إسرائيل اليوم: معادلة جديدة: سكان جنوب لبنان لن يعودوا الى بيوتهم قبل سكان الشمال
إسرائيل اليوم 25-9-2024، عوديد غرانوت: معادلة جديدة: سكان جنوب لبنان لن يعودوا الى بيوتهم قبل سكان الشمال
القنبلة التي القاها امس في المقابلة الصحفية رئيس ايران مسعود بزشكيان كادت تبتلع في أصداء القنابل التي اسقطها سلاح الجو على مئات أهداف حزب الله في ارجاء لبنان. خلاصة الرسالة: نحن في ايران لا يمكننا أن نسلم بتحويل لبنان الى غزة ثانية – وحزب الله وحده، بدون مساعدة من الخارج لن يتمكن من منع ذلك.
عني محللون لبنانيون وآخرون بمحاولة فهم اذا كان هذا تهديدا تجاه إسرائيل والغرب ويفيد بان اتساع المعركة في لبنان سيجبر ايران على الانضمام اليها أم العكس بالضبط: إشارة الى حزب الله بان يحظر الا يحطم كل الأواني في المواجهة مع إسرائيل كي لا يسرع نشوب حرب لبنان الثالثة.
تردد بزشكيان
إضافة بزشكيان في المقابلة التي جاء فيها ان “طهران لا تريد الحرب” كفيلة بان تلمح بانه وجه أقواله الى حزب الله بالذات. ففي ايران، التي امتنعت حتى الان حتى عن الثأر لتصفية هنية، يفهمون بان مواجهة شاملة في الشرق الأوسط في الوقت الحالي من شأنها ان تؤدي ليس فقط الى سحق حزب الله”المعقل المتقدم للجمهورية الإسلامية”، بل وأيضا الى المس بحقول النفط ومنشآت النووي لديها.
لم تكن هذه هي المحاولة الوحيدة لتحذير نصرالله من أن يصعد اكثر فأكثر في ردود فعله الوضع المتوتر على أي حال. ففي لبنان يروون ان الولايات المتحدة أبلغت في اليوم الأخير رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري بان “الخطوة الدبلوماسية فشلت والان لم يتبقَ أي طريق لكبح إسرائيل”.
خلفاؤه يقفون جانبا
نصرالله لا يحتاج لهذه الرسائل كي يفهم بانه صحيح حتى الان بقي وحده، بكل معنى الكلمة. وحيدا في محور، فيما أن باقي الجبهات، بما فيها تلك الإيرانية لا تزال تقف جانبا. وحيدا أيضا في الداخل، بينما معظم القادة الكبار الأكثر قربا منه صفتهم إسرائيل. وهذا تواصل أمس أيضا، مع تصفية رئيس منظومة الصواريخ في المنظمة.
مئات “المشبوهين” اعتقلوا
هذه العزلة، الى جانب الخوف من أنه “في كل زاوية يختبيء جاسوس او عميل مع إسرائيل”، تعمق فقط ضائقة الأمين العام. فمنذ بداية الحرب اعتقل حزب الله اكثر من 400 مشبوه منهم 130 اعتقلوا بعد تفجير أجهزة الاشعار المنسوب لإسرائيل. الحراسة على نصرالله اكثر تشددا من أي وقت مضى. والخطاب الذي القاه يوم الخميس الماضي سجل مسبقا لأول مرة، ولم ينقل بالبث الحي والمباشر من الخندق خوفا من ضربة مباشرة.
لكن كل هذه – التصفيات المركزة، القصف الواسع، هجمات السايبر، التحذيرات من كل الاتجاهات واحساس الضائقة والملاحقة – لم تتسبب له بعد بان ينزل عن الشجرة. وبخلاف ما نشر في إسرائيل، فان قسما هاما من منظومة صواريخه للمدى البعيد، بما فيها الدقيقة مخزنة في الخنادق ولم تتضرر بقصف سلاح الجو. كما أنه يقدر بانه سيتمكن من التصدي لغزو بري من الجيش الإسرائيلي الى جنوب لبنان بنجاح اكبر مما للتصدي للتفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
استغلال الهروب
في النظرة الإسرائيلية أيضا، يجب الاعتراف بانه رغم الضربات القاسية التي أوقعت على المنظمة وعلى رئيسها في الأسبوع الماضي لم يسجل تقدم في تحقيق أي من الهدفين: الفصل بين ساحة لبنان وساحة غزة وإعادة سكان الشمال الى بيوتهم بامان. فحزب الله لا يوقف النار.
من بين روافع الضغط القليلة على نصرالله توجد واحدة لم تجرب بعد لكن واضح انها وحدها لن تكفي. اكثر من 100 الف من سكان جنوب لبنان معظمهم شيعة، هربوا منذ الان شمالا في اعقاب الهجمات الجوية الإسرائيلية. بعض منهم وجدوا ملجأ في نحو 100 مدرسة وآخرون لدى أقرباء لهم في جنوب بيروت. الهروب يتواصل أيضا من منطقة البقاع والاكتظاظ كبير وشروط المعيشة قاسية.
بخلاف السنوار الذي تساوي حياة الغزيين بالنسبة له كما تساوي قشرة الثوم، فان نصرالله اكثر حساسية تجاه ضائقة أبناء الطائفة الشيعية الذين اضطروا لهجر قراهم. على إسرائيل أن تستغل الهروب الجماعي كي تخلق معادلة جديدة: سكان جنوب لبنان لن يتمكنوا من العودة الى بيوتهم الى أن يعود كل سكان الشمال في إسرائيل بامان الى بيوتهم. مقابل كل بيت في بلدة إسرائيلية يصاب بصواريخ حزب الله سيدمر أيضا بيت في جنوب لبنان.