم يتحقق اتفاق في غضون شهرين، فسيكون هجوم عسكري. ويبدو أن هذا الإنذار ترجم بتقديرات إسرائيلية لعملية عسكرية في ايران في شهر أيار (موعد انتهاء الإنذار). لكن حسب المنشورات الأخيرة أوقف ترامب هذه العملية. اغلب الظن خوفا من تورط امريكي في ا لحرب او لانه يفضل الاتفاقات (كما قال اكثر من مرة).
تفكيك أم تقييد
كما أسلفنا، تفضل الولايات المتحدة المسار الدبلوماسي للاتفاق. لكن ليس واضحا اذا كان الهدف هو تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني (النموذج الليبي) ام فقط تقييد البرنامج (نموذج اتفاق أوباما). مهما يكن من امر، فقد بدأت المفاوضات المباشرة، واذا حاكمنا الأمور وفقا لحقيقة أنها تتواصل – فان الاقتراحات الامريكية الأولية لم تتضمن طلب التفكيك الذي لا يعتبره الايرانيون “نقطة انطلاق”.
أمران من المهم أن نفهمهما عند الدخول الى مفاوضات مع الإيرانيين: هم اذكياء وهم مهنيون. ينبغي الامل في ان يتبنى الجانب الأمريكي ذلك، وهو ملزم بان ينزل الى التفاصيل وملزم بان يضع موعدا هدفا لانهاء المفاوضات والا فان الزعيم سيحقق ما يريد – مفاوضات لا نهائية وعديمة الغاية.
موعد إضافي يجب أن نتذكره هو 14 أكتوبر. هذا هو الموعد الأخير الذي يمكن فيه لألمانيا، فرنسا وبريطانيا أن تعلن بان ايران لا تلتزم بالاتفاق النووي وعليه فانها ستفككه. هذه الخطوة تشكل خطرا هاما على ايران. وذلك ايض لان الامر يفرض من جديد العقوبات الثقيلة من مجلس الامن (دون حق فيتو لروسيا والصين)، وأيضا واساسا لان الملف النووي الإيراني ينقل الى مجلس الامن. هذا هو الجسم الوحيد الذي يمكنه أن يقصي ايران عن الاسرة الدولية. وايران لا تريد ذلك. ايران ترى نفسها دولة شرعية وذات مكانة وشرف بين الشعوب وهي لا تريد أن تكون كوريا الشمالية، وهذا يقربها من هناك.
الطريق الإيراني لمواجهة هذه الضائقة يمكن أن يكون في مسارين: تصعيد وتمديد الوقت. مسار التصعيد هو من خلال الانسحاب من الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح النووي (NPT)، امر الذي يحررها باتجاه تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري أيضا (90 في المئة). هذا ناجع، لكنه يقربها من هجوم عسكري للتحالف الدولي. المسار الثاني أكثر أمانا – تمديد الوقت. ايران ستحاول طلب تأجيل الى موعد ال “سناب باك”(تمديد الفترة الزمنية المحددة لانتهاء مفعول الاتفاق في 14 أكتوبر.
معقول أن تفشل المفاوضات
وختاما، من السابق لاوانه التأبين لسيناريو الهجوم العسكري المشترك. معقول ان تفشل المفاوضات او ان تمتد الى ما وراء حدود صبر ترامب. فالرئيس لا يريد أن يبدو في صورة ضعيف، ولهذا فان الخيار العسكري سيبقى على الطاولة. هذه أداة ضغط حيوية، إذ بغياب التهديد بالهجوم – فان المفاوضات ستفشل بالتأكيد. في النهاية يطرح السؤال: هل يمكن لإسرائيل أن تكتفي باتفاق نووي ام ربما هجوم فقط سيؤدي الى إزالة التهديد. الجواب متعلق بنوع الاتفاق وبعمق انفاذه. اتفاق يفكك البنى التحتية للنووي، ويتناول كل عناصر البرنامج النووي الإيراني (التخصيب، الصواريخ وتطوير السلاح)، هو اتفاق ممتاز شريطة أن يوجد نظام رقابة متشدد وقدرة انفاذ على الخروقات وشريطة أن تبقى دوما القدرة العسكرية على الهجوم كوسيلة ردع ضامنة للاستقرار.